يحاول البعض زورا وبهتانا أن يلصق برابعة وأنصارها صفة البكائية بمعني أن هناك محاولة لصنع حالة من الاستعطاف واستجداء مشاعر الناس وعواطفهم بشكل يسئ إلى المناسبة وما جرى بها من تضحيات عظيمة كانت بهدف الدفاع عن قيم ومبادئ نبيلة وسامية تتمثل في الحرية والمساواة واحترام إرادة الشعوب من خلال الحفاظ علي شرعية رئيس تم انتخابه من قبل شعب بصرف النظر عن شخصه.
والذي ينسف هذه الفكرة من أساسها وهي فكرة البكائية والكربلائية كما يقولون هو تكرار هذه المذبحة أكثر من مرة بعد مذبحة رابعة والنهضة فلو كان الهدف هو بكائية هذا الفض وهذه المذبحة من اجل تحقيق أهداف معينة وتشويه نظام وأشخاص بعينهم ووصمهم بالإرهاب والجريمة لكان تم التوقف عند هذا الحد حيث انه تم تحقيق الهدف وتتبقي مرحلة توظيفه والمتاجرة به حسب هؤلاء ولكن انطلقت المسيرة كما هي فلم يزيد شهود مذبحة رابعة والنهضة وما جرى بها سوي مزيد من الإصرار والإرادة دفاعا عن القيمة والمبدأ وهو ما يؤكده تلك المذبحة الجديدة التي شهدها ميدان رمسيس عقب رابعة بـ48 ساعة وكان أحد ضحاياها ابن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين كما حدث لابنة البلتاجي في رابعة وهذا يؤكد علي نقطتين.. الأولى: أن هؤلاء الناس سواء من شاركوا في رابعة أو أحداث رمسيس وما بعدها هم أصحاب مبدأ يقاتلون عليه، النقطة الأخرى أن ما جرى برابعة كان ملهما لمن شاركوا فيها وجعلهم يقدمون علي التضحية والفداء وهو ما جري علي مدار السنوات الأربع بعد رابعة والنهضة.
خلاصة القول مما سبق أن رابعة والنهضة أثبتا أنهما موقعتين ملهمتين أرستا مبادئ وقيم وقواعد جديدة في الدفاع عن الحقوق وهو أن العنف والإرهاب أبدا لن يزيدا هؤلاء المدافعين عن الحق إلا إصرارا ودفاعا عن مطالبهم وأحلامهم وليس العكس وهذه القاعدة صارت هي المسيطرة والمحركة لإرادة الرافضين للانقلاب بالداخل والخارج وصارت رابعة رمزا للحرية والكرامة والإصرار والإرادة وليس سعيا لاستجداء تعاطف لا يغير كثيرا في معادلة من شاركوا فيها لأنهم ببساطة يوم أن قرروا المشاركة في هذا الاعتصام والاستعداد للتضحية بحياتهم كان لهم أهداف سامية ملخصها النصر أو الشهادة والإصرار علي تحقيق الحلم مهما كان الثمن وهو بات حالة تتلبس كل من أمن برابعة والنهضة وبمبادئهم رغم ما دفع من ثمن كبير.