يبدو أن الأزمة بين جماعة "أنصار الله" (
الحوثي) وحليفهم الرئيس
اليمني المخلوع، علي عبدالله
صالح، تتجه نحو التصعيد، بعد اتهامات صريحة وجهها الأخير للجماعة بمحاولة اغتيال ابنه مطلع الأسبوع الجاري.
جاء ذلك في تصريح لصالح بثته قناة "اليمن اليوم"، المملوكة له، بأن ابنه "صلاح" كان الهدف الأساس عند نقطة التفتيش التي أقامها الحوثيون السبت الماضي في صنعاء، واندلعت فيها اشتباكات سقط
فيها قتلى وجرحى، بينهم ضابط رفيع موال لصالح.
وقال إن من قتل خالد الرضي، وهو ضابط مقرب جدا من صالح، وكان يشغل منصب نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر، كان يهدف لـ"اغتيال ابنه صلاح".
وقال علي صالح، خلال حضوره تشييع الرضي، أمس، إن نجله كان المستهدف عند نقطة التفتيش التي أقامها حلفاؤه في "أنصار الله"، وقتل عندها الرضي، مؤكدا أن ابنه تعرض للاعتداء والتفتيش، وسحب سلاحه، رغم أنه عرّفهم على نفسه وقدم لهم بطاقته.
وأكد أن الرضي، وهو خبير أمني سابق في القوات الخاصة وجهاز مكافحة الإرهاب، عمل على تهدئة قواعد وأنصار المؤتمر؛ خوفا من الفتنة، مضيفا أنه لم يكن يحمل السلاح عندما تعرض للحادث.
ودعا صالح ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى"، المشكل مناصفة بينهما، إلى تحمل مسؤوليته، والإسراع في التحقيقات، وضبط الجناة، وتقديمهم إلى العدالة.
ووجه رسائل تهديد للحوثيين، قائلا: نحن تماسكنا، وأمسكنا أعصابنا وقواعدنا وكوادرنا وكل المخلصين في هذا الوطن؛ كي لا تحصل فتنة لا تحمد عقباها".
من جهته، أفاد مصدر مطلع، دون أن يذكر اسمه، بأن الحوثيين أفشلوا محاولات تهريب جنود موالين لصالح من المستشفى أصيبوا في الاشتباكات التي اندلعت يوم السبت الماضي، وسط صنعاء.
وأضاف المصدر، لـ"عربي21"، أن النقطة التي أقامها "أنصار الله" في جولة المصباحي، مسرح الاشتباكات، قامت بمصادرة مدرعتين عسكرتين تابعتين لعلي صالح وصلت كتعزيزات إلى هناك.
ووفقا للمصدر، فإنه تم اعتقال عدد من الأفراد الموالين لصالح أقاموا نقطة تفتيش جوار معسكر "ريمة حميد" في سنحان، مسقط رأس الرجل جنوب صنعاء. مشيرا إلى أنهم تلقوا بأمر من اللواء، مهدي مقولة، أحد القادة العسكريين المقربين من صالح، فيما لا يزالون معتقلين لدى الحوثيين.
وكان الحوثيون اعتبروا مقتل الرضي بأنه "حادث عرضي"، بينما أعلن جناح صالح في حزب المؤتمر أنه "مفتعل واستفزازي"، وشدد على ضرورة إجراء تحقيق حيادي، وسرعة تقديم القتلة للقضاء.