هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال محللون سياسيون
وعسكريون إن القصف الذي تعرضت له القوات التركية بالأمس في منطقة خفض التوتر المطلة على عفرين قد يعجل في التحرك العسكري لأنقرة ضد
المليشيات الكردية.
وأشارت مصادر إعلامية
إلى أن "وحدات حماية الشعب الكردي" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي
الكردستاني بسوريا قصفت بقذائف الهاون نقطة مراقبة للجيش التركي أمس في واحدة من
مناطق خفض التوتر بمحافظة إدلب.
وأوضحت أن القذائف
سقطت في محيط نقطة المراقبة بمنطقة دارة عزة على خط عفرين إدلب فيما اتهمت وسائل
إعلام تركية المليشيات الكردية بالوقوف وراء القصف.
وكان الرئيس التركي قال
الجمعة إنه "يجب تطهير عفرين من الوحدات الكردية"، منتقدا الولايات
المتحدة لأنها "لم تحفظ عهودها بانسحاب المليشيات".
ويرى مراقبون أن أنقرة
لا زالت تسعى لاستكمال هدفها الأساسي من عملية درع الفرات والتي ترى أنه لم يتحقق
بعد في ظل بقاء الوحدات الكردية بعفرين وعدم مقدرتها على وصل تلك المنطقة بشرقي
الفرات.
وأشاروا إلى أن
السيطرة على عفرين ستحقق مكاسب استراتيجية تتمثل بإنجاز حلقة وصل بين ريفي حلب مع
إدلب والقضاء بشكل كامل على المشروع الكردي على حدودها.
تفاهمات مع موسكو
المحلل والخبير
العسكري العميد أحمد الحمادي قال إن تركيا ستسعى لعقد تفاهمات مع الروس في تحركها
العسكري تجاه عفرين في التقارب الأخير الحاصل بين الجانبين بما يتعلق بالساحة
السورية.
وأوضح الحمادي لـ"عربي21"
أن الولايات المتحدة الداعمة لتلك المليشيات ربما تكون "مكتفية حتى الآن
بمناطق الجزيرة والحسكة"، وتوقع أن "لا تتدخل لعرقلة التحرك التركي
لتأمين الحدود".
وأشار إلى أن القصف
الذي وقع أمس بمناطق بالقرب من عفرين على الجيش التركي سـ"يعجل بالتحرك
العسكري لأن هذه الحادثة دلالاتها خطيرة وتدق ناقوس الخطر بشأن ما يمكن أن يحصل
لاحقا فيما لو تمددت تلك المنظمات الانفصالية وسيطرت على حدود تركيا".
وبشأن نطاق التحرك قال
الحمادي إن القوات التركية ستعمل على تأمين الطريق الواصل بين ريف حلب الشمالي
والغربي مع محافظة إدلب، مشددا على أن هذه الخطوة ستمنع تمدد المليشيات الانفصالية
في سوريا.
لكن في الوقت ذاته قال
الخبير العسكري إن بعض التوقعات تشير إلى تكرار السيناريو الذي حصل في تل رفعت حين
قامت القوات الكردية برفع الأعلام الروسية لمنع الجيش التركي من التقدم.
وأضاف الحمادي:
"ربما يحصل تكميم للبندقية الكردية أو شبه تسليم للمنطقة يؤدي لذات النتيجة
التي تريدها أنقرة لإنهاء التوتر وتحقيق مطالب تركيا".
ولفت الحمادي إلى أن تركيا
لا ترغب بخوض حرب ضد عدة مليشيات والسكان السوريين الأكراد في عفرين وتلك المناطق
لكن في المقابل تعتبر المسألة الحدودية خطا أحمر.
أنقرة لم تنتظر
من جانبه قال المحلل
السياسي التركي "أوكتاي يلماز" إن التصريحات التركية ضد المليشيات
الكردية في عفرين ليست الأولى وأنقرة عازمة على منع تواجد مليشيات انفصالية قرب
الحدود.
وأوضح يلماز لـ"عربي21" أن التحرك
التركي سيتركز بدرجة كبيرة على تقديم الدعم لمجموعات الجيش الحر شمال سوريا لتحرير
أرضها، لافتا إلى مشاركة محتملة للقوات الخاصة التركية لتقديم الدعم اللازم لتلك
القوات كما حصل في معارك جرابلس والباب ضمن عملية "درع الفرات".
واتفق المحلل التركي مع
الخبير العسكري الحمادي في احتمالية حصول توافق بين أنقرة وموسكو على عملية عفرين لكنه
في الوقت ذاته قال: "إن تركيا لن تنتظر أحدا هذه المرة ونظرة الدولة تجاه تلك
المنطقة واضحة بمنع أي وجود انفصالي إرهابي فيها".
ولفت يلماز إلى أن
"التحرك العسكري ضد المليشيات الإرهابية في عفرين مسألة وقت في ظل التصريحات
التي أطلقت والتحضيرات الجارية".