انتهى اللقاء الذي جمع رئيس مجلس رئاسة
حكومة الوفاق الوطني فائز
السراج، واللواء المتقاعد خليفة
حفتر، في العاصمة الفرنسية باريس، الثلاثاء، ببيان من عشر نقاط، أهمها وقف الحرب إلا على الإرهاب، وعقد انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب فرصة.
ونقل لقاء السراج حفتر برعاية الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الملف الليبي من مجرد الخلاف بشأنه إقليميا، إلى ساحة الخلافات الدولية بين فرنسا وإيطاليا التي لها مصالح اقتصادية وتاريخية وأمنية في البلد الذي يصدر لها سنويا مئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين.
مكاسب مستقبلية
يرى عضو فريق الحوار السياسي الليبي السابق أشرف الشح أن لقاء باريس بين حفتر والسراج، حقق مكاسب مستقبلية، أبرزها اعتراف خليفة حفتر من خلال نصوص البيان بمرجعية اتفاق الصخيرات السياسي، وكذلك بمجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني كقائد أعلى للجيش.
وأضاف الشح لموقع "
عربي21"، أن نقاط باريس العشرة، لم تخرج عن نصوص الاتفاق السياسي، سواء ما تعلق منها بإجراء انتخابات، أم بوقف إطلاق النار، إلا ما تعلق منه بمحاربة الإرهاب، وحتى هذا الاستثناء سيقيد اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي عليه أن يرجع للمجلس الرئاسي قبل شن أي معركة تحت عنوان الحرب على الإرهاب.
إقرأ أيضا: شكري يكشف عن تنسيق مصري فرنسي بخصوص ليبيا
ورجح عضو فريق الحوار السياسي السابق ألا يلتزم اللواء المتقاعد خليفة حفتر ببنود بيان فرنسا، إلا أن ذلك سيضعه في مواجهة دول كبرى في الاتحاد الأوروبي، كإيطاليا المدعومة من بريطانيا، وكذلك قصر الإليزيه.
وفي السياق ذاته أكد الشح أن حجم المصالح الفرنسية الإيطالية في ملفات كبرى اقتصادية وسياسية، أبرزها ترتيبات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سيحول دون قيام صراع بين روما وباريس بشأن الملف الليبي.
جنوب المتوسط
من جانبه قال المحلل السياسي وليد ارتيمة إن باريس بجمعها السراج وحفتر تحاول الرجوع إلى مكانتها الإقليمية والدولية، عقب فترة تراجع شهدتها في عهد الرئيس الأسبق فرنسوا هولاند، بسبب انشغالها بملفات داخلية، واقتصار جهود الإدارة السابقة على منطقة جنوب الصحراء.
وأوضح ارتيمة لـ"
عربي21" أن الرئيس إيمانيول ماكرون أظهر فرنسا، عبر موقف معتدل، على أنها دولة قادرة على العودة للعب دورها القديم الجديد في جنوب المتوسط وعبر الأزمة الليبية هذه المرة، رغم ما يشاع من انحياز باريس لطرف اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
إقرأ أيضا: "العدالة والبناء" يعلن رفضه للتفاهمات بين "السراج" و"حفتر"
وذكر المحلل السياسي أن الرئيس ماكرون، وبعيدا عن تنميط الدور الفرنسي في السنوات الماضية على أنه منسجم مع رؤية محور أبو ظبي-القاهرة، ظهر وكأنه قادر على الموازنة بين تحركات منظومة "اليورو" من جهة وضمان المصالح الفرنسية في
ليبيا من جهة أخرى دون أن تغيب عن البيان الختامي شخصية ماكرون السياسية، الأمر الذي يفتح أمام باريس مساحات أوسع للحركة في شمال إفريقيا عبر البوابة الليبية.
وأكد ارتيمة أن السراج ساهم في التوتر المؤقت بين باريس وروما، كونه لم يشارك إيطاليا بعض المعلومات المهمة بشأن ترتيب لقائه بفرنسا مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، إذ إن إيطاليا ترى أنها معنية بالملف الليبي أكثر من أي بلد أوروبي آخر.
حفتر يعقد الأزمة
من جانبه طالب اللواء المتقاعد خليفة حفتر في لقاء مع قناة "فرانس 24" رئيس مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، بالابتعاد عن العنترية، التي لا يملك منها شيئا، في ما يتعلق بدخول العاصمة طرابلس بقوة السلاح.
إقرأ أيضا: ما مصير مبادرة فرنسا بشأن ليبيا بعد لقاء حفتر والسراج؟
واستثنى حفتر من إعلان وقف إطلاق النار المنصوص عليه في
بيان باريس، تنظيم الدولة والقاعدة والجماعة الإسلامية المقاتلة وجماعة الإخوان المسلمين الليبية، وسرايا الدفاع عن بنغازي، رافضا الاعتراف بدخوله تحت السلطة المدنية لمجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني بوصفه القائد الأعلى للجيش الليبي.
وطالب اللواء المتقاعد، من فائز السراج إخراج بعض أعضاء مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني المحسوبين على الجماعات المتطرفة، مؤكدا أن التوافق الشخصي بينه وبين السراج كبير إلى حد التطابق، وفق قوله.
وأبدى حفتر استغرابه مما وصفه بالدور السلبي لدولة قطر في ليبيا، وأن المسافة بينه وبين الدوحة أبعد من المريخ، مشيرا إلى أنه يقف على مسافة واحدة من جميع الدول العربية، عدا السودان وقطر.