قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فوزي برهوم، إن عدم إستجابة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للمطالب الشعبية والوطنية بإلغاء إجراءاته التعسفية ضد غزة غير مبرر، وتنكر واضح لمتطلبات المصالحة واستحقاقاتها.
وأضاف برهوم عبر صفحته على فيسبوك أن عباس عليه أن يتحمل مسؤولية تفاقم أزمات الناس ومعاناتهم.
ومضت أربعة أيام على توقيع اتفاق نهائي للمصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، بعد جولات حوار ثنائية في العاصمة المصرية القاهرة، بين حركتي فتح وحماس برعاية المخابرات المصرية، وما زال أهالي قطاع غزة ينتظرون تراجع رئيس السلطة محمود عباس عن إجراءاته الأخيرة.
وشملت العقوبات التي فرضتها السلطة في نيسان/ أبريل الماضي، خصم أجزاء كبيرة من رواتب الموظفين وحجب أخرى، إضافة لتخفيض قدرات الكهرباء المغذية من إسرائيل، ووقف مخصصات الأدوية والتحويلات الطبية.
اقرأ أيضا: رفع العقوبات عن قطاع غزة.. متى يدخل حيز التنفيذ؟
ورهنت السلطة رفع الإجراءات العقابية بحل حركة حماس للجنة الإدارية، وتمكين حكومة الوفاق في جميع المؤسسات والوزارات بغزة، وهو ما تم فعليا وصولا للاتفاق النهائي للمصالحة الأخير.
من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ساري عرابي، أن تأخر رفع العقوبات عن غزة يأتي ضمن المناورة التي تقوم بها السلطة للنظر في تمكين الحكومة على الأرض والاستلام الفعلي للمعابر لضمان نجاح الاتفاق الأخير للمصالحة.
وقال في تصريح سابق وخاص لـ"عربي21": "كان من المفترض رفع العقوبات عن غزة مباشرة بعد حل اللجنة الإدارية المشكلة من حماس كونها فرضت نتيجة إنشائها"، معتبرا أن قرار رفع العقوبات هو أسهل الأمور لأنه فلسطيني خالص، وغير متعلق بقوى خارجية.
وتوقع المحلل السياسي أن تصادف اللجان العاملة لتمكين الحكومة إشكاليات طبيعية كون الانقسام استمر أكثر من 10 سنوات، وصنع حالة ازدواجية فيما يتعلق بالموظفين أو غيرها من الملفات، مستدركا بقوله: "لكن متوقع التغلب على هذه الإشكاليات من خلال اللجان المشتركة".