هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ذكرت صحيفة "الغارديان" أن وزيرة التنمية الدولية بريتي باتل تواجه احتمال الطرد من الحكومة، بعدما كشف عن لقاءات أجرتها مع المسؤولين الإسرائيليين دون علم من الحكومة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الوزيرة اتهمت بأنها لم تقم باتباع البروتوكول المعمول به فيما يتعلق بالزيارات الخارجية، وهو إعلام وزارة الخارجية بالقرار، لافتا إلى أن المعارضة العمالية طالبت باستقالتها من الحكومة، بعدما اجتمعت مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي، واعترفت لها بأنها قامت بـ 12 لقاء مع مسؤولين إسرائيليين، أحدها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتورد الصحيفة نقلا عن مصادر في وزارة التنمية الدولية، قولها ليلة أمس إن باتل عقدت اجتماعات أخرى مع الحكومة الإسرائيلية دون علم الحكومن البريطانية، مشيرة إلى أن باتل التقت في 7 أيلول/ سبتمبر مع مدير الامن العام غيلاد إردان، وأخذت صورة معه في مدخل مجلس العموم، والتقت في 18 أيلول/ سبتمبر في نيويورك مع المسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية يوفال روتيم، حيث لم تتبع باتل في اللقاءين المعايير البروتوكولية المطلوبة من مسؤول بريطاني.
ويفيد التقرير بأن هذا الكشف يضيف ضغوطا على باتل، التي أجبرت على تقديم اعتذار لعقدها 12 اجتماعا مع مسؤولين إسرائيليين دون علم الحكومة، وعندما كانت تقوم برحلة عائلية في آب/ أغسطس.
وتلفت الصحيفة إلى أنه مع زيادة الضغوط على باتل، فإنها واجهت التعنيف من 10 داونينغ ستريت -مقر الحكومة- عندما كشف عن خطط لإرسال مساعدات مالية للجيش الإسرائيلي؛ لدعم الجهود الإنسانية في مرتفعات الجولان، ولم تكن تعرف أن الموقف الحكومي البريطاني هو أن المرتفعات أرض محتلة منذ عام 1967، وعنفت عندما أعطت انطباعا أنها أعلمت وزير الخارجية بوريس جونسون بلقاءاتها.
ويكشف التقرير عن أنه رافق باتل في 13 لقاء من 14 لقاء عقدتها في إسرائيل، سير بولاك، من جماعة الضغط والعضو البارز في مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين.
وتنقل الصحيفة عن مكتب الحكومة، قوله إن باتل لم تقم بإعلام الحكومة عن لقائها حول "المساعدة لإسرائيل"، الأمر الذي يعد من الخروقات الخطيرة، فعلمت ماي عن النقاشات من الصحافة، ولم يستطع النواب المحافظون الدفاع عن باتل عندما تمت مناقشة الموضوع في مجلس العموم، حيث لم تكن باتل موجودة في النقاش؛ لسفرها إلى يوغندا وأثيوبيا، لافتة إلى أن الموقف الرسمي من الجولان أنها محتلة ولهذا يعد تقديم الدعم مخالفا للسياسة الحكومية.
ويذكر التقرير أن باتل تعرضت للنقد عندما كشفت هيئة الإذاعة البريطانية يوم الجمعة عن استخدامها زيارتها لإسرائيل ولقاء عدد من المسؤولين هناك دون إعلام الحكومة، وقال في اليوم ذاته لـ"الغارديان" إن جونسون والخارجية يعرفون باللقاءات، منوها إلى أن باتل استدعيت إلى مقر الحكومة يوم الاثنين بعد زيادة الكشف، وكشف في صباح الثلاثاء عن لقائها مع مسؤول إسرائيلي لنقل الدعم عبر الجيش الإسرائيلي.
وتنقل الصحيفة عن متحدث باسم داونينغ ستريت، قوله إنها ناقشت سبل توفير المساعدات للاجئين السوريين عبر الجيش الإسرائيلي، حيث يتلقى عدد من الجرحى السوريين علاجهم في الجولان، "ويدير الجيش الإسرائيلي مستشفى ميدانيا للعناية بالجرحى السوريين في الحرب الأهلية، لكن لم يحدث تغير في السياسة، ولا تقدم بريطانيا أي دعم مالي للجيش الإسرائيلي".
وبحسب التقرير، فإنه تم الكشف عن لقاءات باتل مع المسؤولين الإسرائيليين بعد يوم من لقاء ماي مع نتنياهو لإحياء مئوية وعد بلفور، مشيرا إلى أن باتل اضطرت لتوضيح تصريحاتها الأولى، وقالت: "ترغب وزيرة الدولة بانتهاز الفرصة والتوضيح أن الأمر ليس كذلك، كان وزير الخارجية يعلم بالزيارة، لكن ليس مقدما"، وأضافت: "قمت هذا الصيف بزيارة لإسرائيل في رحلة عائلية دفعت تكاليفها، وأثناء الزيارة سنحت لي فرصة لقاء عدد من الأشخاص والمنظمات، وسأذكر قائمة الأشخاص الذي التقيت بهم، وكانت وزارة الخارجية على علم بما كنت أقوم به".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول باتل إنه "بالنظر للوراء، فانا واعية أن حماسي لعقد هذه اللقاءات أسيء فهمه، وتم تقديمه على أنه تصرف لم يتبع البروتوكول، أنا آسفة وأعتذر عن هذا كله"، ودعا حزب العمال لتحقيق شامل وسريع.