هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناول موقع "ديلي ميل" البريطاني، تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي نقل فيها تغريدات معادية للمسلمين وتحمل الكراهية ضدهم.
وسبق أن أعاد ترامب تغريد ثلاث تغريدات لجايدا فرانسين، نائبة زعيم "بريطانيا أولا"، المنظمة التي وصفها الموقع البريطاني بـ"الفاشية المعادية للإسلام والمعادية للمهاجرين".
وأثار ترامب جدلا كبيرا بعد نشره تغريدات فرانسين التي عدت مسيئة للمسلمين، في حين علق الموقع بالقول: "أعلن الرئيس دونالد ترامب اليوم مصادقته على العنصرية الإسلاموفوبية لليمين المتطرف. ببساطة لا يمكن استنتاج غير ذلك".
ووصف الموقع تغريدات فرانسين بأن "كل واحدة منها تحتوي على مادة تحريضية جدا، صممت خصيصا لإثارة الكراهية ضد المسلمين".
وانتقد معد التقرير بيترز مورغان، الرئيس ترامب بشكل حاد، وقال إن "التصديق على ما صدر عن حفنة من الفاشيين الكارهين للإسلام هو أسوأ ما فعله ترامب رئيسا للولايات المتحدة".
وأضاف أن ترامب في حال لم يعتذر، "فإنه مثلهم عنصري وإسلاموفوبي"، وفق تعبيره.
وجاء في التغريدة الأولى: "فيديو: مهاجر مسلم يضرب غلاما هولنديا على عكازات".
وجاء في التغريدة الثانية: "فيديو: مسلم يحطم تمثالا لمريم العذراء".
وأما التغريدة الثالثة فجاء فيها: "فيديو: عصابة من الإسلاميين تدفع بغلام من فوق سطح بناية إلى حتفه".
اقرأ أيضا: هكذا رد ترامب على انتقادات ماي له حول تغريداته الأخيرة
وفي حين أن ترامب نشر هذه المقاطع على حسابه، إلا أنه لم يتم التأكد بشكل مستقل من صحة أي منها.
وأشار الموقع إلى أن المقاطع التي نقلها ترامب "قد تكون جميعها ملفقة، عن طريق قطعها وإعادة تركيبها بالفوتوشوب".
وتساءل: "من بحق الجحيم يعلم؟ مثل هذه المواد يلقى بها في الإنترنت كل يوم وطوال اليوم، ومعظمها لا يمكن الوثوق به".
وشدد على أن "مثل هذا المحتوى لا يمكن الوثوق به بالذات حينما يكون من رفعه في الإنترنت شخص مثل جايدا فرانسين، وهي امرأة في غاية الخسة والدناءة".
ولفت تقرير الموقع إلى أنه "قبل عام تقريبا، أدينت جايدا فرانسين، التي تبلغ من العمر ثلاثين عاما، بالإيذاء الشديد بدوافع دينية، بعد أن انهالت بالسب والشتم على امرأة مسلمة ترتدي الحجاب".
وأكد أن فرانسين المعروفة بتطرفها ضد المسلمين، تم تغريمها من المحكمة ما يعادل 2500 دولار تقريبا، لصراخها في وجه سمية شارب، وشتمها، أثناء ما يسمى "دورية مسيحية" داخل إحدى الحدائق العامة في بلدة لوتون شمال لندن.
واعترفت حينها فرانسين بأنها صاحت في وجه ضحيتها قائلة، إن "الرجال المسلمين لا يملكون ضبط نزواتهم الجنسية"، وأضافت: "ولهذا يأتون إلى بلادي ليغتصبوا النساء في كافة أنحاء القارة (الأوروبية)"..
وعندما وقعت الحادثة كانت السيدة شارب برفقة أطفالها الصغار الأربعة، كما أوضح الموقع.
وأضاف أن القاضية كارولين ميلانبي قالت في حيثيات حكمها على فرانسين: "أنا متأكدة من أن الكلمات التي استخدمت ضدها (أي ضد السيدة شارب) مثلت كل ما هو معاد لها، ولما تؤمن به".
وأوضح الموقع أن القضاء رأى أن كلمات فرانسين "مسيئة، ومهينة ومؤذية، كانت تريد منها أن تسبب الأذى، والتهديد والكآبة للضحية بسبب دينها".
وأدينت فرانسين وزعيم "بريطانيا أولا" بول غولدينج في قضايا منفصلة بالتسبب بأذى بليغ متعمد، وبدوافع دينية، بعد أن أثبتت تحقيقات الشرطة قيامهما بتوزيع منشورات ومقاطع فيديو عبر الإنترنت تحرض على الكراهية.
وكشف الموقع البريطاني، أنه خلال الأسبوع الماضي فقط، وجهت إلى فرانسين تهمة استخدام "كلام وسلوك مهدد ومؤذي ومهين" أثناء كلمة ألقتها في مناسبة نظمت في مدينة بلفاست، بشمال إيرلندا.
وعلق الموقع على ذلك بالقول: "إذن، نحن هنا نتكلم عن أناس في غاية القبح، أناس في غاية الخطورة".
وأشار إلى أنه "في العام الماضي، وفي الأجواء المشحونة التي جرى فيها الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، هتف إرهابي من اليمين المتطرف اسمه توماس مير بأعلى صوته "بريطانيا أولا" قبل أن يطلق النار على جو كوكس، المرأة الشابة العضو في البرلمان، ويرديها قتيلة".
ولم يكن ثمة ما يفيد بأن مير كان متورطا مع تلك المنظمة أو متأثرا بها.
وقال الموقع: "الآن، حصلت هذه المجموعة، وبشكل يبعث على الدهشة، على مصادقة ومباركة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف: "بالطبع، غمرت السعادة فرانسين حينما رأت ترامب يعيد تغريد ما نشرته، فعبرت عن بهجتها وفرحتها البالغة بتعليق استخدمت فيه الأحرف الكبيرة، قالت فيه:
(لقد أعاد رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب تغريد ثلاثة مقاطع فيديو نشرت في حساب جايدا فرانسين على تويتر. دونالد ترامب نفسه قام بإعادة تغريد هذه المقاطع وهو يحظى بأربعة وأربعين مليون متابع. باركك الرب يا ترامب. بارك الرب أمريكا)".
وقال معد التقرير في الموقع، إن هذه الكلمات، وما رافقها من شعور بالابتهاج الشديد، "جعلتني أشعر برغبة في التقيؤ".
و"خلال دقائق، بدأت أعداد المتابعين لحساب فرانسين على "تويتر" في الارتفاع بسرعة صاروخية".
وبحسب مورغان فإن "هذا، كما أعرف من تجربة شخصية، هو ما يحدث عندما يعيد ترامب تغريد ما يكتبه الآخرون. يصبحون بذلك أكثر شهرة. وبذلك أصبح لديها الآن آلاف من المتابعين الجدد الذين سيتعرضون للتلويث بما تبثه من تعصب قميء".
وأشار إلى أنه "مباشرة بعد نشرها، أثارت تغريدات ترامب عاصفة من الغضب والانتقاد من جميع الدوائر، بما في ذلك حتى بعض الكيانات الإعلامية التي عرف عنها التعاطف معه، مثل "إنفوارز"، التي يديرها أليكس جونز، المسكون بطريقة لا تعقل بنظرية المؤامرة".
وكتب محرر الموقع بول جوزيف واتسون تغريدة قال فيها: "نعم، قد يرغب شخص ما في إخبار من يدير حساب ترامب في تويتر هذا الصباح بأن إعادة تغريد ما صدر عن "بريطانيا أولاً" ليس شيئاً عظيماً من الناحية البصرية".
وتعلق بالقول: "ليس شيئا عظيما من الناحية البصرية؟ بل هو بالتأكيد مريع جداً من الناحية البصرية".
وأضاف: "لا أدري ما الذي جرى لدونالد ترامب حتى يمنح مثل هذه المباركة والتأييد المذهل والصاعق والمقزز لهؤلاء الحثالة من العنصريين الذين يحتقرون المسلمين".
وذهب إلى أنه "إما أنه لا توجد لديه أدنى فكرة من يكون هؤلاء الناس، أو أنه كان يعلم من هم وقرر أنهم يستحقون تأييده. وإذا كانت الأولى، فهو مغفل. وإذا كانت الثانية فإنه عار وشنار".
وأكد أنه "أيا كانت الحقيقة، فقد وقع الضرر الهائل".
وحذر من أن "مصادقة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية رسميا على أفكار اليمن المتطرف يعد أمرا لم يسبق له مثيل، بأن يقدم رئيس أمريكي عليه بهذا الوضوح".
وشدد على أنه "من خلال ذلك، فقد صادق أيضاً على الكراهية العمياء والمرضية ضد جميع المسلمين".
ووجه معد التقرير مورغان رسالة لترامب، قائلا: "السيد الرئيس، أرجو ألا تقلل من خطورة وجسامة ما جنته يداك هذا اليوم. فأنت أقوى رجل على الأرض، وكلماتك لها وزن هائل، مثلها في ذلك مثل تغريداتك".
وأضاف: "لقد قلت من خلال ذلك لجميع المتعصبين والعنصريين والكارهين للإسلام والمعتقدين بتفوق البيض على غيرهم بأنك معهم، وأنهم وأنت سواء. ما عليك سوى أن تقرأ ردودهم المبتهجة في كافة مواقع التواصل الاجتماعي. لا يكادون يصدقون حظهم، ولا يكادون يصدقون ما أقدمت عليه".
وتابع: "أن تنشر مثل هذه المقاطع من الفيديو هكذا لتصل إلى عشرات الملايين من الناس، لا لسبب سوى تشجيع الكراهية ضد المسلمين، أمر لا يمكن للمرء أن يستوعبه".
وقال: "إذن، كان الأحرى بك أن تخاطب الشعب الأمريكي من المكتب البيضاوي (في البيت الأبيض) وأنت ترتدي قبعة كو كلوكس كلان".
وأضاف: "كما قال بريندون كوكس، زوج المغدورة جو كوكس: (نشر الكراهية له عواقبه الوخيمة، وينبغي على الرئيس أن يخجل من نفسه). أما أنا، فسأذهب إلى أبعد من ذلك: ليس هذا فعلاً مشيناً فحسب، سيد ترامب، بل هذا أسوأ شيء فعلته منذ أن أصبحت رئيساً".
وقال: "أحثك بأن تقوم فورا بشطب هذه التغريدات الثلاث وبالاعتذار دون تحفظ. لن يصلح هذا الضرر المريع الذي تسببت به. ولكنه في أقل تقدير سوف يعطي انطباعاً بأنك تقر الآن كم كان خطأ منك هذا التصرف".
وختم بالقول: "إذا لم تفعل ذلك، فسوف نفترض بأنك أنت أيضاً إسلاموفوبي وعنصري كريه. هل أنت فعلا كذلك، يا سيادة الرئيس؟".