هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "باري ماتش" الفرنسية حوارا مع الأستاذ والباحث الفرنسي المختص في شؤون الولايات المتحدة وصاحب مدونة "ذات مرة في أمريكا"، كورنتين سيلين، حول الكتاب الذي أثار جدلا واسعا في الولايات المتحدة، "نار وغضب" لمؤلفه مايكل وولف.
وتحدثت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، عن مدى تأثير محتوى كتاب "نار وغضب" على الحياة السياسية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وما كشفه من خفايا تتعلق بإدارة البيت الأبيض. ولكن الغريب في الأمر أن الرئيس الأمريكي قد أقر بما جاء في هذا الكتاب من خلال تغريداته.
وأشارت الصحيفة إلى أن كتاب "نار وغضب" قد تسبب في إثارة حفيظة الرئيس الأمريكي. وفيما يتعلق بإمكانية أن يخلف هذا الكتاب أثرا سياسيا دائما، لم يستبعد كورنتين سيلين ذلك، مؤكدا أن المؤلف مايكل وولف بوب كتابه في فصلين، حيث تطرق في الأول إلى الحديث عن إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس كومي، فيما كشف في الفصل الثاني عن حقيقة اللقاء الذي جمع بين نجل دونالد ترامب وشخصيات روسية خلال شهر تموز/ يوليو سنة 2017.
اقرأ أيضا: أتلانتك: هذه الحقائق التي يؤكدها كتاب "نار وغضب" عن ترامب
وفي السياق ذاته، أكد الأستاذ الفرنسي، فيما يتعلق بقضية التخابر مع روسيا، أن "وولف قد عرض في كتابه حججا ملموسة يمكن أن تدفع قاضي التحقيق إلى استدعاء دونالد ترامب والمقربين منه لمساءلتهم".
وفي سؤال الصحيفة عن الدور الذي يلعبه كل من جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب ضمن الإدارة الأمريكية، الأمر الذي تم تناوله في الكتاب، أشار سيلين إلى أن "جاريد كوشنر وزوجته لديهما أجندتهما الخاصة. وترتكز هذه الأجندة على أثرياء نيويورك الذين يعتبرون محافظين اقتصاديا ومتحررين اجتماعيا".
وأضاف سيلين أن "الكتاب قد ركز أيضا على دور صهر الرئيس فيما يتعلق بالقرارات الهامة التي اتخذها ترامب، على غرار عزله لجيمس كومي من منصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، حيث انتابت كوشنر مخاوف من توجيه تهم له بخصوص قضية التمويل الروسي".
وفي إجابته عن سؤال الصحيفة حول ما جاء في الكتاب بشأن تطلع إيفانكا ترامب أو زوجها إلى تولي رئاسة الولايات المتحدة، أكد كورنتين سيلين أن "العائق الذي يعترض سبيل الزوجين يتمثل في أنهما محل انتقاد داخل البيت الأبيض. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن معرفة مدى ولائهم إلى الفكر الجمهوري، دون الخوض طبعا في أي خانة يمكن تصنيفهما، هل ضمن النجاحات التي حققها ترامب أو ضمن إخفاقاته".
اقرأ أيضا: بلومبيرغ: بعد طلب غير مسبوق هذا ما يحصده كتاب "نار وغضب"
وأشارت الصحيفة إلى أن كتاب "نار وغضب" أكد أن البيت الأبيض مقسم إلى معسكرات على غرار الجمهوريين المؤسسيين، والقوميين، إضافة إلى المعسكر العائلي، أي ترامب وعائلته. من جهته، أفاد كورنتين سيلين بأن "هذا الانقسام سببه أمرين، يتلخص الأول في أن ترامب رجل لا يثق كثيرا في من حوله، لذلك أقحم إلى جانبه أفرادا من عائلته. وقد تحدث الكتاب عن تعيين ترامب لأفراد من عائلته الخاصة في منصب مستشارين".
وواصل كورنتين سيلين حديثه، قائلا: "أما الأمر الثاني، فقد أجابنا عنه الكتاب، حيث شدد المؤلف على أن ترامب لا يعارض فعليا قانون الرعاية الصحية الأمريكي "أوباما كير" الذي أقره سلفه، ولكن هذا القانون غير قابل للنقاش من قبل الجمهوريين".
وأكدت الصحيفة أن مايكل وولف تطرق في كتابه للكشف عن صحة ترامب العقلية. وفي هذا الإطار، لا يستبعد الأستاذ الفرنسي أن تعيين الجنرال جون إف. كيلي في منصب كبير موظفي البيت الأبيض يخفي وراءه نية الإدارة الأمريكية في التحكم بهاتف ترامب الجوال وتغريداته المتكررة على موقع "تويتر".