هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هاجمت روسيا ما صرحت به حكومة الوفاق الليبية وما اقترحه المبعوث الأممي إليها غسان سلامة من إجراء انتخابات في ليبيا بحلول عام 2018.
وقال رئيس فريق الاتصال الروسي المكلف بملف ليبيا في وزارة الخارجية الروسية ومجلس الدوما، ليف دينغوف، إنه "من المستحيل الحديث عن موعد للانتخابات في ليبيا، وأنه من السابق لأوانه مناقشة المسألة قبل موافقة رسمية مسجلة من جميع الأطراف".
وثيقة مكتوبة
وطالب المسؤول الروسي، بضرورة وجود موافقة موثقة وليست شفوية فقط، وهو ما سيكون شرطًا لعملية الانتخابات، ولكن حتى الآن هذه مجرد كلمات بأن "سلامة" تلقى موافقة من حفتر والسراج، ومن مجلس الدولة والبرلمان، لكننا لم نر وثيقة موقعة، وفق تصريحات له الأحد.
وأعلن المجلس الرئاسي الليبي عن بدء التجهيز مع المفوضية العليا للانتخابات لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والاستفتاء على الدستور، العام المقبل، وذلك عقب زيارة رئيس المجلس، فائز السراج، لواشنطن.
كما أعلن المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة، عن ضرورة إجراء الانتخابات في ليبيا في موعدها المحدد، بحسب الخطة الأممية المعلن عنها في سبتمبر/أيلول الماضي.
من جهتها، أعلنت إيطاليا تأييدها الواسع لتنظيم الانتخابات في ليبيا خلال العام 2018.
لقاء ترامب-السراج
وتأتي تصريحات المسؤول الروسي ردا على زيارة السراج إلى واشنطن ولقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتأكيد الأخير على دعم حكومة الوفاق ودعم الاتفاق السياسي، ما دفع موسكو إلى مهاجمة مطالبة السراج لترامب بضرورة رفع حظر السلاح عن ليبيا، حسب مراقبين.
اقرا أيضا : هذه دلالات زيارة السراج إلى واشنطن.. ما مصير حفتر؟
وطرحت الاعتراضات الروسية على الانتخابات وعلى زيارة السراج عدة تساؤلات من قبيل: لماذا ترفض روسيا إجراء الانتخابات في ليبيا؟ وما البديل لديها؟ وهل تسعى للضغط على حكومة السراج بعد تقارب الأخير مع واشنطن؟
روسيا الأقرب
من جهته، أكد نائب رئيس حزب تحالف القوى الوطنية، صفوان المسوري، أن "الموقف الروسي من الانتخابات يبدو أكثر ملامسة للواقع من الموقف الأمريكي، إذ إن إجراء انتخابات في ظل هذه الظروف لن ينتج وضعا أفضل كما يعتقد الكثيرون، حيث لا توجد ضمانة على الإطلاق ألا ينقلب الخاسر على النتائج مرة أخرى".
وأشار خلال تصريحات لـ"عربي21"، إلى أن "إجراء الانتخابات يحتاج إلى توطئة سياسية تسبقها، وهذا لن يتأتى إلا بتوسعة الوفاق ليشمل كل الأطراف الفاعلة، والانقلاب على الانتخابات مرة أخرى سيؤدي إلى كفر الليبيين بالديمقراطية للأبد، وهذا يمهد بشكل أو بآخر لإنتاج نظام ديكتاتوري من جديد إما ثيوقراطي أو عسكري أو هجين بينهما"، وفق قوله.
حرب باردة
ورأى المدون الليبي، فرج كريكش، أن "موقف روسيا طبيعي بعد زيارة السراج للولايات المتحدة حيث أن روسيا وبعقلية الحرب الباردة التي لم تنته في سلوكها السياسي مع أمريكا بعد تعتبر أي تقارب مع ذلك المعسكر فقدانا لجزء من كيكة الولاء السياسي لها".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "كما أن مضمار السياسة في ليبيا بات يستوعب كل اللاعبين الدوليين ولا سيما روسيا والتي تعتبر نفسها قطبا منافسا لأمريكا وأوروبا في الملف الليبي"، حسب قوله.
نزاهة الانتخابات
وقال العضو السابق في المؤتمر الوطني الليبي، فوزي العقاب، إن "الانتخابات لا يمكن أن تكون الحل في ليبيا اليوم، لأن هناك تحديات فنية وسياسية وأمنية كثيرة تحول دون إجراء ذلك".
اقرأ أيضا : غسان سلامة: الانتخابات العامة في ليبيا ستكون في 2018
وتابع: "الدعوة للانتخابات في ليبيا من بعض الأطراف هي بمثابة موقف وليس خيار، أي أن بعض الأطراف السياسية في ليبيا باتت تخفي موقفها الرافض لأي صيغة توافقية لا تناسبها وراء الدعوة للانتخابات لمعرفتها بأن إجراء انتخابات حاليا صعب التحقق"، وفق قوله لـ"عربي21".
وأكد رئيس اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية بليبيا، عثمان قاجيجي، أنه "من النواحي الفنية يمكن إجراء الانتخابات في معظم ليبيا، لكن يجب توفير ضمانات من الأطراف المسلحة بعدم التدخل في الانتخابات وبقبول النتائج بعد صدورها"، حسب رأيه.
واستدرك في حديثه لـ"عربي21": "لكن غياب السلطة القضائية وعدم قدرتها على الرد على الطعون في وقتها سيسبب مشكلة في نزاهة الانتخابات، كما يجب العملية تفاهم سياسي شامل بين الأطراف السياسية والمسلحة والقبول بالنتائج مهما كانت".