هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية تقريرا، تحدثت فيه عن الأحداث الأليمة التي هزت مصر مؤخرا، حيث استهدفت عملية إرهابية المصلين في مسجد بسيناء.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تواتر الأحداث الإرهابية في مصر فضلا عن التهديد الذي وجه للحكومة مؤخرا من قبل أحد مقاتلي تنظيم الدولة، أبو محمد السلفي، ناهيك عن هشاشة الوضع الأمني تنبؤ بأن مصر قد تتحول إلى أفغانستان جديدة، منفتحة على أوروبا. بناء على ذلك، يتعين على السلطات المصرية أن تتصرف بحزم وتتخذ التدابير اللازمة لمواجهة هذا الخطر الذي تفشى في البلاد.
والجدير بالذكر أن مصر قد وجدت نفسها في مواجهة منظمتين إرهابيتين تتنافسن ضد بعضهما البعض. في الواقع، وانطلاقا من سيناء وصولا إلى الحدود مع إسرائيل، اندلعت العديد من الاشتباكات بين القاعدة والميليشيات التابعة لتنظيم الدولة، التي تحتضن المقاتلين الفارين من سوريا والعراق في صفوفها.
وأكدت الصحيفة أن سيناء، قد باتت أشبه بأفغانستان جديدة منفتحة على أوروبا، وذلك على الرغم من التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار، في إطار مداخلات له أمام البرلمان المصري. وقد أكد عبد الغفار أن الأوضاع الأمنية مستقرة وتحت السيطرة، فضلا عن أن سكان منطقة سيناء يعيشون في كنف الأمن والاستقرار، في حين تم إعادة نشر الجيش والشرطة. وفي الوقت ذاته، شدد مجدي عبد الغفار على أن ثلاثة أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين قد قتلوا خلال عملية أمنية للشرطة، كما وقع اعتقال تسعة آخرين.
واستبعدت الصحيفة الأخبار التي تحيل إلى انتماء جماعة الإخوان المسلمين إلى تيارات إرهابية، حيث عمدت السلطات المصرية إلى اتهامها بالإرهاب بهدف إقصائها من الساحة السياسية. ويعزى ذلك إلى أن الإخوان المسلمين يعدون بمثابة العدو اللدود بالنسبة للسيسي.
وعموما، تواجه السلطات المصرية في شبه جزيرة سيناء مأزقا حقيقيا، حيث تعد في مرمى نيران منظمتين إرهابيتين الأخطر في العالم، اللتين تتقاتلان بهدف كسب موضع قدم في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفي الآونة الأخيرة، وجه أبو محمد السلفي السيناوي، الذي يتبنى فكر بن لادن، رسالة صوتية إلى تنظيم الدولة تحت عنوان "حقيقة خوارج البغدادي في سيناء"، على خلفية الأعمال الإرهابية التي ارتكبها تنظيم الدولة في حق المدنيين. وقد أدان رجل القاعدة في مصر ميليشيات تنظيم الدولة في سيناء الذين عمدوا إلى استهداف المدنيين الأبرياء، فضلا عن القيام بالعديد من الأعمال التخريبية التي عرقلت مصالح المتساكنين.
وأوضحت الصحيفة أنه ووفقا لبعض المحللينٍ، قد تؤدي رسالة أبو محمد السلفي السيناوي إلى احتدام المواجهة بين عناصر التنظيمين، خاصة في ظل العمليات الإرهابية المتكررة لتنظيم الدولة في سيناء، حيث ترتكز القاعدة. ومن المثير للاهتمام أن تنظيم القاعدة في سيناء يشهد السيناريو ذاته، تماما مثلما حدث مع القاعدة في أفغانستان التي اضطرت لمواجهة طالبان، التي كانت تسعى للاستقرار وبسط نفوذها في منطقة إسلامية غير قادرة على التصدي للإرهاب نظرا لغياب الأمن فيها، على غرار ما تعيشه مصر.
وتطرقت الصحيفة إلى عجز الجهاز الأمني المصري عن التصدي للإرهاب في سيناء. فضلا عن ذلك، لم يتحرك الجهاز الأمني لردع الإرهاب في المنطقة، إلا خلال الشهر الماضي، حيث اضطر الرئيس المصري إلى الرد على الهجوم الأكثر دموية وبشاعة في تاريخ مصر الذي استهدف الشرطة المصرية وراح ضحيته أكثر من 80 شخصا. وعلى خلفية هذه الأحداث، بادر السيسي بعزل محمود حجازي من رئاسة أركان القوات المسلحة وعين مكانه الفريق محمد فريد حجازي.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن الوضع الأمني في مصر غير مستقر ويشكو من ضعف كبير في ظل مواجهته لتنظيمي الدولة والقاعدة، اللذين يعدان من أخطر التنظيمات المسلحة على الصعيد الدولي.