تعرض شاشات عملاقة تغطي الجدران تطورات الحروب الجوية التي تخوضها الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأفغانستان في آن واحد لتجعل من غرفة الحرب هذه أعجوبة تقنية في قلب أكبر الحملات العسكرية الأمريكية.
وقال الجنرال ديفيد غولدفين رئيس أركان القوات الجوية الذي يزور المركز في
قاعدة العديد الجوية في
قطر هذا الأسبوع مع هيذر ويلسون وزيرة القوات الجوية: "هي أحدث ما تم التوصل إليه لكنها بطيئة جدا بالنسبة للمستقبل".
وهنا يأتي دور الابتكار في سد الفجوة. إذ يشهد مركز العمليات بالقاعدة سلسلة من عمليات التحديث لنظم الكمبيوتر شديدة السرية لتغيير الأسلوب الذي يدير به مخططو الحروب أعمالهم هنا.
ويتصدى المركز المشترك للعمليات الجوية للتعامل مع كم هائل من البيانات والمعلومات التي تتدفق من مصادر مثل الأقمار الصناعية والطائرات دون طيار وأجهزة الرادار والطائرات الأمريكية التي تحلق فوق المناطق الساخنة في الشرق الأوسط وتقصف مواقع تنظيم الدولة.
وقد طالب اللفتنانت جنرال جيفري هاريغيان رئيس عمليات
سلاح الجو الأمريكي في المنطقة بالتطوير التكنولوجي وأيده في ذلك غولدفين للاستفادة على نحو أفضل من تلك البيانات.
وفي كثير من الأحيان يؤدي ذلك إلى تقليل الأدوار التي يلعبها البشر في أداء وظائف يمكن الآن أن تؤديها برمجيات الكمبيوتر بدرجة أكبر من الكفاءة والدقة.
ويجري العمل على تطوير برمجيات جديدة بالشراكة مع وحدة التكنولوجيا التابعة لوزارة الدفاع في وادي السيليكون والمعروفة باسم وحدة الابتكار الدفاعي التجريبية التي تهدف للتعجيل بتوصيل التكنولوجيا إلى الخطوط الأمامية.
وقال هاريغيان في مقابلة: "رأيت فرصة سانحة لتوصيل أداة لرجال قواتنا الجوية في فترة قصيرة من الزمن لن تحسن فاعليتنا فحسب بل وكفاءتنا أيضا".
وأضاف أن هذا المسعى بدأ العام الماضي.
ومن التطبيقات التي يجري إعدادها تطبيق لتبسيط الأسلوب الذي تخطط به القوات الجوية ضرباتها الجوية على الأهداف المحتملة ويجمع بين البيانات المتاحة من برامج منفصلة لم تكن تتوافق مع بعضها البعض حتى الآن.
وربما كان أكبر ما تحقق من تقدم حتى الآن أداة برمجية تم استحداثها في أوائل العام الحالي وتتولى توجيه مهمة من أعقد المهام اللوجيستية في الحروب وهي إعادة تزويد الطائرات الحربية الأمريكية بالوقود في الجو.
ففي السابق كان مخططو الحرب يستخدمون برنامج إكسل وسبورة بيضاء للتوفيق بين الطائرات الحربية وطائرات الصهريج التي تتولى تزويدها بالوقود أثناء التحليق.
وقال سلاح الجو إن تلك العملية كانت تستغرق من فريق التخطيط ما بين 35 و40 ساعة عمل كل يوم لإنجاز المهمة. أما باستخدام البرمجيات الجديدة فقد انخفض هذا الوقت إلى النصف.
وتم تطوير هذه الأداة في شهور لا في سنوات وهو أمر غريب غير معتاد في نظام المشتريات المرهق في كثير من الأحيان بوزارة الدفاع.
وقال هاريغيان: "نظام المشتريات المعتاد لم يكن ليجلب لنا المنتج الذي كنا نريده" مضيفا أن فريقه استطاع الجلوس إلى جانب المبرمجين ووجههم لما يحتاج إليه.
وأضاف أن فريقه في قطر أخذ أيضا خطوات مهمة لتحسين الأسلوب الذي يراجع به معلومات المخابرات الأمر الذي ساعده في النظر إلى التطورات في ساحات القتال من زوايا جديدة.
ومن الأمور التي يهتم بها هاريغيان اهتماما خاصا الدفاعات الجوية التي تستخدمها القوات الروسية والسورية في سوريا.
وقال: "قلت أحتاج لفهم أفضل لنمط حياة ما تفعله (الدفاعات الجوية المتكاملة) السورية والروسية".
وتابع: "لذلك اتصل هؤلاء الرجال بمواقع في الولايات المتحدة كان لديها في الأساس البرمجيات والبنية الأساسية".