شدد رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا، على ضرورة أن يعمل المجتمعون في القاهرة على إنجاز مصالحة حقيقية، لـ"استعادة كافة الحقوق
الفلسطينية"، وهو ما يتطلب إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، "بما يجعلها مظلة جامعة للكل الفلسطيني الذي يجب أن ينخرط في المشروع الوطني".
الحقوق المسلوبة
واختتمت حركتا
حماس وفتح، مساء الثلاثاء، جولة مباحثات أولى في مقر جهاز المخابرات المصرية بالقاهرة، ضمن لقاءات ترعاها مصر لتطبيق اتفاقات
المصالحة بين الطرفين.
وأوضح رئيس المؤتمر، ماجد الزير، أن "الشعب الفلسطيني لديه مطالب ومصالح، وأول هذه المطالب التي يجب أن يعمل عليها قادة الشعب الفلسطيني المجتمعون في القاهرة، هي تحقيق مصالحة فلسطينية تعمل على استعادة الحقوق الفلسطينية المسلوبة".
وأضاف في حديث لـ"
عربي21": "يجب أن يكون مشروع المصالحة قائما على استرجاع كل الحقوق الفلسطينية، وأهمها دحر المحتل"، بحسب تعبيره.
ولفت الزير إلى أن "هناك قضايا كبيرة يجب أن تكون موجودة على الطاولة؛ حتى يشعر الفلسطيني بأهمية المصالحة وهي قضية القدس المحتلة، المستوطنات الإسرائيلية، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، ومن ثم وهي قضية مهمة: كيف يقاد الشعب الفلسطيني".
وشدد على ضرورة أن يكون هناك "تمثيل حقيقي للشعب الفلسطيني، وهنا نحن نتحدث عن منظمة التحرير الفلسطينية التي يجب أن تكون مظلة جامعة لكل أبناء الشعب الفلسطيني"، مطالبا بـ"انتخاب قيادة المنظمة انتخابا حقيقيا، بحيث تمثل 13 مليون فلسطيني بالداخل والخارج".
برنامج عملي
وقال: "يجب أن لا يكون تمثيل الشعب الفلسطيني على جزء من الأرض الفلسطينية، وإنما عليه أن يكون شاملا شمول القضية التي يجب أن تكون واضحة بعناوينها الرئيسية في هذا المجال".
وأكد الزير أهمية وجود "برنامج عملي يفعل قضايا الشعب الفلسطيني على طريق المصالحة الكاملة، التي نتمناها ونتوق لها جميعا، وأن تكون البوصلة نحو تجمع كافة الطاقات في وجه المحتل الصهيوني الغاشم".
وحذر من التداعيات السلبية في حال فشلت هذه الجولة من اللقاءات في إتمام المصالحة، والتي من شأنها أن "تزيد من صعوبة الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، الذي يمر بظروف صعبة وقاسية في كافة مفاصل القضية الفلسطينية".
وتابع: "من هنا، يجب على الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الفلسطينية الوازنة، أن تأخذ المبادرة وأن لا تترك القضية لمصير مجهول أو طريق مسدود"، مضيفا: "نحن بحاجة لرفع صوت كل أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم، وذلك في اتجاه أن تبقى القضة بعنوانيها حية".
مشروع الاحتلال
ومضى يقول: "وهنا يقع علينا كأبناء الشعب الفلسطيني في الخارج، وخاصة في أوروبا، دور مهم بأن تبقى عملية الضغط على صانعي القرار في الساحة الفلسطينية؛ سواء المنظمة أو السلطة أو الفصائل، لكي تبقى هموم الشعب الفلسطيني حاضرة، خاصة ونحن نعيش ذكرى مئة عام على وعد بلفور، أي مئة عام من المعاناة للشعب الفلسطيني والتي يجب أن تنتهي بزوال المحتل".
من جانبه، قال رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار، زاهر بيراوي: "نحن بلا شك ندعم كافة جهود المصالحة الفلسطينية؛ وهي خيار استراتيجي وطني، لا يمكن أن ننتظر أكثر من أجل تحقيقها".
وأعرب في حديثه لـ"
عربي21"؛ عن أملة بإنجاز "اتفاق عملي يحقق الطموحات الفلسطينية، ويساهم في إنجاز المشروع الوطني وفقا للرؤية الوطنية الفلسطينية"، مضيفا: "ننتظر أن تتوحد الجهود؛ لأن العدو يتربص بنا وبقضيتنا الفلسطينية".
وحذر بيراوي من خطورة ما يسعى لتحقيقه "العدو، الذي يحاول ضمن صفقة العصر أن ينهي هذه القضية لصالحه وأن يدفع باتجاه التطبيع مع العالم العربي بشكل مجاني ورخيص"، على حد وصفه.
وفي حال فشل هذه الجولة من اللقاءات في تحقيق المصالحة، أكد رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار؛ أن "الشعب الفلسطيني لن يرحم الذي يتسبب في فشل المصالحة"، معربا عن أمله في "أن تتحرر جميع الأطراف الفلسطينية من أي ضغوط خارجية، وأن تكون المصلحة الوطنية العليا هي رائد الجميع، وهي المقدمة على كل مصالح غيرها".