نشرت صحيفة "لي اوكي ديلا غويرا" تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على الاتصالات الخفية بين ولي العهد السعودي، محمد
بن سلمان وصهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، جاريد
كوشنر، التي ساهمت في تشكيل ملامح
إسرائيل الجديدة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن التقارب الإسرائيلي السعودي، الذي كان برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، توج بإهداء القدس عاصمة لإسرائيل. ويعزى هذا التقارب بالأساس إلى عزم
السعودية على الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة، مما جعلها ترمي بالقيم الإسلامية عرض الحائط وتتحالف مع إسرائيل.
والجدير بالذكر أن العلاقات السعودية الإسرائيلية لم تصبح رسمية بعد، حيث أنه وإلى حد الآن لا توجد بين البلدين علاقات دبلوماسية. في المقابل، تحيل الوقائع إلى وجود تحالف قوي بينهما.
وأوردت الصحيفة أن التقارب بين ولي العهد السعودي وإسرائيل، قد أثار العديد من التساؤلات والشكوك. فقد أقدم ولي العهد السعودي على اتخاذ خطوة غير مألوفة والتخلي عن القيم الإسلامية، حيث أدى زيارة سرية إلى تل أبيب، مع العلم أنه لم يسبق أن بادر مسؤول عربي بالذهاب إلى إسرائيل. وفي سابقة من نوعها، أجرى رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي مقابلة مع صحيفة سعودية، حيث أكد على أن عدة مصالح مشتركة تجمع بين السعودية وإسرائيل.
من جهته، صرح وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز أن إسرائيل تعتزم تطوير العلاقات مع السعودية. في الوقت ذاته، أكد شتاينتز أن تل أبيب تجمعها علاقات وثيقة مع دول عربية أخرى، إلا أنها تأبى الإفصاح عن هويتها، مراعاة لرغبة رؤساء هذه الدول العربية في التكتم.
وبينت الصحيفة أن التقارب الإسرائيل السعودي كان على ما يبدو ثمرة الزيارات التي أداها جاريد كوشنر، مستشار ترامب إلى الرياض، خلال الثلاثة أشهر الماضية. وفي حين كانت هذه الزيارات في الظاهر لا تثير أي شكوك، إلا أنه وفي ظل القرار الذي اتخذه ترامب مؤخرا، واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، بات من الضروري إعادة النظر في حيثيات تلك الزيارات والأهداف الكامنة خلفها.
ونقلت الصحيفة على لسان الصحفي الفلسطيني رامي خوري، أنه "على الأرجح سعى كوشنر، في خضم محادثاته مع ابن سلمان، إلى إقناع السعودية والإمارات والأردن ومصر بالمشاركة في مفاوضات سلام فعلية بين الفلسطينيين والإسرائيليين". في الأثناء، سيصب هذا الأمر في مصلحة هذه الدول، حيث ستتمكن من الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة. ويرتبط ذلك بحقيقة أن المد الشيعي بات يمثل هاجسا لدى الرؤساء العرب، مما يدفعهم إلى محاربة النفوذ الإيراني، حتى لو كلفهم الأمر التخلي عن قيمهم.
واعتبرت الصحيفة أن هذا التعاون الإقليمي سيساهم في وضع حد للصراع العربي الإسرائيلي والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مما سيؤدي بدوره إلى تعزيز العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية في الشرق الأوسط. وفي الغالب، سينجر على ذلك إنشاء تحالف عربي إسرائيلي أمريكي قادر على مواجهة القوى الإيرانية في المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن طهران تبذل جهودا حثيثة على مستوى سياستها الخارجية، لمواجهة الخطر الذي قد يتأتى من هذا التحالف، خاصة وأن العديد من التقارير قد كشفت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو فضلا عن كوشنر وسلمان يعملون على التصدي للمخططات الإيرانية. من جانب آخر، اقترح ابن سلمان على الرئيس الفلسطيني محمود عباس تأسيس دولة تضم غزة والضفة الغربية لخلوها من المستوطنات الإسرائيلية. وقد قوبل هذا الاقتراح بالرفض من قبل الرئيس أبو مازن.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن ابن سلمان وكوشنر قد وضعا خطة إستراتيجية لتشكيل إسرائيل جديدة تكون عاصمتها القدس. وفي الأثناء، تغاضى ابن سلمان تماما عن القيم الإسلامية في سبيل تحقيق طموحاته، والحد من النفوذ الإيراني في المنطقة.