من يقف وراء إعداد "كشف حساب" السيسي قبل انتخابات الرئاسة؟

يعتزم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي تقديم جردة حساب (كشف حساب) عن فترة رئاسته الأولى، والتي سوف تنتهي في النصف الأول من العام المقبل 2018، قبل إعلان ترشحه لولاية ثانية.
 
ويعتمد السيسي في إنجاز هذه المهمة على ثلاثة محاور، أولها وسائل الإعلام واللجان الإلكترونية، ثانيها تسخير الجهات الرقابية كالرقابة الإدارية، والجهاز المركزي للمحاسبات، في إصدار كل التقارير المتعلقة بقضايا الفساد، ثالثها تكليف البنك المركزي ووزارتي المالية والاستثمار بتقديم كل الأرقام المتعلقة بالاحتياطي والاستثمارات على أنها إنجازات مالية، وليست ديونا وقروضا.
 
كلمة السر

وأشار مراقبون إلى الدور البارز الذي يلعبه، مدير مكتب السيسي، اللواء عباس كامل، في الإعداد لكشف الحساب، والترويج له من خلال المحاور الثلاثة السابقة، لاسيما وأن الرجل لازم السيسي طوال المؤتمرات والمشروعات الأخيرة كظله في الفترة الأخيرة للإشراف على خطته.

وكشف إعلاميون وصحفيون لـ"عربي21" عن صدور تعليمات بتغطية كافة مشروعات السيسي، وبيانات الهيئات الرقابية، والحكومية المتعلقة بما يسمى إنجازات السيسي، وإفراد أكبر مساحة ووقت لها، مع عدم الإفراط في تقديم وعود كبيرة والتركيز فقط على ما تم إنجازه.

حبر على ورق

 
إلا أن رئيس مجلس إدارة مؤسسة رزكوازان إنكوربوريتد الأمريكية، محمد رزق، قلل من شأن هذا الحراك، وقال إن "كشف الحساب الذي يعتزم السيسي تقديمه سوف يكون عن مشروعات وهمية، أو مشروعات قيد التنفيذ للإيحاء بوجود مشروعات بالفعل على الأرض".
 
وأضاف لـ"عربي21" أن "السيسي لم يقدم أي إنجازات اقتصادية تذكر بل تسبب في مشاكل اقتصادية كبرى"، مشيرا إلى أن السيسي يستغل الإعلام في الترويج لمشروعات وهمية أو غير ذات جدوى "الإعلام يتلاعب بعقول الناس ومن ثم يمكن تضخيم الإنجازات أو نسب إنجازات للسيسي لم تحدث".
 
وتوقع ألا يفوز السيسي بالانتخابات مهما قدم من كشوف إلا بالتزوير، قائلا: "أظن أن حالة الغضب العام لن تجعل السيسي يفوز بالانتخابات، ولكنه سيفوز بها بالتزوير، فدخول الجيش بصفة عامة الاقتصاد أمر لا يبشر بالخير لا للبلد ولا للمواطن المصري".
 
المشروع الانتخابي

وعلق أستاذ العلوم السياسية بدر شافعي، بالقول إن "السيسي في الأصل لم يقدم مشروعا انتخابيا عندما ترشح للانتخابات الماضية، وهذا المشروع هو الذي يتم عليه الحساب، فمثلا أي شخص لم يقدم الموازنة الابتدائية كيف له أن يقدم الحساب الختامي، بالتالي ليس لدينا معيار للحكم عليه".
 
وأضاف لـ"عربي21": "أن السيسي يفتقر لمشاريع حقيقية؛ لذا فإن موضوع ترويح الإعلام أمر مهم؛ فإنه يصغر الكبير ويكبر الصغير، وكما يعلم الجميع لا يوجد في مصر إعلام حر يكشف الحساب، أو الوجه الآخر من الصورة".
 
ولفت إلى أن "كشف الحساب" "أمر صوري؛ فسواء قدم كشف حساب أو لم يقدم فقد نجح في المرة الأولى بدون برنامج انتخابي أصلا على غير العادة، فبالتالي سينجح في المرة الثانية، ولكنه سيقدمه (الكشف) لذر الرماد في العيون بناء على نصيحة مقربين (عباس كامل) لأن المرة الأولى كانت فجة بعدم وجود برنامج انتخابي حقيقي أو حتى وهمي".
 
تسخير الدولة 

ورجح رئيس المنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة، هاني القاضي، أن "يعتمد السيسي على أذرعه الإعلامية في كل القنوات والصحف المصرية لتعظيم إنجازاته الوهمية أمام الشعب؛ لأنه بخروج السيسي من المشهد ستتم محاسبتهم جميعا مع أن لسان حال الشارع والمواطن البسيط عكس ذلك".
 
مضيفا لـ"عربي21" أن "السيسي سيقوم أيضا بتسخير كل مراكز القوى في مصر مثل الجيش والشرطة والقضاء وكبار ناهبي خيرات البلد من رجال الأعمال المقربين من أجل قلب الحقائق وعكسها للناس".
 
وأكد أن "كل ما يفعله السيسي ونظامه الفاشل لم يقنع العالم الخارجي، ولا الشعب المصري بوجود أي إنجازات تؤهله لخوض ولاية ثانية، ووجب على الشعب المصري النهوض والوقوف أمام هذا الفاشل ونظامه وإخراجه بالقوة من المشهد المصري بثورة عارمة تقتلعه من الحكم والمحافظة على مقدرات البلاد من مياه وغاز وأراضٍ من الضياع".