مجددا، يطل رئيس الوزراء ونائب الرئيس اليمني السابق، خالد بحاح، على المشهد السياسي اليمني بتصريحات غير متوقعة، بدت متعارضة كليا مع مساعي وجهود الحكومة اليمنية الشرعية التي يرأس وزراءها أحمد عبيد بن دغر.
ذلك ما تجدد من مواقف لبحاح عبر تغريدات بحسابه الرسمي بتويتر، وصف فيها التصريحات الرسمية للحكومة الشرعية الداعية فيها إلى دمج قوات وفصائل عسكرية بأنها دعوة نزقة عادا بعض تلك القوات بغير المرغوبة، ومشيرا إلى أن تلك الدعوة "ربما تسرع بالإعلان عن المجلس العسكري الجنوبي"، و"هروب ما تبقى من شرعية مهترئة". وفق تغريداته.
يبشر بحاح هنا بالمجلس العسكري التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للانفصال والمدعوم من سلطات أبوظبي الذي يتزعمه محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي ونائبه هاني بن بريك المقربان من محمد بن زايد.
بل ويصف الحكومة اليمنية الشرعية بالمهترئة، وهو لطالما كان رئيسا لهذه الحكومة قبل أن يقال منها ويعين نائبا للرئيس هادي ليقال بعدها أيضا من المنصب ذاته، وهو ما رآه البعض حينها مخاوف هادي من علاقة بحاح بأبوظبي، وها هي تتأكد يوما بعد آخر، وفق البعض.
بل لم يكتف بحاح بكشف هذه النوايا والمواقف تجاه حكومة هادي وبن دغر، بل وصف إعفاء هادي لمحافطي عدد من مدن الجنوب، بينها عدن، وشبوة، وحضرموت، سقطرى، بالصورة الهوجاء، التي نتج عنها "المجلس الانتقالي الجنوبي"، وعدم عودة خيط الشرعية إلى عدن وفق قوله.
مع أن إعفاء هادي لهؤلاء جاء بعد انضمامهم إلى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي ترعاه الإمارات والرامي إلى انفصال الجنوب.
تغريدات بحاح هذه التي تتماهى مع الطرح الإماراتي في تبني المشروع الجنوبي دون اليمني الواسع وتقويض جهود الحكومة اليمنية الشرعية وهو ما بات واضحا لكل اليمنيين، غير أن التساؤل يبقى بشأن الموقف السعودي تجاه هذه المواقف التي يتبناها بحاح ويغرد بها من مقر إقامته في الرياض التي تبنت تحالفا تقول إنه جاء لإعادة السلطة الشرعية اليمنية إلى البلاد وتمكينها من ممارسة دورها بعد أن انقلاب "الحوثي- صالح".
لاشك أن بحاح لا يغرد من تلقاء نفسه أو حتى أدنى شك من الحرج السعودي أو غيره، وهو ما يزيد المخاوف لدى الحكومة اليمنية الشرعية التي تجد نفسها في تآكل مستمر وتبدل مواقف الحلفاء من حولها.
ويشي بأن بحاح أو غيره من المرضي عليهم إماراتيا ربما هم من ستعيدهم صفقة جديدة إلى واجهة المشهد السياسي اليمني.
ويبدو بحاح الأقرب لذلك من غيره فهو الوفي لأبوظبي وكيف لنا أن ننسى زيارته للمكلا بحضرموت عقب انتشار خبر السجون الإماراتية السرية هناك، للتعتيم والحيلولة دون وصول أي لجنة تحقيق واستقباله هناك من ضباط إماراتيين وشروعه في افتتاح بعض أقسام مطار الريان دون صفة رسمية، كما أنه غير مختلف مع صالح وثنائه عليه في أكثر من مناسبة، وكأن تحليلات البعض في أن تشمل صفقة ما بحاح ونجل صالح في تسيد المشهد قابلة للتصديق.