هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت التشكيلة التي خرج بها مؤتمر "الرياض2" لهيئة المفاوضات الممثلة للمعارضة السورية في مؤتمر جنيف المقبل تساؤلات تتعلق بمدى نجاح الرياض بتشكيل وفد متجانس وموحد لتمثيل المعارضة في ظل الاستقالات التي قدمت قبل انعقاده واستبعاد العديد من التيارات ورموز المعارضة من الدعوة.
وتضم الهيئة الجديدة 50 عضوا من المعارضين والمستقلين والفصائل العسكرية ومنصة القاهرة وهيئة التنسيق الوطني لكن الجديد كان دعوة منصة موسكو المعروفة بارتباطها بمواقفها القريبة من موسكو والتي لا تراها عقبة في طريق حل الأزمة رغم تدخلها العسكري بسوريا.
ورغم رفضها البيان الختامي وانسحابها من المشاركة الفعلية حضرت منصة موسكو بممثلها علاء عرفات بصفة مراقب وأبدت رفضها للفقرات المتعلقة برحيل الأسد والتدخل الإيراني في سوريا.
اقرأ أيضا: المعارضة السورية تنتقد "سوتشي" وتستعد لـ"جنيف"
ويرى مراقبون أن مؤتمر الرياض وما تمخض عنه من انتخاب هيئة جديدة للمفاوضات وبيانه الختامي الذي أبقى الباب مفتوحا أمام احتمالية التفاوض مع الأسد لن يكون قادرا على مواجهة الروس الذين يسعون لهدفين في الفترة المقبلة هما الانتخابات والدستور بالإضافة لمزيد من شرذمة المعارضة وإضعافها دون توحيد أطرافها وتياراتها.
وفد مفخخ
الكاتب والمعارض السوري عمر كوش قال إن ما جرى في الرياض نظريا اجتماع موسع لمختلف أطياف المعارضة وأشباه المعارضة لكن عمليات أبقت المنصات كما هي وتحفظت أطراف على البيان الختامي الذي يمس جوهر القضية السورية.
وأوضح كوش لـ"عربي21" أن البعض تحدث عن خروج المؤتمر بوفد "واحد" وليس "موحدا" بما يحمله المصطلح من دلالات، مضيفا: "حتى لو وصف وفد التفاوض بأنه موحد ويجمعه شكل واحد إلا أنه مليئ بالتناقضات الكافية لإفشاله والخلافات بينهم ستبقى قائمة".
ولفت إلى أن "هيئة التفاوض الجديدة متناقضة ولا يمكنها الوقوف بوجه موسكو" ونوه "إلى أن مجرد دعوة منصة موسكو للمشاركة في المؤتمر يعني أن الروس وجدوا فرصة للعبث فيه من الداخل بما يخدم مصالحهم".
وأشار كوش إلى أن "هيئة التنسيق" التي شاركت في مؤتمر الرياض "تضع قدما في ملعب النظام وأخرى في ملعب المعارضة وتحميها موسكو علاوة على أن باقي الشخصيات المشاركة ليس لها القدرة الكافية على التأثير وسيكون موقفها أكثر من ضعيف في أي مفاوضات".
ورأى أن البيان الختامي حمل مواربات وعدم وضوح بشأن رحيل الأسد بل فهم منه أن هناك إمكانية للتفاوض مع الأسد على الرغم من رفض السوريين الذين شاركوا في الثورة لأي حل بوجود رأس النظام.
واعتبر كوش أن "الخلطة التي خرج بها المؤتمر عجيبة ويمكن أن تنفجر في أي لحظة وينحل عقد الوفد من أوله إلى آخره".
مؤتمر لملء الفراغات
من جانبه قال وزير الإسكان في حكومة الإنقاذ الوطني ياسر النجار إن المشكلة ليست في توحيد المعارضة السورية بل في وجود الإرادة الحقيقة لحل الأزمة والرياض 2 ليس سوى تكرار للرياض 1 الذي أخفق في تحقيق إنجازات على الصعيد السياسي للثورة.
وأوضح النجار لـ"عربي21" أن وجود أطراف موالية لموسكو في المؤتمر في ظل يدها الطليقة بسوريا يشير إلى أنها قادرة على تعطيل مسار المفاوضات في جنيف وأي محطة أخرى لها ارتباطات أممية.
وقال إن الروس يريدون الاستفراد بشكل وطريقة الحل في سوريا بما يخدم مصالحهم ولا يريدون لأي طرف دولي أنه تكون له يد لحل الأزمة الممتدة منذ 5 أعوام.
ورأى النجار أن مؤتمر الرياض ليس سوى "لقاء لملء الفراغات"، مشيرا إلى احتمالية "عقد مؤتمر الرياض 3 و 4 وربما تظهر أسماء جديدة لمؤتمرات أخرى".
اقرأ أيضا: لافروف: أسهمنا بدعم جهود الرياض لتوحيد المعارضة السورية
وكشف النجار عن تسريبات وصلت للمعارضة تفيد بأن إقصاء وجوه في المعارضة يعود لكونها محسوبة على دول إقليمية، متسائلا: "بماذا أفادت التجاذبات الثورة السورية في الوقت الذي كان من المفترض أن تجتمع المعارضة تحت سقف مطالب الثورة".
وعلى الرغم من وصفه التشكيلة الجديدة للوفد المفاوض بأنها ضعيفة ومتشرذمة إلا أن النجار قال إن المعارضة "لا تملك التنازل عما لا تملكه وأن صوت الشارع وإرادته أفشلت مؤتمر سوتشي" على حد قوله.
ولفت إلى أن الشارع المعارض في الداخل والخارج خاصة أوروبا وتركيا يرفض أي "مؤامرة" تهدف لإعادة صناعة النظام من جديد مشددا على أن أي معارضة "ليس بإمكانها تخطي هذا السقف".