أعلن حزب
العدالة والبناء الليبي رفضه للتفاهمات التي جرت مؤخرا بين رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز
السراج وخصمه المشير خليفة
حفتر قائد "الجيش الوطني الليبي"، مؤكدا أن تلك التفاهمات جرت بعيدا عن
اتفاق الصخيرات وخارج مظلة الأمم المتحدة.
وقال -في بيان له الثلاثاء- إنه يتابع "التطورات الجارية على الساحة السياسية، وعقد لقاءات بين بعض الأطراف خارج رعاية الأمم المتحدة من خلال مبعوث أمينها إلى
ليبيا".
وشدّد الحزب على أن "الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات، وما تضمنه من تشديد على أسس الدولة المدنية، هو الأساس للعملية السياسية، وأن إجراء تعديلات عليه يجب أن تكون وفق بنوده، وتحت مظلة الأمم المتحدة".
وقال إن "عقد لقاءات برعاية دول منفردة هو انحراف على المسار السياسي للاتفاق السياسي وتشويشا عليه، ويفتح المجال لأجندات تلك الدول بتغليب طرف على الآخر، أو بتعميق هوة الخلاف واستمرار الانقسام والأزمة؛ فبعض الدول هي المشكلة وليست الحل".
وأضاف حزب العدالة والبناء أن "المجلس الرئاسي ومجلسي النواب والأعلى للدولة أجسام تستمد شرعيتها من الاتفاق السياسي، وليس لأحدهم أي وجود قانوني خارجه، ولا يملك أي منهم حق التصرف إلا وفق البنود والصلاحيات التي حددها الاتفاق ذاته".
ودعا الحزب مجلس النواب إلى الإيفاء باستحقاقاته المنصوص عليها في الاتفاق السياسي، داعيا أيضا الدول التي وصفها بالحريصة على أمن واستقرار ليبيا والمنطقة بأسرها إلى الدفع باتجاه التزام كافة الأجسام؛ بالاتفاق والإيفاء بالتزاماتها حياله.
كما دعا الليبيين جميعا بمختلف توجهاتهم إلى ضرورة "الالتفاف حول الاتفاق السياسي، والتمسك بالمسار السياسي، ومدنية الدولة، ووحدة ليبيا، ورفض العسكرة والتدخل الخارجي في الشأن الليبي".
وطالب حزب العدالة والبناء الليبي الأمم المتحدة بإلزام أعضائها بضرورة الخضوع للاتفاق السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2259، والتوقف عن التعامل مع الأجسام الموازية.
واستغرب الحزب ما وصفه بصمت المجتمع الدولي تجاه "انتهاك بعض الدول للعهود والمواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة، من خلال دعم الأطراف المسلحة المناوئة للاتفاق، وهذا ما كشف عنه التقرير النهائي لفريق الخبراء المعني بليبيا".
وتعهد رئيس الوزراء الليبي، فايز السراج، والقائد العسكري في شرق ليبيا، خليفة حفتر، بالالتزام باتفاق مشروط لوقف إطلاق النار في أعقاب محادثات بينهما بوساطة فرنسية.
وكان "السراج" رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا المعترف بها من طرف الأمم المتحدة، وخليفة حفتر، الذي تسيطر قواته على شرقي البلاد، اجتمعا في باريس يوم الثلاثاء الماضي.
ويهدف اللقاء إلى إنهاء الصراع الذي عصف بالبلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الطرفين المتنازعين قد يصبحان عن قريب رمزا للمصالحة في ليبيا.