بوادر نزاع بعد كشف قيادي بـ"الأعلى" نص الاتفاق مع الحكيم

كشف باقر الزبيدي القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي -الذي أعلن عمار الحكيم قبيل يومين مغادرته وتشكيل "تيار الحكمة الوطني" على خلفية خلاف وانشقاقات لأبرز قياداته- عن نص اتفاق مع الحكيم مؤكدا أن المجلس سينطلق بالإرث الفقهي نفسه والثوابت الوطنية نفسها التي تأسس عليها المجلس.

وقال الزبيدي في تدوينة كتبها على حسابه في "فيسبوك" إنه "بانسحاب عمار الحكيم من المجلس الأعلى؛ لن نكون ضدين، بل سنتنافس في ساحتنا الوطنية المفتوحة لخدمة أبناء شعبنا ومصلحته الوطنية".

وأضاف: "سينطلق المجلس الأعلى بالإرث الفقهي والإرادة السياسية الصلبة والثوابت الوطنية التي أسسها شهيد المحراب محمد باقر الحكيم قبل 35 عاما من الآن وسارت على نهجها مواكب المجاهدين والعاملين والشهداء".

وفي التفاصيل قال الزبيدي: "توصلنا في حواراتنا مع إخوتنا في تيار الحكمة الوطني إلى عدم التجاوز على المكاتب التابعة للمجلس الأعلى في بغداد والمحافظات؛ وتسليم جميع المقرات التابعة للمجلس الأعلى".

وأشار إلى أنه "سيتم التواصل مع ذوات الأخوة والأخوات في كتلة المواطن (البرلمانية) والعمل تحت خيمة المجلس الأعلى في البرلمان، وكذلك تم التواصل مع كافة التنظيمات في جميع المحافظات، من قبل المكتب السياسي وهيئة القيادة".

ولفت الزبيدي إلى أنه "تم إعداد خطة في هذا المجال للتحرك السريع لإيجاد مُنطلقات مهمة لأجل التواصل مع جماهيرنا وهذا التواصل وهذه الاتصالات بجميع المكاتب يسيران وفق رؤية الهيئة القيادية بانسيابية عالية ونجاح باهر".

وكان بيان المجلس الأعلى، أمس الثلاثاء، قال إن "المجلس الأعلى يعاهد مرة أخرى شعبه وجمهوره بالمضي على نفس الثوابت السياسية والدينية التي أسس عليها، فإنه لن يتخلى عن هموم شعبه وهو يخوض الملاحم الشريفة ويواجه التحديات الكبرى".

وأضاف البيان الذي صدر عقب انفصال الحكيم أن "المجلس الأعلى سيعمل وبكل جهد على وحدة أبناء هذا التيار وتوحيد مساراته السياسية مهما اختلفت العناوين"، داعيا "جمهوره إلى انتظار الخطوات اللاحقة التي سنوافيكم بها".

ودعت الهيئة القيادية و المكتب السياسي "الإخوة الذين رفعوا اسما آخر على بعض المقرات الخاصة بالمجلس الأعلى التوقف عن هذا العمل، آملين منهم تسليم هذه المقرات إلى مسؤولي المجلس الأعلى وقد شكلت لجنة بمتابعة هذا الأمر" .

نزاع على المقرات

وردا على هذا البيان، الذي طالب فيه المجلس الأعلى بتسليم مقرات وعدم إنزال لافتاته، قال القيادي في "تيار الحكمة" حبيب الطرفي في تصريح صحفي، إن "كل مقرات المجلس الأعلى في المحافظات تحولت إلى مقرات لتيار الحكمة الوطني".

وأوضح أن "الجميع بايع الحكيم وجدد له العهد والمجلس الأعلى لم يبق له ذكر في المحافظات"، لافتا إلى أنه "سيتم تشكيل لجان من أجل حل هذه القضية مع الإخوة في المجلس الأعلى بالتحاور والتفاهم".

وأردف الطرفي قائلا إن "حديث المجلس الأعلى عن كتلة المواطن، هو حديث عن خمسة نواب فقط بقوا يحملون اسم هذه الكتلة، أماالـ 24 نائبا فهم الآن تحت مسمى كتلة الحكمة".

وأشار إلى أن "انسحاب الحكيم لم ولن يؤثر على سرايا عاشوراء (مليشيا شكلها المجلس الأعلى) فهم فصيل حكيمي، ولم ينسحب أي مقاتل أو قائد من الجبهات أو حتى من جسد السرايا، بل إنهم كلهم بايعوا الحكيم".

وبحسب تصريح الطرفي، فإنه "لا يوجد أي تقاطع بين تياره والمجلس الأعلى في المستقبل، بل ربما يكونوا أهم من أقرب الشركاء لنا مستقبلا".

وكان باقر الزبيدي قد دعا، الثلاثاء، الهيئة القيادية ورئيس المجلس الأعلى ورئيس الهيئة العامة للمجلس الشيخ محمد تقي المولى إلى تحمل المسؤولية عبر الدعوة إلى اجتماع عاجل لتحديد مهام المرحلة المقبلة على ضوء التطورات الأخيرة.