علقت صحيفة "صندي تايمز" على قرار الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب زيادة القوات الأمريكية في أفغانستان، بالقول إن تقارير من المخابرات البريطانية أسهمت في إقناعه، حيث قال في خطاب ألقاه في فورت مايرز في ولاية فرجينيا: "نحن لسنا بناة أمم، بل نقاتل الإرهابيين".
وتقول الافتتاحية: "في مرحلة ما بعد تصويت البريطانيين على خروج
بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أصبحت علاقة بريطانيا مع أمريكا أكثر حيوية، ومن الضروري أن نقف إلى جانب في المعركة الدولية ضد الإرهاب، خاصة بعد قرار الولايات المتحدة إرسال قوات لأفغانستان".
وتضيف الصحيفة أن "تاريخ التدخل الأمريكي في هذا البلد تميز بخطط تبسيطية ووعود بالنصر تبعتها الخيبة، وقد ثبت أن مشكلات هذا البلد هي أكبر مما توقعه الجنرالات".
وتتساءل الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، عما إذا كان من الحكمة تخلي الرئيس ترامب عن بناء الدول وتحويل أفغانستان إلى ديمقراطية على شاكلة الدول الغربية، خاصة بعد فشل سابقيه، حيث كلفت الحرب تريليون دولار لإنشاء الديمقراطية، وإنشاء جهاز قضائي، وهزيمة الفساد.
وتستدرك الصحيفة بأنه "مع ذلك، فإن أفغانستان لا تزال دون حكومة قوية، ولا مؤسسات فاعلة، والفساد مستشر بها، ويعتمد القضاء على الانتقام القبلي، وأثبت الإصلاح التعليمي بأنه مهزلة، حيث تم تعيين معلمين لا يعرفون الكتابة ولا القراءة في مدارس وهمية، وكان بناء الدولة يهدف لعدم عودة حركة
طالبان، إلا أن التقارير التي تقول إنها موجودة في أنحاء البلاد كلها هي إشارة على فشل هذه الاستراتيجية، والمأساة هي أن الإسلاميين يتقدمون في أفغانستان في الوقت الذي يهزمون فيه في العراق".
وتعترف الافتتاحية بأنه "لا يمكن هزيمة حركة طالبان، ولا تحويل الدول الخارجية أفغانستان لدولة ديمقراطية ليبرالية في القريب العاجل، وهذا لا يعني التوقف عن محاولات إصلاح البلد، فحركة طالبان تمثل تهديدا حقيقيا على الدول الغربية، والطريقة الوحيدة لمواجهتها عسكريا واحتوائها لتتوقف عن الهجوم والمناورة، وفي هذا السياق فالنصر يعني منع حركة طالبان من السيطرة على مدن جديدة وارتكاب أفعال إرهاب، ولن تكون هناك مسيرات نصر، بل عمليات عسكرية خطيرة".
وتقول الصحيفة إن "القوات البريطانية الخاصة ستنضم إلى القوات الأمريكية في أفغانستان، وقالت إن القوات الخاصة المعروفة باسم (أس إي أس) إنها تحضر نفسها للعودة إلى أفغانستان وبأعداد كبيرة، بعدما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيادة أعداد القوات الأمريكية هناك".
وتشير الافتتاحية إلى أن المخابرات البريطانية أسهمت في إقناع الرئيس بتصعيد الحرب ضد حركة طالبان، لافتة إلى أن مصادر بارزة في الجيش والحكومة قالت إن رئيسة الوزراء تيريزا ماي مستعدة للموافقة على زيادة عدد القوات الخاصة لملاحقة قادة حركة طالبان وتنظيم القاعدة، الذين يختبئون داخل أفغانستان.
وعلمت صحيفة "صاندي تايمز" أن قوات "أس إي أس" و"عناصر عمليات القوارب الخاصة" سيؤدون دورا في عملية للتركيز على أي من الأرصدة العسكرية التي يجب إرسالها إلى أفغانستان.
وتلفت الافتتاحية إلى أن "الحكومة البريطانية لم تتلق طلبا رسميا من الأمريكيين، إلا أنها تتوقع طلب البنتاغون من (أس إي أس) دعم عملية زيادة الجنود الأمريكيين التي أعلن عنها الرئيس الأسبوع الماضي، حيث قال مسؤول في الحكومة البريطانية: (من الواضح أن القوات الخاصة تعد عنصرا مهما في قدراتنا العسكرية عند القيام بعملية كهذه)، بالإضافة إلى أنه يمكن أن تؤدي بريطانيا دورا مهما في هجمات بطائرات دون طيار".
وتنوه الصحيفة إلى أن الحكومة مستعدة لزيادة نسبية في نشاطات قوات "أس إي أس"، بعدما حصلت وحدة المعلومات الدفاعية البشرية، وهي الوحدة العسكرية السرية التي تدير العمليات السرية في محاور الحرب، على معلومات تفيد بأن حركة طالبان استطاعت تأكيد حضورها في كل ولاية ومدينة في أفغانستان، واستطاع الجيش البريطاني الحصول على أدلة قوية من مصادر بشرية تكشف الكيفية التي ستصبح فيها أفغانستان تحت سيطرة حركة طالبان لو قرر الأمريكيون سحب قواتهم.
وتكشف الافتتاحية عن أن المعلومات الاستخباراتية البريطانية أدت دورا في إقناع ترامب بإرسال أربعة آلاف جندي على الأقل، وقال: "نحن لسنا بناة دول بل نقاتل الإرهابيين"، ورحب وزير الدفاع البريطاني، سير مايكل فالون بقرار الرئيس، وقال إنه ناقش مع نظيره الأمريكي جيمس ماتيس القدرات البريطانية، وبأن بريطانيا تحتفظ بـ500 من الجنود في أفغانستان، دون أن يتحدث عن القدرات البريطانية التي تقوم بتدريب القوات الأفغانية.
وتستدرك الافتتاحية بأن مصادر عسكرية قالت إن القوات البريطانية الخاصة تقوم بعمليات خاصة لوقف تقدم حركة طالبان، حيث يخشى من أن تؤدي زيادة القوات الخاصة "أس إي أس" إلى عدم تمكن السلطات من مراقبة تصرفاتها، مشيرة إلى أن تحقيقا أجرته الشرطة الملكية العسكرية كشف عن قيام وحدة "مارقة" في "أس إي أس" بقتل مدنيين أفغان بدم بارد، وقامت بتزييف تقارير حول المهمة التي قامت بها.
وتختم "صندي تايمز" افتتاحيتها بالإشارة إلى أن فريق التحقيق في الصحيفة أظهر الشهر الماضي "وجود" أدلة قوية لارتكاب جرائم حرب ضد مدنيين، يشك بأن لهم علاقة مع متمردي حركة طالبان.