نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لمراسلها سودارسان راغفان، عن الحرب الطويلة والدموية التي تخوضها
مصر ضد
تنظيم الدولة، والتي لم تحقق أي نتائج.
ويقول راغفان إن "قوات الأمن المصرية تجد نفسها بشكل متزايد وسط مستنقع في حرب مضى عليها أكثر من أربعة أعوام ضد تنظيم الدولة، رغم مليارات الدولارات التي قدمتها الولايات المتحدة لدعم مكافحة الإرهاب في صحراء
سيناء، وأدت المعركة إلى خسارة مئات الضباط المصريين والجنود، بينهم 20 قتلوا في الأسبوع الماضي".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن 20 من رجال الشرطة قتلوا في يوم الاثنين عندما فجر انتحاري سيارته المحملة بالقنابل الموقوتة قرب قافلة من قوات الأمن، وتبعت الهجوم الذي نفذ قرب عاصمة سيناء العريش مناوشات مع قوات الجيش.
وتلفت الصحيفة إلى أن فرع التنظيم، الذي يطلق على نفسه "ولاية سيناء"، أعلن مسؤوليته عن الهجوم، وزعم فيه أن الانتحاري "غمس نفسه بين ست عربات ثم فجر سيارته"، ودمر المسلحون أيضا عربات عسكرية وسيارة إسعاف وإطفاء.
ويفيد الكاتب بأن جنديين قتلا في معركة في البنادق بعد يومين، بعدما حاول المسلحون وفشلوا في مهاجمة نقطة تفتيش في شمال سيناء، بحسب ما قال متحدث باسم القوات المسلحة، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة أعلن مسؤوليته عن الهجوم.
وينقل التقرير عن مؤلف كتاب عن التمرد الإسلامي في سيناء محمد صبري، قوله: "نرى أن هذا الهجوم حدث في منطقة من المفترض أنها آمنة"، ويضيف: "وهو ما يشير إلى أن الأمور ليست تحت السيطرة".
وتنوه الصحيفة إلى أن العنف يحدث في سيناء بشكل أسبوعي، ما يؤكد تصميم المتمردين وقدرتهم على تنفيذ هجمات معقدة ومتعددة الجوانب، لافتة إلى أن المقاتلين يستفيدون من معرفتهم بالمناطق المحلية.
ويورد راغفان نقلا عن "معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط" في واشنطن، قوله إن الجيش المصري وقوات الأمن خسرا حوالي ألف من عناصرهم منذ تموز/ يوليو 2013، في هجمات نفذها الجهاديون في مناطق متفرقة من سيناء، مشيرا إلى أن أكثر من 200 عنصر أمن قتلوا هناك في عام 2017.
وينقل التقرير عن مديرة معهد التحرير نانسي أوكيل، قولها إن "ولاية سيناء" أعلنت منذ بيعتها لتنظيم الدولة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، عن 800 هجوم، وتضيف أن قوات الأمن المصرية قتلت 2500 ممن يشبته بعلاقتهم بالتنظيم، مع أن الأرقام التي قدمها الجيش للإعلام المصري أعلى من ذلك.
وتعلق أوكيل قائلة إن هذا العام شهد عددا قليلا من الهجمات، إلا أن عدد القتلى ارتفع، ما يشير إلى أن الجهاديين يقومون بالتخطيط لعملياتهم بطريقة استراتيجية وبنية التسبب بقتلى أكثر، وفق "واشنطن بوست".
وتبين الصحيفة أنه مع قرب هزيمة التنظيم في معقليه الرئيسيين، وهما العراق وسوريا، فإن الجماعات الموالية له من شمال أفريقيا عبر أفغانستان إلى الفلبين تقوم بتأكيد حضورها، مشيرة إلى أن التنظيم اخترق الجبال في تونس، ولديه حضور قوي في ليبيا، رغم خسارته مدينة سرت العام الماضي.
ويذكر الكاتب أن المتمردين المنتظمين في تنظيم الدولة في شمال سيناء يقومون بقيادة التمرد ضد الجيش، بعد انقلاب تموز/ يوليو 2013 على حكومة محمد مرسي، حيث قاد الانقلاب الرئيس الحالي الجنرال عبد الفتاح
السيسي، وتهدف العمليات للإطاحة به، لافتا إلى أن التنظيم استهدف الأقباط المصريين، حيث يهدف من خلال عملياته إلى زرع بذور الفتنة بينهم وبين الغالبية المسلمة، وتحريض الجميع ضد حكومة السيسي، من خلال إظهار بأنه فشل في حماية الأقلية المسيحية.
وبحسب التقرير، فإن التنظيم أعلن في عام 2015 مسؤوليته عن الهجوم الذي أسقط طائرة ركاب روسية أقلعت من شرم الشيخ، وقتل 224 شخصا كانوا على متنها، مشيرا إلى أن الهجوم أثر في الاقتصاد المصري، حيث قررت روسيا وقف الرحلات السياحية بين البلدين، وفعلت بريطانيا ودول أوروبية الأمر ذاته، بشكل أوقف السياحة في شرم الشيخ تقريبا.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن هجوم يوم الاثنين يأتي بعد شهرين من قتل التنظيم 23 جنديا عند نقطة عسكرية في رفح، المدينة المصرية التي تقع قرب الحدود مع غزة، الذي اعتبر من أكثر الهجمات دموية ضد الجيش منذ عامين.