تتعمد الطائرات الروسية وطائرات النظام السوري؛ استهداف الأحياء السكنية والمرافق العامة والمستشفيات في المناطق السورية، وبينها المنطقة الجنوبية.
ومنذ أواخر العام الماضي، تسبب القصف الجوي الروسي بتدمير أكثر من خمس مشاف ميدانية، بعد استهدافها بشكل مباشر بالصواريخ الفراغية، فتوقفت
مشافي بلدتي صيدا والغرية الغربية عن العمل، بينما تحولت مشافي مدن طفس ونوى وجاسم إلى نقاط إسعافية بسبب الدمار الجزئي الذي حل بها حينها.
لكن وفي ظل انخفاض وتيرة المعارك وإعلان قرار خفض التصعيد في 9 تموز/ يوليو الماضي، بدأ العمل على إعادة تأهيل تلك المشافي، وتجربة تشغيلها على ألواح
الطاقة الشمسية في ظل انقطاع
الكهرباء عن معظم تلك المناطق.
في مشفى
درعا البلدي، الذي يعتبر من المشافي المركزية في المنطقة، ويخدم حوالي 200 ألف شخص في ريفي درعا والقنيطرة، وصل عدد المراجعين خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى قرابة 50 ألف مراجع، مما شكل ضغطا كبيرا على العاملين فيه، ودفعهم لتشغيله بمنظومة الطاقة الشمسية، بعد نجاح تلك التجربة في عدد من المشافي الميدانية، وأبرزها مشفى الإحسان الخيري الواقع ببلدة الغرية الشرقية.
وتحدث أبو بسام الرفاعي، المسؤول الإعلامي بمشفى الإحسان، لـ"
عربي21" حول تلك التجربة، قائلا: "بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن البلدة، بدأنا العمل عن طريق تشغيل مولدات الكهرباء على مدار 24 ساعة، لكن التكاليف الباهظة وارتفاع أسعار المحروقات دفعتنا لتجهيز دراسة عملية حول إمكانية تشغيل المشفى بمنظومة ألواح الطاقة الشمسية بالتعاون مع المجلس المحلي للبلدة، وبدأنا بالمرحلة الأولى من المشروع".
وأردف الرفاعي: "بالرغم من تعرض محيط المشفى لعدد من الغارات والبراميل المتفجرة أكثر من مرة، قررنا المغامرة ومتابعة المشروع، حيث وصلت أعداد المراجعين إلى عشرات الآلاف على مدار العام الحالي بسبب توقف معظم مشافي المنطقة الشرقية عن العمل".
وقال: "خلال العام الحالي سعينا لإنجاز المرحلة الثانية من المشروع، وتمكنا من تشغيل المشفى على مدار 24 ساعة، بعد تزويدها بأكثر من 240 لوح شمسي و40 بطارية شحن، مما شجع عددا من المشافي على تكرار التجربة".
وألقت فوبيا الطائرات بظلالها على عدد كبير من المشافي التي أغلقت أبوابها وأعلنت توقفها عن العمل، خشية استهدافها خلال العام الماضي، إلا أن الحاجة الملحة لإعادة تشغيلها بسبب كثرة المراجعين دفعت العاملين في المجال الطبي للاعتماد على تلك الوسائل البديلة، رغم إمكانية استهدافها في أي وقت.