نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمحررة الشؤون الدفاعية ديبورا هينز، تنقل فيه عن القائد الأمريكي السابق الجنرال ديفيد بترايوس، قوله إن قوات الناتو ستظل في أفغانستان لمدة طويلة.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن بترايوس، قوله إن زيادة القوات الأمريكية في أفغانستان تشبه وضع القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية منذ بداية الحرب الباردة، وأضاف أن "المقارنة مهمة جدا، خاصة أنها حرب حقيقية، لكن عندما تكون لدينا مصالح أمن قومي، وهناك ما هو الكثير على المحك، فإن الأمر يحتاج إلى التزام مستمر، وهو ما يجعله مهما ومستمرا".
وتشير الكاتبة إلى أن بترايوس هو القائد الأمريكي الذي طور استراتيجية مكافحة تنظيم القاعدة في العراق أثناء الغزو، وقام في عام 2007 بالتعاون مع الصحوات العراقية بشكل أدى إلى هزيمة تنظيم القاعدة، وعمل بعد ذلك في القيادة المركزية، قبل أن يتولى منصب مدير المخابرات المركزية "سي آي إيه".
وتفيد الصحيفة بأن الجنرال لم يقدم أي تكهنات سريعة حول المدة التي ستظل فيها قوات الناتو في أفغانستان، التي تخوض فيها الولايات المتحدة أطول حروبها، وستطول مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب زيادة عدد الجنود، الذي أعلنه في خطاب له الأسبوع الماضي، قائلا: "هذا ليس قتالا لعقد من الزمان أو أقل.. فنحن نخوض حرب أجيال، ولهذا السبب فنحن بحاجة إلى التزام مستمر، وأعتقد أن هذا التزام مستمر ودائم".
ويلفت التقرير إلى أن الجنرال بترايوس (64 عاما)، الذي كان مرشحا لوزارة الخارجية، لم يقل إن كان ترامب أو أعضاء في الإدارة، بمن فيهم مستشار الأمن القومي أتش آر ماكمستر، الذي يعرفه جيدا، طلبوا منه تقديم الرأي في موضوع أفغانستان واستراتيجية جنوب آسيا، التي أعلن عنها الأسبوع الماضي، لكنه عبر عن دعمه للسياسة التي سيتم من خلالها إرسال 3900 جندي أمريكي، ما سيزيد العدد إلى 12300 جندي أمريكي هناك.
وتورد هينز نقلا عن مسؤول أمريكي بارز ثان، قوله إن زيادة العدد ستكون عاملا مساعدا، لكنه ليس حاسما، وقال الجنرال جاك كين، الذي رفض لأسباب عائلية عرضا ليتولى منصب وزير الدفاع، إن هزيمة حركة
طالبان تحتاج لعشرات الآلاف من الجنود، مشيرا إلى أنه لا يوجد دعم كبير لزيادة كبيرة كهذه في الكونغرس.
وتقول الصحيفة إن خطة ترامب في أفغانستان تبدو أقل طموحا من تلك التي حملها سابقوه، ويعلق كين قائلا إن الرئيس يرغب بمنع حركة طالبان من الإطاحة بالحكومة الأفغانية لا هزيمتها، حيث يأمل من تحقق مصالحة بين الحكومة والمتمردين مع مرور الوقت.
وينوه التقرير إلى أن عدد الجنود التابعين للناتو في أفغانستان يبلغ 12 ألف جندي، نصفهم من الأمريكيين، حيث يقومون بنصح القوات الأفغانية وتدريبها، بالإضافة إلى وحدة مكافحة إرهاب منفصلة، يبلغ عددها ألفي جندي، تقوم بعمليات مشتركة مع القوات الأمنية الأفغانية.
وتذكر الكاتبة أن الجنرال بترايوس رحب بعدم تحديد ما أسماه "المواعيد المصطنعة" للانسحاب من أفغانستان، وقال في نقد مبطن لإدارة باراك أوباما عندما قيدت عمل القادة بوضع جداول زمنية: "أثني على التزام وقرار يقوم على الظروف".
وتبين الصحيفة أن زيادة القوات ستسمح لقادة الناتو بإعادة تأكيد حضورهم في التسلسل القيادي الأفغاني، حيث يقدم الضباط التدريب والمساعدة لنظرائهم العاملين على خطوط القتال، بدلا من تركيز العمل مع الفرق العسكرية، ما يعني توفر طائرات جديدة لزيادة عمليات التجسس، ومنح القادة قدرات للقيام بغارات جوية، لافتة إلى أنه نظرا لقرب قوات الناتو من خطوط القتال، فإن الجنود الأفغان سيتمكنون من الاستفادة من الطائرات الأمريكية دون طيار.
ويورد التقرير نقلا عن الجنرال بترايوس، قوله إنه واثق من دعم
بريطانيا ودول الناتو في عملية دعم العزيمة والتدريب والنصح، بعد قرار الولايات المتحدة زيادة القوات، لكنه لم يعلق على ما ورد من خطط بريطانية لنشر 85 جنديا وقوات العمليات الخاصة، بالإضافة إلى 500 جندي آخرين يعملون الآن في أفغانستان، وقال: "اعتقد أن دول الناتو ستحذو في النهاية حذو أمريكا".
وبحسب هينز، فإن الجنرال بترايوس عبر عن رأيه في العملية التي أدت إلى مقتل جنود وكلفة مالية عالية، قائلا إنها نجحت بمنع تنظيم القاعدة من شن عمليات جديدة على غرار هجمات أيلول/ سبتمبر 2001، "وتظل أولوية أمن قومي"، لافتة إلى أن بترايوس قال إن وجود قوات مكافحة الإرهاب يؤمن للأمريكيين نقطة انطلاق في المنطقة، كتلك التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن بترايوس وصف الوضع في أفغانستان بالمشحون، ونسب زيادة هجمات حركة طالبان وتوسع سيطرتها على مناطق واسعة إلى عدة عوامل؛ منها سحب القوات البريطانية والأمريكية في عهد ديفيد كاميرون وأوباما، وتخفيف قواعد الاشتباك في الغارات الجوية، الذي فتح المجال امام شن هجمات ضد حركة طالبان دون قيود.