هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر استفتاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، روج إلى أن سيف نجل العقيد الراحل معمر القذافي يتصدر شخصيات ليبية متوقع ترشحها لرئاسة ليبيا.
ونشرت صفحة "ليبيا وفقط"، التي يتابعها أكثر من مليون متابع، وهي من أكبر الصفحات الليبية على "فيسبوك"، نتائج ما أسمته "استفتاء انتخابيا"، ليتصدر سيف القذافي القائمة، ويليه اللواء خليفة حفتر ثم الناشط الليبي عبد الباسط قطيط، ثم رئيس الوزراء الأسبق محمود جبريل.
"استرزاق"
من جهته، أكد أحد القيادات الحزبية التابعة لإحدى الشخصيات التي جاء اسمها في الاستفتاء، لـ"عربي21"، أن هذه الصفحة "ليبيا وفقط" تملكها إحدى الشخصيات التي تعيش في الخارج، ويتخذها "وسيلة للاسترزاق".
وأضاف القيادي الذي رفض ذكر اسمه، أنه "بإمكانك إجراء استفتاء ودعاية عبر هذه الصفحة فقط بدفع مبلغ 450 دينارا ليبيا"، مؤكدا أن الاستفتاء الذي حصل "دعاية مدفوعة الأجر"، وفق تقديره.
استفتاء حقيقي
في المقابل، رفض المسؤول عن الصفحة التي أجرت الاستفتاء، هذه الاتهامات، وأنكرها جميعا، موضحا أن البعض يخلط بين النشر التجاري والنشر السياسي، قائلا: "نحن نعمل دعايات تجارية بمقابل مادي وموجود ذلك على الصفحة، ولكننا نرفض وبشدة القيام بدعاية من أجل تلميع أشخاص".
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "ما جرى هو استفتاء حقيقي حسب الشروط المتعارف عليها، وشاركت في عدة شرائح تراوحت الفئة العمرية بين 18 وحتى 60 عاما، واستمر مدة 32 ساعة"، وفق قوله.
وتابع: "أنا صاحب الصفحة وأعيش في بريطانيا حاليا، وإذا كنت كما زعم من اتهموني بأني أبيع نفسي والصفحة بـ450 دينارا، فكان الأولى أن أذهب لمن يدفع أكثر، خاصة أنه تم عرض مبالغ خيالية على الصفحة لنشر دعاية لمنتخبين ورفضت".
تكهنات وفقط
لكن المدون والناشط الليبي، فرج فركاش، أكد من جانبه، أن "هذه الصفحة معظم متابعيها من الشباب ومعظمهم ربما لم يبلغ سن الرشد بعد، وهذا النوع من الاستفتاء غير علمي وغير دقيق، وسيف القذافي الذي تصدر هذا الاستفتاء مثلا، أمامه عقبات كثيرة حتى يسمح له بالترشح واهمها القاء الداخلي والخارجي".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "مستقبل سيف السياسي غير مضمون إن لم يكن شبه منعدم، وتبقى هذه الاستفتاءات مجرد تكهنات غير مبنية على أي أسس علمية، لكنها في العموم ربما تعكس رغبة وطموح الشباب في التغيير بعد أن سئمت الوجوه المفروضة عليها في المشهد السياسي والعسكري"، حسب رأيه.
وقال الصحفي الليبي، محمد العرفي، إن "مثل هذه النتائج ليست بالواقعية، فأمام نجل القذافي عوائق قانونية وأخرى سياسية تمنعه من خوض سباق الترشح ولا معنى لمثل هذه الاستفتاءات أمام هذه الموانع إضافة لإشكاليات مركبة التعقيد"، مضيفا لـ"عربي21": "هذا الاستفتاء لا أثر له في الواقع".
أين الانتخابات؟
وقال الكاتب الصحفي الليبي المقيم في بريطانيا، عبد الله الكبير، إن "مثل هذه الأمور هي مجرد أمنيات وفقط، صحيح أن هذه الشخصيات ربما لها شعبية وحضور في بعض الأوساط وبعض المناطق، لكن ليس لدرجة اكتساحها كل الأرقام وكل القوائم".
وأضاف: "من شروط سلامة أي استبيان رأي، أن تكون المؤسسة القائمة به مشهورة بالنزاهة والموضوعية، وعموما كل هذه الاستبيانات وكوميديا التفويض لن تغني أبدا عن الانتخابات، ومن يصدق أن لديه كل هذه الشعبية الجارفة فليشارك وسنرى"، كما قال لـ"عربي21".
انقطاع الإنترنت
بدوره، أوضح الناشط الحقوقي من الجنوب الليبي، طاهر النغنوغي، أن "الاستفتاء لم يكن كافيا لرؤية كل الليبيين، فهناك مناطق شهدت انقطاعا متواصلا للإنترنت في فترة طرح هذا الاستفتاء".
وأضاف: "أعتقد أن هذا الاستفتاء هو مجرد استفتاء على "الفيسبوك" من قبل صفحة تناصر تيّارا معينا ليس إلا، دون أن يذكر هذا التيار".
وقال المحلل السياسي الليبي، خالد الغول، إنه "ليس بمستغرب أن يتحصل سيف على هذه الأصوات، رغم أن الاستفتاء غير علمي، وربما تشارك فيه أسماء مستعارة لنفس الشخص، لكن هذا لا ينكر شعبية سيف من قبل موالين لفكر والده أو منتفعين منه".
وتابع لـ"عربي21": "النقطة التي يجهلها كثر، أن سيف لا يملك شخصية قيادية بل كان يستمد قوته من والده وهناك جهات عدة تقوم بالتخطيط له، أبرزهم فلول النظام السابق الذين يريدون العودة عبر وصول سيف للحكم"، بحسب رأيه.
استفتاء صغير
ورأت الناشطة الليبية، نورا العطار، أن "مجرد استفتاء صغير لا يخضع للمعايير العلمية لا يمكن أن نبنى عليه قراءة صحيحة وموضوعية للمشهد السياسى الليبي الذي يعيش أصعب أيامه".
وأشارت في حديثها لـ"عربي21"، إلى أن "فوز شخصيات جدلية في المجتمع الليبي ووجودها فى المشهد هو أحد أسباب عدم الاستقرار، لكن الملاحظ أن مؤيديهم هم الأكثر تواجدا في مثل هذه الاستفتاءات بينما أنصار التيار الآخر لم يعودوا يهتمون كثيرا"، وفق تعبيرها.