سيطر "الحزب التركستاني" على جميع المناطق الاستراتيجية المقابلة لتركيا من الحدود السورية، في ريف
اللاذقية، بعد أن كانت تلك المناطق تحت سيطرة حركة
أحرار الشام، إذ يؤكد مقربون من الحزب أن الأخير سيطر على هذه التلال بالقوة، وصادر جميع الأسلحة التي كانت بيد أحرار الشام.
اقرأ أيضا: تقرير إسرائيلي: آلاف الصينيين يقاتلون بسوريا وبكين قلقة
وقامت عناصر آسيوية مبايعة لـ"الحزب التركستاني" (تركستان الشرقية في الصين) الأسبوع الماضي، باقتحام تلة برج الديموس المحاذية لقرية غواتشي التركي، وهؤلاء العناصر جميعهم كانوا عناصر سابقين في تنظيم " جند الأقصى"، حيث قاموا بأسر أربعة مقاتلين من أحرار الشام وصادروا جميع المعدات التي تتواجد داخل البرج بالإضافة الى أسلحة وآليات.
محمد خير، إعلامي من الساحل السوري، قال لـ"عربي21": "يوجد أجهزة اتصالات داخل البرج الذي سيطر عليه العناصر الآسيويون، وتعود ملكيتها لكافة الفصائل في المنطقة، عدا عن الأجهزة الخاصة بأحرار الشام"، فيما أكد المسؤول التقني الذي يجري الصيانة الدورية لهذه الأجهزة أنه خلال الساعات الماضية توجه إلى البرج المذكور بهدف إجراء الصيانة الدورية لها، بعد أن طلبت منه قيادة الأحرار التأكد من عملها، ليفاجأ بعدم وجود هذه الأجهزة، وهو من قام بوضعها في البرج.
اقرأ أيضا: استنفار كبير بإدلب.. وتحذيرات من اشتباك "الهيئة" و"الحركة"
من جهته، قال مسؤول العمليات في الساحل السوري في أحرار الشام، الملقب بأبي إسلام، على وسائل التواصل الاجتماعي: "هذا الفعل يخدم النظام السوري بسبب انقطاع التواصل بين نقاط الاشتباك مع النظام السوري في جبل الأكراد" بريف اللاذقية.
بدورهم، أكد ناشطون من ريف
إدلب الغربي؛ أن ما حصل هو فعل انتقامي من عناصر "متشددة" لها "ثأر" مع أحرار الشام، وأنها لن تكون هذه الحادثة هي الوحيدة، فيما برر مصدر خاص من داخل الحزب التركستاني؛ بأن هذه العملية هي من أجل "لي ذراع " أحرار الشام، مؤكدا أن هناك عشرات العناصر ينتظرون هذه الفرصة والأمر خارج عن سيطرة قيادة الحزب التي تحاول الوقوف على الحياد، على حد قول المصدر.
اقرأ أيضا: ما حقيقة الانشقاقات بأحرار الشام؟ وهل تؤدي لانهيارها؟
وأكد ناشطون من مدينة سلقين، بريف إدلب، أن عناصر الحزب نفسها شاركت هيئة
تحرير الشام السيطرة على المدينة في الأسبوعين الماضيين، بعد معارك عنيفة مع أحرار الشام انتهت بإخراج الحركة من كافة مناطق محافظ إدلب.
ويتواجد الحزب التركستاني بشكل رئيسي الآن في كل من مدن حارم سلقين عزمارين الجانودية دركوش وخربة الجوز وجميع الأماكن القريبة من الحدود التركية، حتى أن هناك مخيمات ملاصقة للجدار العازل في بلدتي حارم وسلقين تتبع لعائلات تركستانية.
اقرأ أيضا: "تحرير الشام" تتعهد بتسليم إدارة إدلب ومعبر حدودي لمدنيين
وأصبح "الحزب القوة الثانية بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على مدينة إدلب هذا الشهر. ولم يصدر أي بيان رسمي من قيادته حيال ما جرى مؤخرا كونه يعاني في داخله من تيارات متصارعة تنقسم ما بين مؤيد لـ"جبهة النصرة" سابقا ومؤيد للسوريين عموما، إلا أن المعسكر الذي يوصف بأنه "معتدل"، لم يستطع منع أنصار التيار المؤيد لتحرير الشام من المشاركة الاشتباكات الأخيرة، وعلى رأس هؤلاء أبو عمر التونسي، القاضي السابق في صفوف الجبهة، ويسانده أيضا القائد العسكري الإيغوري، المعروف باسم "جند الله". لكن، وعلى الرغم من الانقسام، يصطف الطرفان إلى جانب هيئة تحرير الشام في حربها ضد النظام السوري.
اقرأ أيضا: اتفاق جديد بين "الأحرار" و"الهيئة" بإدلب.. هل يستمر هذه المرة؟
ويضم الحزب في صفوفه عشرات المقاتلين القادمين من أوروبا، ولم يجدوا ضالتهم في صفوف الهيئة أو مسمياتها السابقة (النصرة ثم فتح الشام)، وعلى رأسهم المقاتلون الأوزبك، والكتيبة الفرنسية التي يقودها عمر أومسن، بالإضافة إلى عشرات المقاتلين البوسنيين والشيشان، وجميع هؤلاء لم يكن لهم أي مشاركة في الأحداث الأخيرة، وفق مصادر ميدانية.