قالت صحيفة "إندبندنت" إن الإمام الذي يعتقد أنه زعيم الخلية التي قامت بتنفيذ
هجوم برشلونة، كانت له علاقة بأحد مدبري هجوم مدريد عام 2004، وقام بالسفر إلى بلجيكا قبل فترة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن المحققين الإسبان يقومون بتجميع المعلومات المتعلقة بتعاطف المهاجمين مع
تنظيم الدولة، الذين قاموا بشن هجومين على ساحة لاس رمبلاس في برشلونة وكامبرليس، حيث لا يزال سائق الشاحنة الذي قتل 13 شخصا هاربا.
وتورد الصحيفة نقلا عن الشرطة الإسبانية، قولها إن المغربي يونس أبو يعقوب (22 عاما)، فر إلى فرنسا ومنها واصل سفره إلى أوروبا، ولهذا السبب توسعت عملية التحقيق إلى عدة دول زارها المهاجمون، منها المغرب وفرنسا وسويسرا.
ويلفت التقرير إلى أن الصحافة البلجيكية ذكرت أن زعيم الخلية، وهو المغربي عبد الباقي الساتي، قضى ثلاثة أشهر في البلاد، وأكد عمدة مدينة فيلفورد، التي عرفت بسمعتها سابقا بأنها مركز للجهاديين، أن الساتي عاش فيها في الفترة ما بين كانون الثاني/ يناير إلى آذار/ مارس 2016، وهو الشهر الذي قام فيه إرهابيون تابعون لتنظيم الدولة بشن هجوم على بروكسل.
وتستدرك الصحيفة بأن وزير الهجرة البلجيكي قال إن اسم الساتي ليس مسجلا في سجلات القادمين لديها، وقال العمدة هانز بونتي إن الساتي حاول العمل في مسجد في المدينة، إلا أن السكان رفضوا السماح له، وأبلغوا الشرطة عنه.
وينقل التقرير عن السلطات البلجيكية، قولها إنها اتصلت بشرطة كاتلان، التي قالت إن لا معلومات لديها عن تطرف الإمام، مشيرا إلى أنه لم يكن تحت رقابة الشرطة الإسبانية، رغم علاقته بالمتطرفين بعد قضائه فترة في السجن عام 2012.
وتورد الصحيفة نقلا عن معارفه، قولهم إنه لم يظهر علامات التدين حتى سجن بسبب تهريبه كمية كبيرة من الحشيش، والتقى رشيد الغالف، الذي سجن بسبب علاقته بهجوم تنظيم القاعدة الذي نفذه على قطارات مدريد عام 2004، وراح ضحيته 190 مسافرا، وبدأ في عام 2015 بالتدريب في جامع ريبولي، وهي البلدة الهادئة التي جاء منها معظم المهاجمين، لافتة إلى قول أصدقائه ومعارفه إن المتآمرين، بمن فيهم نادل ومرشد للرياضة، كانت حياتهم طبيعية حتى بدأوا بحضور دروس الساتي.
وينقل التقرير عن امرأة تعرف أعضاء الخلية، قولها إن الإمام دعا إلى الجهاد وقتل الكفار، وأضافت: "أشعر أنه كان بإمكاني عمل شيء، وأشعر بالذنب قليلا"، وتابعت قائلة: "الجميع كانوا يعرفون، لقد كان سرا مفتوحا، لكنني لم أكن قادرة على عمل شيء؛ لأن هؤلاء الأشخاص خطيرون وربما لاحقوني، ولا أثق بأحد الآن".
وتذكر الصحيفة أن مسؤولي المسجد الذي كان يعمل منه الساتي شجبوا الهجوم، لكنهم قالوا إنه "كان إماما عاديا".
وينوه التقرير إلى أن الخلية تشكلت من ثلاثة إخوة وأبناء عمومة، وهو الشكل الذي يميز الخلايا الأخرى، التي شنت هجمات على مدن أوروبية، حيث يعمل الأقارب معا، أو يطلبون المساعدة من بعضهم، مشيرا إلى أن واحدا من الخلية، وهو أبو يعقوب، لا يزال هاربا، فيما تم قتل باقي أفرادها.
وتفيد الصحيفة بأن وكالة أنباء "رويترز" نقلت عن عائلة أبي يعقوب، قولها إنه بدأ يظهر ملامح التدين المتشدد العام الماضي، ورفض مصافحة النساء عندما زار المغرب في آذار/ مارس العام الماضي، وعبر أفراد عائلته عن صدمتهم وغضبهم لاكتشاف مشاركته في هجوم برشلونة، حيث قالت والدته هانو غانمي إنها تريد من ابنها تسليم نفسه وسجنه لا قتله.
وبحسب التقرير، فإنه قتل شقيقه الحسيني وابنا عمه محمد وعمر الهشامي، إلى جانب موسى أوكبير وسعيد علالة، بالإضافة إلى أن الساتي قتل مع اثنين من المتآمرين عندما انفجرت عبوة بالخطأ، ودمرت البيت الذي كانوا يستخدمونه في الكنار يوم الأربعاء.
وتبين الصحيفة أن هناك تقارير تحدثت عن وفاة صانع القنابل يوسف علالة في الانفجار الذي جرح فيه محمد شملال، وتم اعتقاله إلى جانب إدريس أوكبير ومحمد علالة وصالح القريب، لافتة إلى أن الشرطة عثرت على آثار مادة "تي إي تي بي"، التي استخدمها تنظيم الدولة في مانشستر وبروكسل، بالإضافة إلى 120 عبوة غاز.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول مدير شرطة كاتالونيا جوزيب لوليس ترابيرو، إن الخطة الأساسية لصناعة قنبلة ضخمة فشلت بانفجار يوم الأربعاء، ما دفع المتآمرين لاستخدام الشاحنات ودهس المارة.