هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "هآرتس" مقالا للمعلق ألوف بن، يقول فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه انتقادات من منافسيه بأنه لا يملك برنامجا.
ويرى بن أن "منتقدي نتنياهو مخطئون؛ لأن برنامجه كان واضحا، وظل يعمل عليه حتى اليوم: تفكيك الحركة الوطنية الفلسطينية، حيث يرى نتنياهو أن هذه الحركة ليست عدوا عنيدا للصهيونية، لكنه يرى أن العلاقة بين الطرفين موجودة فعندما ينتصر طرف يخسر الطرف الآخر".
ويقول الكاتب إن "نتنياهو عزز من انتصاراته يوم الأربعاء بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعترافه بالمدينة عاصمة للدولة اليهودية".
ويشير بن في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "ترامب لم يقدم أي شيء للفلسطينيين مقابل هذا الإعلان، بل على العكس أضعف بقراره التزام بلاده بالحل النهائي للقضية الفلسطينية وإنشاء دولة لهم، وبدا خطابه وكأن الذي كتبه له هو نتنياهو وسفيره في واشنطن دون ديرمر، وربما تم تنسيق كتابة الخطاب معهما".
ويجد الكاتب أن "نتنياهو رجل أفكار ورموز أكثر منه رجل قرارات وأفعال، وبالنسبة له فإن الحصول على القدس عاصمة أهم من بناء آلاف البيوت في المستوطنات، وقد سيطر على الأجندة الإسرائيلية لعدة سنوات من خلال شعارات مصاغة جيدا، تحولت إلى موضوعات نقاش في الإعلام مثل: (نسي اليسار ماذا يعني أن تكون يهوديا)، و(صخرة وجودنا) و(إنهم خائفون) و(الرجل السمين والنحيل) و(الحياة ذاتها) و(العرب ذهبوا إلى صناديق الانتخابات زرافات) و(لن يكون هناك شيء لأنه لا يوجد شيء)".
ويبين بن أنه "حتى المنافسين لنتنياهو ممن يريدون الحصول على مركزه يقلدون مكانه الأيديولوجي، فيما يعد ترامب رجل التسويق والشعارات، ويتناسب مع نتنياهو مثل الخاتم في الإصبع، ومثل نتنياهو فهو منتج ومبدع عندما يتم الهجوم عليه من الإعلام".
ويقول الكاتب: "في هذه المرة، قام ترامب بتخليص صديقه الإسرائيلي من مشكلة كبيرة، فالمعركة للسيطرة على الشرطة، التي تمنعها من نشر توصيات حول توجيه تهم أم لا أثرت على شعبيته في الاستطلاعات، بالإضافة إلى الشكوك الجنائية ضد وكيله السياسي ديفيد بيتان، وأثارت مخاوف من ظهور تمرد في صفوف حزب الليكود، وفي هذا الوقت لم تعد قائمة".
ويفيد بن بأنه "من هنا جاءت عناوين الأخبار حول اليوم التاريخي وخطاب ترامب، وعاد المتهم بالفساد ليؤدي دور رجل الدولة والمخطط الاستراتيجي، ويطلق الأغاني حول التاريخ اليهودي والتوراة والهولوكوست".
ويؤكد الكاتب أن "نتنياهو يفهم القوة الدولية، ويرى تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسطـ وتركيز اهتمامها الدبلوماسي والعسكري في آسيا، مثل ما فعلت في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي".
ويلفت بن إلى أنه "يمكن فهم هذه العملية بالنظر لجدول تراجع أسعار النفط، وعقد من الفشل في الحروب في أفغانستان والعراق، التي لم تجلب الاستقرار للمنطقة، وسببت فوضى دموية، وأدت مواقف الرأي العام الأمريكي إلى هزيمة رئيسين أمريكيين، ومن هنا قام باراك أوباما وترامب بطي الراية الأمريكية في المنطقة، وسلم الأمريكيون سوريا إلى روسيا وإيران، وعلى حساب حليفي أمريكا في المنطقة: تركيا وإسرائيل".
ويستدرك الكاتب بأنه "رغم انتفاع البلدين من انهيار النظام السوري وجيشه، إلا أنه يجب التعامل مع الطيران الروسي والمليشيات الشيعية المدعومة من إيران".
ويذهب بن إلى أن "إسرائيل حصلت على تعويض مزدوج: اعتراف رئاسي بالقدس عاصمة لها، ووعد ببقاء الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية في المستقبل القريب، طالما لم تقم إسرائيل بخطوات للضم او الضرر بالأماكن المقدسة، ولم تحصل تركيا على شيء، وهذا يفسر غضبها من خطاب ترامب".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "يعلم نتنياهو أن وجود إسرائيل وأمنها يعتمدان على الدعم الأمريكي، ولهذا يخشى من انسحاب أمريكي من المنطقة، لكنه يعلم في الوقت ذاته أن إسرائيل لا يمكنها وقف هذه العملية ولا تأخيرها، ولهذا فإنه يحاول التعامل معها على أنها منجم فرص لتحسين وضع إسرائيل في حربها الشرسة مع الحركة الوطنية الفلسطينية، وكان خطاب ترامب يوم الأربعاء فرصة".