قال القيادي في
المجلس الأعلى باقر جبر الزبيدي، الأحد، إن "التفرد" ليس هو سبب ما وصل إليه المجلس، وإنما "أشياء أخرى وأمور غريبة"، لافتا إلى أن خروج الحكيم كان بمثابة "لكمة خاطفة" أشعرتنا بالدوار.
وأضاف الزبيدي في حديث لقناة "السومرية"
العراقية أن "ملاحظات بدأت تتشكل لدينا منذ عام 2013"، مبينا أن "هذه الملاحظات تركز على انفراد عمار الحكيم في اتخاذ القرار وفي بعض الأحيان كنا نفاجأ بمشروع يطرح في التلفزيون ولم نناقشه في الهيئة القيادية".
وأشار إلى أن "الحكيم قالها صراحة، فهو يرى في نفسه أنه قادر على القيادة وهو قائد ولا يحتاج حتى إلى مستشارين"، مبينا أن "وصية لعبد العزيز الحكيم يشير فيها إلى أن عمار هو الذي يكمل المشوار وفق الخطبة التي ألقيت في الصحن الحيدري".
وأردف الزبيدي قائلا إن "قضية التفرد بالقرار ليست هي الوحيدة، وكنا قادرين على امتصاصها قدر الإمكان وطرحها في القيادة، ولكن أضيفت لها أشياء أخرى، لا أستطيع الحديث عنها، لأنه ليس كل ما يعرف يقال".
وتابع: "حصلت ملفات في طبيعة إدارة الوزارة وشؤون الدولة، وهذه المسائل غريبة عن المجلس الأعلى"، مشيرا إلى "تشكيل فرسان الأمل (مليشيا مسلحة) بدون استشارة القيادة، وعندما سئل الحكيم، أجاب بأن هذا التنظيم خاص به وهو من يديره الأمر الذي ترك أثره السلبي لدى القيادة".
إقرأ أيضا: بوادر نزاع بعد كشف قيادي بـ"الأعلى" نص الاتفاق مع الحكيم
خامنئي تجاهل الحكيم
وكشف الزبيدي، عن تفاصيل زيارة وفد سياسي من المجلس الأعلى لإيران قبيل التطورات الأخيرة، بالقول: "منذ سنة وأربعة شهور عقد اجتماع الهيئة العامة وفوجئت مع أعضاء القيادة بأن هناك رسالة من عمار الحكيم إلى مرشد
إيران علي خامنئي مضمونها أنه كان يريد جوابا"، موضحا أن "الجواب جاء في يوم انعقاد الهيئة العامة للمجلس الأعلى، وقُرئ أمام الحاضرين".
ومضى القيادي في المجلس الأعلى قائلا: "لم نعلم ماذا أرسل الحكيم وماذا كتب، وجاء الجواب وكان هناك من يترجم كوني لا أعرف الفارسية"، موضحا أن الجواب كان نصه: "خروجك من المجلس الأعلى ليس فيه مصلحة وليس صحيحا".
وأشار إلى أن "الحكيم بعد هذا بأشهر أرسل رسالتين أخريين لم يأت عليهما جواب، ثم ألحقهما برسالة ثالثة ولم يأت جواب"، مبينا أن "الحكيم سبقنا بعشرة أيام حيث ذهب إلى مؤتمر الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في مشهد وألقى كلمة رائعة".
وتابع الزبيدي بأن "الحكيم طالب في إيران بلقاء المسؤولين والتقى بالرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف والأمن القومي قاسم سليماني قبل سفرنا"، لافتا إلى أن "الحكيم طلب لقاء خامنئي، ولم تحصل الموافقة بسبب انشغال خامنئي وحصل لقاء جانبي مع أحد مسؤولي مكتبه".
إقرأ أيضا: عمار الحكيم يغادر "المجلس الأعلى" وقيادات تشكوه لإيران
اجتماعان عاصفان
وعن التطورات الأخير قبيل إعلان الحكيم خروجه من المجلس الأعلى، قال الزبيدي إن ثلاثة قياديين بالمجلس الأعلى خاضوا "اجتماعين عاصفين" قبل التطورات الأخيرة، فيما اعتبر أن الحكيم لديه شباب وقدرة "كما يقول" على قيادة المسيرة وحده "ومبروك عليه".
وأوضح قائلا: "حاولنا محاولة أخيرة قام بها الشيح همام حمودي وصدر الدين القبنجي ومحمد تقي المولى وآخر اجتماعين كانا عاصفين ووصلوا إلى نفس النتيجة التي وصلنا لها، وهي أن الحكيم لديه شباب وجيل ورغبة وقدرة كما هو يقول على أن يقود المسيرة وحده".
وأضاف الزبيدي أنه "يحترم وجهة نظر الحكيم بأنه قادر على القيادة وحده ولا يحتاج شيوخا مثل عمه ووالده".
وعن رأي المرجع الشيعي بما حدث للمجلس الأعلى، قال الزبيدي إن "المرجع الأعلى الإمام علي السيستاني غلق أبوابه على جميع السياسيين، ولم ترسل أية رسالة ولم يحاولوا".
وأضاف أن "المجلس الأعلى هو استمرار لمحمد باقر الحكيم وعبد العزيز الحكيم"، لافتا إلى أن "الحكيم خرج ولم يخرجنا من المجلس الأعلى وانشق وحده وبقينا خمسة وسرنا بالمجلس إلى بر الأمان".
وتابع الزبيدي: "ما يهم هو بقاء خط شهيد المحراب والحكيم وخط السيستاني والخوئي وخامنئي وليس صورهم"، مشددا بالقول: "استوعبنا الصدمة ضمن قرارات طلب منا أن تكون سرية".
ووصف القيادي بالمجلس الأعلى خروج الحكيم من المجلس، بأنه "جاء مثل لكمة خاطفة أشعرتهم بالدوار، وكانت صدمة مفاجئة غير متوقعة بهذه السرعة".
يذكر أن رئيس التحالف الوطني (الشيعي) عمار الحكيم أعلن، الاثنين الماضي، مغادرته رئاسة المجلس الإسلامي الأعلى وتأسيس تيار الحكمة الوطني.