أكد مستشرق وخبير سياسي إسرائيلي بارز، أن حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، تمضي في ذات الطريق الذي سلكته منظمة التحرير
الفلسطينية، وأدى بها للتراجع عن أهدافها النهائية بعدما تبنت "نظرية المراحل" الثورية.
عمل مؤقت
وأوضح أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة "تل أبيب"، إيال زيسر، أن اتفاق المصالحة "التاريخي" الذي وقع بالقاهرة بين حركتي "حماس" و"فتح"، "استقبل بصمت وتجاهل في أوساط الفلسطينيين أنفسهم، وكأنه لا وجود لمصالحة تاريخية، من شأنها أن تفتح صفحة جديدة وواعدة في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية".
وقدر في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "غياب رد الفعل على الاتفاق يدل أن لا أحد يأخذه على محمل الجد، كما أنه لا أحد يؤمن بتحققه، وفي أقصى الأحوال يرى فيه الفلسطينيون بمثابة ترتيب عمل مؤقت ومريح ومحدود في أهدافه، يمكن للطرفين أن يكسبا دون المخاطرة أو دفع الثمن".
ورأى زيسر، أن هناك واقع مماثل سبق توقيع "حماس" اتفاق المصالحة كما سبق منظمة التحرير الفلسطينية توقيع اتفاق أوسلو، حيث "أنقذ الاتفاق حماس من الضائقة التي علقت فيها (بسبب الحصار وإجراءات السلطة)، والمنظمة من الطريق المسدود والعزلة التي مرت بها عقب حرب الخليج".
وأشار إلى أن "حماس تمضي في أعقاب منظمة التحرير التي تبنت في الستينيات "نظرية المراحل"، والتي تفيد بأن طريق الثورة تمر بمراحل، وكل واحدة منها تستوجب طريقة مختلفة للتكيف، بل تبني سياسة معتدلة وعملية إذا تطلب الوقع ذلك؛ شريطة الحفاظ على الالتزام بالهدف النهائي".
نجاح عباس
لكنه أكد، أن "السيطرة الفعلية لحماس في القطاع ستبقى وستتواصل، وذلك بستار وغطاء من الاحترام والشرعية الذي منحه إياها التواجد الرمزي والمحدود للسلطة الفلسطينية"، لافتا أن "الكثير في إسرائيل يرغبون في أن يروا في الاتفاق بمثابة نزول حماس عن شجرة الكفاح من أجل تدمير إسرائيل، ولكنها لا تزال ملتزمة بهدفها النهائي، رغم الاتفاق".
ومن ناحية أخرى، "ليس لدى أبو مازن (رئيس السلطة
محمود عباس) ما يخسره، لقد أصبح مرة أخرى ذا صلة، بل عزز من تواجده في نظر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تريد التحرك نحو "صفقة القرن"؛ وهي اتفاقية السلام التاريخية التي تعتزم أمريكا فرضها على إسرائيل والفلسطينيين"، وفق الخبير الإسرائيلي.
وقال: "لقد تصرفت إسرائيل بحكمة في عدم التسرع بالوقوف في وجه مصر وواشنطن، عرابا الاتفاق"، منوها أن "القاهرة تأمل في النجاح بجذب حماس، خطوة بعد خطوة، من خلال توفير المنافع الاقتصادية لسكان قطاع
غزة، وأيضا عبر الضغط عليها للتخلي عن أصولها ونزع سلاحها".
ولفت زيسر، أن "واشنطن تأمل بأن ينجح عباس في السيطرة على قطاع غزة بطريقة أو بأخرى"، مبينا أن "أمريكا بتجاهلها التفاصيل وبقصر نظرها، وعدم رغبتها في التعامل مع الواقع على الأرض، هي التي مكنت حماس منذ البداية، من التنافس والفوز في الانتخابات الفلسطينية عام 2006 وبعد ذلك الاستيلاء على غزة".