يأتي الاعتصام مع الحديث عن بوادر اتفاق لفتح معبر نصيب الحدودي (يوتيوب)
بدأت فعاليات مدنية وثورية، من أبناء القرى والبلدات المهجرة في جنوب سوريا، اعتصاما مفتوحا، وذلك بهدف الضغط على المفاوضين في طرف المعارضة لوضع ملف عودة المهجرين والإفراج عن المعتقلين في سلم الأولويات في أي تسوية مقبلة؛ مع انتشار أنباء تفيد باقتراب بدء تسوية يكون افتتاح معبر نصيب من أولى نتائجها.
وجاء الاعتصام تحت عنوان "اعتصام مهجري الكرامة"، ابتداء من يوم الثلاثاء، على جسر بلدة أم المياذن، الواقع على الطريق الدولي الذي يصل إلى معبر نصيب الحدودي.
وتشمل البلدات كلا من خربة غزالة، والكتيبة، ونامر، والشيخ مسكين، وعتمان، في منطقة حوران.
وقال الناطق باسم اعتصام "مهجري الكرامة"، علي الحاج علي، لـ"عربي21": "هذا الاعتصام سلمي مدني، ناتج عن حراك شعبي من أبناء القرى المهجرين الذين هُجروا من بلداتهم قسرا منذ عدة سنوات، حيث قرروا الاعتصام على عقدة أم المياذن على الطريق الدولي، وهي منطقة تقع في المنتصف بين معبر نصيب ومناطق التماس، إذ كان للطريق الدولي الدور الرئيسي في تهجيرنا من بلادنا بسبب مكانه الاستراتيجي".
ولفت الحاج العلي إلى أن مطالب المعتصمين تتمثل بـ"العودة الى بلادنا وقرانا المهجرين منها، وإخراج المعتقلين". وأضاف: "نوجه هذه المطالب لمن يفاوض باسمنا على وجه الخصوص"، محذرا من "إلغاء أي قرارات تفاوضية لا تشمل عودة المهجرين وإخراج المعتقلين".
ونفى وجود أي جهة داعمة للاعتصام، سياسية كانت أو عسكرية. وقال إن "منظمي الاعتصام من ناشطين ثوريين من القرى المهجرة، ونظموا هذا الاعتصام بجهود شخصية من قبل ابناء هذه القرى"، وفق قول.
وذكر أن المشاركة في اليوم الأول "كانت الأول جيدة جدا، حيث حضر العديد من أبناء البلدات المهجرة، كما توالت الوفود من أبناء القرى الذين استضافونا في بيوتهم ليؤكدوا أحقية مطالبنا".
ونفى الحاج علي وجود أي خلافات مع أي من الفصائل بسبب الاعتصام، قائلا: "ما جرى هو العكس تماما؛ من توفير حماية أمنية لمكان الاعتصام من قبل عناصر من الشرطة الحرة والدفاع المدني، وسط ترحيب كبير بهذا المسعى السلمي من قبل جميع الهيئات والفعاليات الثورية المدنية والعسكرية"، كما قال.
وتشكل ورقة معبر نصيب الحدودي، وعرقلة المعتصمين لأي اتفاق يفضي إلى فتحه قبل تحقيق مطالبهم، عنصرا ضاغطا بيد المعتصمين.
بدوره، قال الناشط الإعلامي من ريف درعا، حازم أحمد، إن "الضغط الشعبي في هذا الاعتصام أعاد للواجهة من جديد ملف المعتقلين والمهجرين قسرا".
وأضاف لـ"عربي21": "يبدو أنه على أي وفد يريد التحدث عن مستقبل أو تسوية جديدة في الجنوب؛ أن يضع في حسبانه عرقلة هؤلاء المعتصمين لأي اتفاق يلغي حقهم بالعودة المشروعة إلى منازلهم بعد تهجير طال لسنوات"، وفق تقديره.
يذكر أن مدن وبلدات خربة غزالة، والكتيبة، ونامر، والشيخ مسكين، وعتمان، في ريفي درعا الشرقي والغربي، قد سيطر عليها النظام خلال السنوات الماضية، وعمد الى تهجير سكانها بشكل كامل، وحرمانهم من العودة الى منازلهم، مع جعلها ثكنات عسكرية تنشر فيها قوات النظام وتتخذ البعض منها مساكن لعناصرها والمليشيات المتحالفة معها.