هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن بلاده واجهت مخططات استهدفت ضرب الاقتصاد، والنيل من استقرار الريال القطري، والتأثير على أسعار الصرف، مطالبا الشعب القطري والحكومة بـ"اليقظة" من دول الحصار.
وقال أمير قطر، في خطاب له أمام مجلس الشورى، صباح اليوم: "دول الحصار أرادت صدمة سياسية تؤثر على سيادتنا واستقلالنا.. والآن يحاولون التأثير على اقتصادنا ولكنهم يخطئون الحسابات وتقدير قوة اقتصادنا الذي استوعب الصدمة بسرعة ولم تؤثر الحملات على صادراتنا الرئيسة من النفط والغاز".
وأضاف: "أخذت الإجراءات الضرورية للنقل البحري والجوي وكذلك توفير السلع والخدمات حتى عادت الأمور إلى طبيعتها"، مشيرا إلى أن دخل الفرد القطري ما زال الأعلى بالعالم، رغم انخفاض أسعار النفط.
اقرأ أيضا: أمير قطر: في الأزمة الخليجية لا غالب ولا مغلوب (فيديو)
وشدد تميم على مواصلة العمل على تطوير النمو الاقتصادي، مضيفا: "سنعمل جاهدين على تحقيق معدلات نمو أعلى وتطبيق خططنا في كل المجالات".
وكشف موقع "ذي إنترسبت" الأمريكي، الأسبوع الماضي، عن وثيقة مسربة من بريد سفير دولة الإمارات في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، أظهرت تورط دولة الإمارات في التخطيط لضرب الاقتصاد القطري عن طريق إضعاف العملة القطرية.
وتقوم الخطة على أساس تخفيض قيمة سندات قطر وزيادة كلفة تأمينها، مع هدف نهائي يتمثل في خلق أزمة في العملة من شأنها أن تستنزف احتياطات النقد في البلاد، وإفشال استضافتها لكأس العالم عام 2022.
وبحسب "إنترسبت" استعانت الإمارات، في سبيل ذلك، ببنك "هافيلاند"، وهو بنك خاص مقره في لوكسمبورغ، ومملوك لأسرة رجل الأعمال البريطاني المثير للجدل ديفيد رولاند.
اقرأ أيضا: بريد العتيبة يكشف خطة إماراتية لشن حرب مالية ضد قطر
وأكد مدير مكتب الاتصال الحكومي، الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني، أن قطر فتحت تحقيقا لكشف حقيقة معلومات عن محاولة للتلاعب بعملتها في الأسابيع الأولى من الأزمة الخليجية، التي دخلت شهرها السادس.
وقال آل ثاني لوكالة الأنباء الفرنسية، إن منظمة مالية دولية، لم يسمها، مملوكة جزئيا من مستثمرين إماراتيين، أعطيت توجيهات بوقف التداول بالريال القطري في أوروبا وآسيا.
وأضاف: "إذا تبين أن هذه الحرب المالية صحيحة، فإنها مشينة وخطرة، ليس فقط للاقتصاد القطري بل للاقتصاد الدولي".
وأوضح مدير مكتب الاتصال الحكومي إن قطر تنبهت إلى مسألة الريال في تموز/ يوليو، وأعادت التدقيق بالموضوع إثر تقارير إعلامية نشرت مؤخرا، مضيفا: "إنهم بالتأكيد يهاجمون استضافة كأس العالم 2022 بطريقة أو بأخرى".
ومن جانبه، أكد الخبير الاقتصادي أحمد مصبح، أن ثقل قطر الاقتصادي في الأسواق العالمية وخاصة الأوروبية مكنها من إفشال محاولات دول الحصار في محاولتهم لوقف التعامل بالريال القطري، لافتا إلى أن تصريحات أمير قطر اليوم تعني إعلانا رسميا لانتصار سياسة قطر الاقتصادية في التصدي لتلك المحاولات، واستكمال خططها نحو التحرر الاقتصادي.
وقال مصبح في لـ "عربي21"، إن سياسة إدارة البدائل التي اعتمدتها قطر مع دول إقليمية كبرى منذ اللحظة الأولي لإعلان الحصار، ساهمت أيضا بشكل كبير في الحد من تأثير المخططات التي استهدفت ضرب اقتصادها، وساعدتها على التخلص سريعا من القيود التي حاولت دول الحصار تكبيلها بها.
اقرأ أيضا: مسؤولون بالدوحة: اقتصاد قطر تجاوز الحصار الخليجي
وتوقع مصبح أن تناقش قطر توقيع اتفاقية نقل البضائع بالشاحنات برا من تركيا إلى الموانئ الإيرانية، ومن ثم نقل الشاحنات عبر السفن إلى قطر، خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الدوحة التي ستبدأ مساء اليوم الثلاثاء، مؤكدا أن هذه الاتفاقية ستؤدي إلى تخفيض تكاليف استيراد البضائع والسلع إلى الدوحة.
وكان مجلس الوزراء القطري، وافق، الشهر الماضي، على مشروع مذكرة تفاهم بشأن تسهيل النقل وحركة المرور العابر "الترانزيت"، بين حكومات قطر وإيران وتركيا.
وقال وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، في تصريحات له الخميس الماضي، إنه التقى نظيره القطري، وتوصلا إلى اتفاق شفهي بخصوص نقل البضائع بالشاحنات برا من تركيا إلى الموانئ الإيرانية، ومن ثم نقل الشاحنات عبر السفن إلى قطر، لافتا إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق شفهي مع الطرف الإيراني أيضا بهذا الخصوص، وأنه من المتوقع تحويل الاتفاق الشفهي إلى نص مكتوب، خلال الأيام المقبلة.
وأعلنت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أن الرئيس التركي سيصل إلى الدوحة مساء اليوم في زيارة رسمية، للمشاركة في اجتماع الدورة الثالثة للجنة الاستراتيجية العليا بين قطر وتركيا غدا الأربعاء.
ومن المقرر خلال الزيارة، التوقيع على 10 اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم، تشمل المجالات الحيوية والاقتصادية والثقافية، بحسب ما كشفه السفير التركي لدى الدوحة فكرت أوزر.
وأوضح "أوزر" أن من بين الاتفاقيات، اتفاقية حماية الاستثمارات، والتوأمة بين ميناء حمد وموانئ تركية، وأخرى في مجالات الإعلام والزراعة والسياحة والنقل.
وتعد قطر آخر محطة في جولة آسيوية لأردوغان خلال الفترة من 13 إلى 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بدأها بزيارة روسيا وشملت الكويت أيضا.