هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
جاء فشل المفاوضات الثلاثية بين مصر وأثيوبيا والسودان، بشأن سد النهضة مؤخرا، ليطرح عدة أسئلة تدور حول مستقبل هذه الأزمة وسبل حلها، ويأتي على رأس تلك التساؤلات، إمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري من جانب مصر.
وأعلن وزير الموارد المائية والري المصري، محمد عبد العاطي، أن اجتماع اللجنة الفنية الثلاثية المعنية بسد النهضة، على المستوى الوزاري، الذي استضافته القاهرة يومي 11 و12 نوفمبر 2017، لم يتم التوصل فيه إلى اتفاق بشأن اعتماد التقرير الاستهلالي الخاص بالدراسات، المقدم من الشركة الاستشارية، المنوط بها إنهاء الدراستين الخاصتين بآثار سد النهضة .
وأكدت الحكومة المصرية رسميا فشل المفاوضات الفنية مع السودان وأثيوبيا حول سد النهضة، وقال مجلس الوزراء المصري إن مصر تدرس الوضع على الأصعدة كافة، باعتبار أن الأمن المائي من العناصر الجوهرية للأمن القومي المصري.
ومن جهته أكد وزير الخارجية سامح شكري في مؤتمر صحفي مؤخرا، أن الموقف الحالي لمفاوضات سد النهضة يدعو للقلق، محذرا من أن الأمن المائي مكون رئيسي للأمن القومي المصري، ولن نسمح بالمساس به.
كل هذه التطورات، جعلت الخيار العسكري يطرح نفسه، كأحد الخيارات المصرية في التعامل مع الأزمة، أو علي الأقل عدم استبعاده، أو التلويح به إذا لم تأت المفاوضات ثمارها، في الفترة القليلة المتبقية علي بداية ملء السد وهي 8 اشهر.
اقرأ أيضا: هذا مخطط تحويل حصة من مياه النيل لإسرائيل.. وموعد تنفيذه
وفي تعليقه على الخيار العسكري، كحل للتعامل مع الأزمة من جانب مصر، قال الخبير العسكري العميد صفوت الزيات، في تصريحات خاصة لـ "عربي 21" أن أي قيادة تستبعد الخيار العسكري في أي أزمة، هي قيادة لا تتمتع بالذكاء والحصافة، وعليه يظل الخيار العسكري مطروحا في أي وقت وفي أي أزمة، ومنها أزمة سد النهضة، وليس بالضرورة أن تصرح به الدولة، التي تريد أن تستخدمه، ولكن ربما تعطى بعض المؤشرات في هذا السياق، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وربما تكون القنوات الفضائية التابعة لنظام السيسي، تحاول أن تقوم بهذه المهمة، عبر بعض الخبراء المحسوبين على النظام، ويتحدثون عن إمكانية عمل عسكري.
وأوضح عميد الزيات، أن المساحة الزمنية تضييق على مصر، في هذا الأمر، التي لا تتعدى 8 أشهر، حيث يكتمل بعدها بناء سد النهضة ويبدأ ملء السد، وهنا تكون المهمة أصعب، وبالتالي على مصر أن تضغط خلال هذه الفترة المحدودة، سواء بطريق التفاوض، أو إرسال رسائل تحمل معنى التلويح بالقوة.
وأكد الزيات أن، الجيش المصري والمؤسسة العسكرية المصرية بما تحمله من خبرات، لديهم القدرة على التعامل مع هذا الأمر، إذا قررت ذلك، وليس بالضرورة وجود خيار واحد، حيث الكلام كله يدور حول الذراع الجوي، أي القصف بالطيران، مشيرا إلى أنه يمكن اللجوء إلى خيارات أخرى، على غرار عملية "إيلات " أو عملية "الحفار البحري" لإسرائيل بالسنغال، وغيرها من الطرق الأخرى، ولكن يجب عدم الانتظار حتى اكتمال بناء السد، وتسديد ضربه له، لأن هذا يمكن أن يشكل خطرا على مصر بإغراقها، وبالتالي تبقى الثمانية أشهر، هي كلمة السر لمصر سواء إنهاء الأزمة بالتفاوض، أو أي خيارات أخرى.
اقرأ أيضا: بدائل محدودة أمام السيسي بعد فشل مفاوضات سد النهضة
ومن جانبه قال اللواء طلعت مسلم، في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، إن الخيار العسكري غير مطروح حتى الآن، ويبقى خيارا أخيرا، خاصة أنه يقتضي أن يكون له ترتيبات معينة، وخطوات متبعة، وليست المسألة بالسهولة والبساطة كما يعتقد البعض، وأنه يمكن القول، إن هناك بعض الوقت للتفاوض، رغم التعنت الاثيوبي، وإن كان الخيار العسكري غير مستبعد بالمرة.
وحول إمكانية التلويح به على الأقل، قال مسلم إن هذا حدث بالفعل، مستدلا على ذلك بتصريحات عبد الفتاح السيسي بالأمم المتحدة مؤخرا، بالقول إن مياه النيل بالنسبة لمصر مسألة حياة أو موت، وهذا يعد تلويحا بالقوة، وإن كانت الرسالة لم تصل لأثيوبيا بعد، ويجب إرسال رسالة أقوى، وعينة من هذا التلويح، وإمكانية اللجوء للحل العسكري بشكل أو بآخر.
أما السفير إبراهيم يسري وكيل وزارة الخارجية الأسبق، فقال في تصريحات خاصة، لـ "عربي21 ": من حق مصر استخدام الخيارات كافة، بما فيها الخيار العسكري أو التلويح به على الأقل؛ لأن ما يجري هو إعلان نهاية شعب واختفائه بالكامل، وهو ما أكدته دراسة لجامعة هارفارد، ملخصها أن هناك عملية قتل لمصر، من خلال تجفيف منابع نهر النيل، وهذا شيء خطير ومخيف- بحسب قوله-.