نشر موقع "بازفيد" مقالا لمراسله هيز براون، يناقش فيه ادعاء
تنظيم الدولة المسؤولية عن إطلاق النار في
لاس فيغاس.
ويقول براون إن الخبراء يرون أن الدافع وراء ذلك الادعاء هو إظهار التنظيم قويا متماسكا أمام مؤيديه، أكثر منه بث الرعب والخوف في أمريكا، طارحين جانبا ادعاءات التنظيم بأنه أثر على مرتكب الجريمة في الأشهر التي سبقت الهجوم.
وينقل المقال، الذي ترجمته "
عربي21"، عن مسؤولين أمريكيين، بينهم رجال مكتب التحقيق الفيدرالي وقسم شرطة لاس فيغاس، قولهم بأنه لم يتوفر لديهم أي دليل يربط عملية إطلاق النار، التي قام بها ستيفن بادوك البالغ من العمر 64 عاما، الذي قتل أكثر من 50 شخصا، بتنظيم الدولة.
وتورد المجلة نقلا عن محقق مكتب التحقيقات الفيدرالي آرون راوس، قوله للمراسلين يوم الاثنين: "لم نجد إلى الآن أي علاقة للهجوم مع مجموعة
إرهابية دولية"، مستدركا بأن التنظيم أكد ادعاءه بإصدار بيان وفيديو، إلى حد تقديم ما يدعي أنه اسم حركي استخدمه بادوك.
ويقول الكاتب: "إن لم تظهر أي أدلة على أن بادوك كان حقيقة أحد رجال تنظيم الدولة، فإن هناك أسبابا كثيرة تجعل تنظيم الدولة يدعي ذلك الهجوم، وبحسب الباحث في الجمعية الوطنية لدراسة الإرهاب والرد على الإرهاب في جامعة ميريلاند هيربي تنسلي، فإن سلعة تنظيم الدولة بدأت تبور، وقد يكون هذا ما شجعه على استغلال الفرصة لدى سماع الأخبار عن حادث لاس فيغاس".
ويذهب براون إلى أنه "كان على تنظيم الدولة التعايش على مدى العام الماضي مع فكرة أن يكون في موقع دفاع، حيث أخذت المساحة التي يسيطر عليها في العراق وسوريا بالانكماش بشكل كبير في وجه الحملة التي تقودها أمريكا، ويقول المحللون إن سقوط (الخلافة) التي أعلنها التنظيم بعاصمتها الرقة، دفع التنظيم إلى تغيير استراتيجيته الإعلامية، بعيدا عن التركيز على الصورة المثالية للحياة تحت حكم تنظيم الدولة، إلى التركيز على الهجمات الخارجية".
وينقل المقال عن تنسلي، قوله في مقابلة هاتفية: "تحتاج إلى درجة ما أن تستطيع، أو على الأقل تحاول، أن تظهر أنك لا تزال فاعلا، ورأوا أن فاعليتهم من حيث الهجمات على أمريكا محدودة"، وأوضح تنسلي بأن الإعلان قد لا يكون موجها للأمريكيين، حيث يقول: "الجهاديون لا يوجهون رسائلهم بالدرجة الأولى للغربيين، بل إنها موجهة بشكل أكبر وأخص للناس المنتمين للمعسكر ذاته أو المتعاطفين".
وتجد المجلة أنه من غير المحتمل أن يكون الجمهور المستهدف بالرسالة أكثر تشككا من تقدم تنظيم الدولة، حيث يقول تشارلي وينتر، وهو أحد كبار الباحثين في المركز الدولي لدراسة التطرف في لندن، لـ"بازفيد نيوز": "ليس هناك احتمال في سحب هذا البيان.. وليست هذه طريقة للعمل يمكن الاستمرار فيها، فيمكنك فعل هذا مرة كل فترة؛ لأن المصداقية مهمة، لكن مصداقية وكالة أنباء أعماق ومصداقية تنظيم الدولة ليستا بالهشاشة التي نظنها".
ويشير الكاتب إلى أن تنظيم الدولة تبنى إلى الآن هذا العام عدة عمليات، وتبين لاحقا عدم ضلوعه فيها، فعندما وقع إنذار أمني في مطار تشارلز ديغول في باريس، قال التنظيم إن الأمر من تدبيره، إلا أنه تبين لاحقا أنه مجرد مسافر غاضب، لافتا إلى أنه بعد أن وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عملية إطلاق نار في كازينو في الفلبين بأنها "عمل إرهابي"، قام تنظيم الدولة بإصدار بيان يتبنى فيه العملية، ثم تبين بعدها أن من قام بإطلاق النار في مانيلا هو مقامر غاضب مثقل بالديون للكازينو.
ويلفت براون إلى أن ترامب لم يعلق على ادعاء تنظيم الدولة مساء الاثنين، ولم يسأل البيت الأبيض عن ذلك خلال الإيجاز اليومي، مع أن بعض حلفاء الرئيس السياسيين، بمن فيهم حاكمة ألاسكا سارة بالين، غردوا على "تويتر" حول إعلان تنظيم الدولة، مستدركا بأن تغريدة بالين كانت تقريبا معزولة، حيث أن الوكالات والصحافيين بشكل عام أهملوا ادعاء تنظيم الدولة، مع أن الـ"أسوشيتد برس" وغيرها نقلت الخبر.
ويستدرك الكاتب قائلا بأن التشكك الزائد لدى الإعلام الغربي قد يقوي من موقف تنظيم الدولة، حيث قال وينتر لـ"بازفيد نيوز" إنه على مدى السنوات القليلة الماضية بالذات عمل التنظيم بقوة على عكس صورة للإعلام على أنه متآمر.
ويختم براون مقاله بالإشارة إلى قول وينتر: "إن الجهاديين ومن يريدون أن يصبحوا جهاديين سيكون لديهم شعور مترسخ جدا بأن الإعلام الرئيسي هو أساسا لا ينقل الحقيقة حول ما يحدث في مختلف أنحاء العالم.. فحتى لو أصبح الأمر واضحا، ولو تبين أن هناك أدلة واضحة بأنه لا علاقة لهذا الرجل بتنظيم الدولة، وأنه لم يكن أصلا مسلما، وأن ما قام به هو هجوم فردي.. فإن ذلك لا يعني شيئا بالنسبة للمؤمنين الحقيقيين بفكرة تنظيم الدولة".