أثارت تهديدات أطلقها المتحدث باسم قوات "
حفتر"، أحمد المسماري ضد السياسيين في
ليبيا، ردود فعل غاضبة وحالة استهجان من قبل كثيرين منهم بعض أعضاء البرلمان المؤيدين لحفتر.
وقال المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري لـ"
عربي21": "قد أعطينا كقوات مسلحة مهلة للسياسيين لحلحلة أمور المواطن وإيجاد الحلول له في أسرع وقت، وسنمهلهم لغاية نهاية العام الحالي".
وفي حال نفاد المهلة قال: "تترك القوات المسلحة ما ستفعله بعد انتهاء المهلة إلى حينه".
وطالب العقيد المسماري، الساسة في ليبيا بضرورة "إيجاد برنامج واضح لإنقاذ الوطن والمواطن خلال 6 أشهر، وإلا ستكون كلمة الجيش في الموعد"، وأن "هذا هو توجه القيادة العامة للجيش (يقصد حفتر).
وكان اللوء المتقاعد خليفة حفتر، قد هدد خلال لقائه نهاية الشهر الماضي ببعض مشائخ قبائل الشرق الليبي بأنه سيتدخل قريبا لرفع المعاناة عن المواطن، دون الإفصاح عن طبيعة هذا التدخل.
إيضاح
في المقابل، دعا عضو البرلمان الليبي، زياد دغيم إلى توضيح "التحذير والتهديد الذي وجهه المسماري إلى الساسة"، مطالبا بضرورة "إيضاح من تستهدف مثل هذه التهديدات"، مضيفا أنه "إذا كان الجيش يملك حلولا لإنهاء معاناة الشعب فلماذا يتأخر ويؤجل ذلك لأشهر؟"، حسب تصريحات صحفية له.
وطرحت هذه التهديدات وردود الفعل حولها، عدة تساؤلات، من قبيل: لماذا ستة أشهر تحديدا؟ وهل هو بداية التخطيط لحكم عسكري يقوده حفتر؟ وهل ملك ذلك فعليا رغم عدم سيطرته على باقي مناطق ليبيا؟ وماذا بعد هذه التهديدات؟.
جس نبض
من جهته، قال رئيس المركز الليبي للأبحاث ودراسة السياسات "مستقل"، إبراهيم قويدر، لـ"عربي21"، إن "تصريحات المسماري ومن قبلها كلام حفتر لا يرقى إلى مستوى التهديدات فهو كلام فارغ هدفه جس نبض الرأي العام الداخلي والخارجي، وهو أسلوب مسيء جدا من قبل الطرفين"، كما قال.
وهو ما أكده الناشط من الجنوب الليبي، علي سعيد نصر، بقوله "تهديدات المسماري مجرد تصريحات، ولا يستطيع "حفتر" فعل شيء على أرض الواقع لأنه لا يسيطر على كامل تراب ليبيا".
وأضاف لـ"
عربي21" أنه "لا يمكنه استغلال ضعف الساسة وإعلان حكم عسكري على الأقل في الشرق الليبي، لأن ذلك سيفتح عليه بابا كبيرا لن يصمد أمامه"، حسب كلامه.
أين حكومة الوفاق؟
من جهته، أكد الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد، أن "جيش حفتر يسيطر فعليا على غالب المنطقة الشرقية، وهو يريد بهذه التهديدات أن يرسل رسائل للذين يعانون في المنطقة الشرقية من الظروف الصعبة وشبه انعدام للخدمات العامة، ويريد أن يداعب مشاعر باقي الليبيين بأنه المخلص المنتظر، ويؤكد على بقاء المشهد على ما هو عليه لستة أشهر قادمة".
وبخصوص موقف حكومة الوفاق من التهديدات، قال أبو زيد: "عدم رد حكومة الوفاق يؤكد على نهجها المُلاين والملاطف لحفتر الذي ربما سيثير لها مشاكل في غرب البلاد الحاضن لها ما لم تتخذ مواقف أكثر جدية وصرامة".
وتابع: "أعتقد أن حفتر الآن سيتعامل بحذر مع حكومة الوفاق خاصة وأن قوته مرتبطة بدعم
مصر والإمارات المنشغلتين حاليا في الأزمة الخليجية، وهو يدرك جيدا أن أي صفقة قد تحدث ربما تزج به خارج اللعبة أو تحجم من دوره"، وفق قوله لـ"
عربي21".
وعود فاشلة
وأبدى الكاتب الصحفي الليبي عزالدين عقيل، استغرابه من هذه التهديدات، مؤكدا أن "حفتر ومن معه لا يعترف بهم العالم كجيش وطني وهو ومجموعته في حالة حصار وممنوع عنهم التسليح، فكيف يهدد الساسة والحكومة".
وقال لـ"
عربي21"، "الأحرى الآن أن تركز هذه القوات في معركتها في بنغازي ولا تتفرع لمعارك مع الساسة، أما بخصوص "ماذا بعد ستة شهور؟"، فأقول أن حفتر لن يفعل شيئا يذكر، واستغرب من وضع نفسه في وعود لن يستطيع تحقيق حتى "عشرها"، فهو لا يستطيع
الانقلاب على شخصيات ضعيفة هي أصلا تحت سيطرته مثل رئيس البرلمان عقيلة صالح، فكيف بحكومة يحميها المجتمع الدولي"، وفق تقديره.
لكن، الناشط السياسي الليبي، فرج فركاش، رأى من جانبه أن "تدخل المؤسسة العسكرية في السياسة في هذا التوقيت لن ينتج إلا مزيد من الاحتقان وردود أفعال تجاه هذه المؤسسة و"قادتها"، ويزيد من حدة الانقسام".
وطالب خلال حديثه لـ"
عربي21"، بضرورة أن "يقوم حفتر بتوجيه رسائل إيجابية وطمأنة نحو المعارضين وخصومه السياسيين بدلا من هذه الرسائل التي تعتبر تدخلا سافرا في السياسة"، حسب قوله.