هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن موافقة الأطراف السياسية الرئيسية في ليبيا على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال هذه السنة، لا سيما في ظل استعداد الأمم المتحدة وفرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى وروسيا لدعم الإرادة الشعبية الليبية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الشعب الليبي يأمل في وضع حد للفوضى التي باتت تسود البلاد، وأن تؤدي الانتخابات إلى تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة إعمار ليبيا. في الأثناء، لا بد من التغلب على العديد من العقبات غير المتوقعة التي ستظهر أثناء الاستعداد للانتخابات.
وفي الوقت الراهن، تطالب الأطراف السياسية الفاعلة في ليبيا بالإبقاء على روح الحماس التي تركت انطباعا قويا لدى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، الأميركي جيفري فيلتمان، خلال زيارته إلى ليبيا.
ونقلت الصحيفة تصريحات فيلتمان التي أدلى بها عقب المحادثات التي جمعته برئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، حيث قال فيلتمان: "إن استعداد الليبيين لإجراء الانتخابات يبعث على الأمل. ولذلك، ستدعم الأمم المتحدة هذه الانتخابات لإنهاء الفترة الانتقالية التي طال أمدها". أما خلال الزيارة التي أداها وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إلى ليبيا، وعلى إثر الاجتماعات التي جمعته بالسراج وقائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، فقد تم التوصل إلى اتفاقيات من شأنها تسهيل عملية الانتخابات.
اقرأ أيضا: الأمم المتحدة: عملية سياسية تفضي إلى انتخابات هي الحل بليبيا
وأوردت الصحيفة أن مساعدة الأمم المتحدة لليبيين في عملية الانتخابات مثّل أمرا متوقعا للغاية. ففي واقع الأمر، لا تستطيع الأمم المتحدة تجاهل الجهود المبذولة من طرف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، حسن سلام، الذي لم يتمكن من إحياء وتعديل اتفاق الصخيرات من أجل تلبية مطالب مختلف التيارات السياسية فحسب، بل تمكن من وضع خارطة طريق جديدة لليبيا.
في الأثناء، تشير استطلاعات الرأي إلى حرص الليبيين على المشاركة في الانتخابات، وذلك وفق ما ذكره رئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، عماد السايح. والجدير بالذكر أن عدد المسجلين في الانتخابات بلغ 1.97 مليون شخص من أصل 8 ملايين نسمة.
وأفادت الصحيفة أن المتنافسين السياسيين الرئيسيين، اتفقوا في العديد من المناسبات على إجراء الانتخابات، وذلك خلال المحادثات غير المباشرة التي عُقدت بين حفتر والسراج في القاهرة في شباط/فبراير الماضي. بالإضافة إلى اجتماع السياسيين المنعقد في أبو ظبي في آيار/ مايو، فضلا عن المحادثات التي جرت في فرنسا بحضور الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون. ولكن، حالت العديد من الظروف دون إجراء الانتخابات التي تم الاتفاق عليها.
وأوضحت الصحيفة أن إجراء الانتخابات، التي سيتكفل الجيش الليبي بمهمة ضمان سيرها، تعد من ضمن أولويات ليبيا اليوم وذلك وفقا لما أفاد به خليفة حفتر خلال حوار صحفي أجراه مع صحيفة "جون أفريك" الفرنسية. في السياق ذاته، أضاف حفتر أن الانتخابات ينبغي أن تكون نزيهة وشفافة، ويجب أن تشمل جميع الليبيين "باستثناء ممثلي جماعة الإخوان المسلمين التي تربطهم علاقة مباشرة بالإرهابيين". بحسب حفتر.
وإلى جانب ذلك، يعتقد حفتر أن لبيبا غير مستعدة للديمقراطية بعد. وفي حال مُنيت الانتخابات بالفشل، سيتمكن الجيش من بسط سيطرته على كامل أرجاء البلاد.
وقالت الصحيفة إن حفتر أفاد بأنه يوجد 75 ألف جندي وضابط تحت تصرفه، وهم يسيطرون على 90 بالمائة من الأراضي الليبية، فضلا عن مراقبة الحدود مع تونس ومصر. من جانب آخر، يرى حفتر أن السراج رجل ضعيف ومكبل الأيدي، نظرا لوقوعه تحت تأثير مختلف التشكيلات المسلحة. وفي شأن ذي صلة، أشار حفتر إلى نية سيف الإسلام القذافي في الترشح إلى الانتخابات.
اقرأ أيضا: حفتر يزور الإمارات سرا.. هل يبحث عن دعم لحملته الانتخابية؟
وأوردت الصحيفة أنه مع اقتراب موعد الانتخابات، يبدأ السياسيون في استعمال قوانين وأساليب ما قبل الانتخابات على غرار إثارة الفضائح، وتسريب بعض المعطيات الخاصة. ويظهر ذلك جليا في التصريحات التي أدلى بها المستشار السياسي السابق لحفتر، محمد بويصير، المتواجد حاليا في الولايات المتحدة، الذي اتهم رئيسه السابق بالفساد وبتورطه مع المخابرات الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة أن بويصير زعم أن حفتر دفع مبلغ يقدر بستة ملايين من الدولارات لإحدى شركات العلاقات العامة مقابل تلميع صورته وتعزيز مصالحه مع السياسيين والعسكريين الأمريكيين. كما أشار بويصير إلى الاتصالات التي جمعت حفتر بضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية المتقاعد، آري بن مناشي.