قالت مجموعة "المجمع الشريف للفوسفات" (شركة حكومية مغربية)، الخميس، إن قرار محكمة
جنوب أفريقيا القاضي بالبت في مضمون قضية حجز شحنة فوسفاط "فوسبوكراع" لهو "تدخل خطير في المسلسل السياسي الجاري برعاية مجلس الأمن الدولي"، واتهمت المحكمة بالاصطفاف وراء ما وصفته بـ"الكيان المزعوم" (
جبهة البوليساريو).
وقال المجمع الشريف للفوسفات في بيان له، الخميس، إن "محكمة جنوب أفريقيا بتكييفها المنحاز والمنافي للقانون، وتجاوزها للقرارات الأخيرة لمجلس الأمن الدولي الداعية لكل أطراف الخلاف للتفاوض اللامشروط، تكون قد اصطفت وراء الكيان المزعوم (جبهة البوليساريو)، وأثبتت عداءها للوحدة الترابية للمغرب".
وأكد البيان أن قرار المحكمة يعد ضربا لمبدأ الحصانة القضائية للدول، الذي يكرسه القانون الدولي اعتبارا للمساواة بين الدول، ويحول دون خضوع دولة للمنظومة القضائية لدولة أخرى، علما أن شركة "فوسبوكراع" تنتج وتسوق
الفوسفاط من منجم بوكراع وفقا للقانون
المغربي وطبقا للقانون الدولي.
وأوضحت المجموعة في بيانها، أن هذه المحكمة "خولت لنفسها حق الاختصاص في قضية دولية في تعارض صارخ مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي"، مبرزة أن "هذا القرار يعد تدخلا سياسيا سافرا في مسار مسلسل دولي يرعاه مجلس الأمن، ويشكل تجاوزا لمفهوم السلطة القضائية".
وأبرز المصدر ذاته أن
المجمع الشريف للفوسفاط "واثق من شرعية قضيته ويرفض رفضا باتا أن يتم التداول في قضية الوحدة الترابية أمام محاكم أجنبية"، معربا عن استنكاره من "قرار المحكمة السياسي ويطعن في شرعية محكمة جنوب إفريقيا للبت في مضمون قضية يتداول بشأنها في إطار الأمم المتحدة، كما يعتبر حجز شحنة الفوسفاط بمثابة قرصنة سياسية تحت غطاء قضائي مفتعل".
وشدد البيان على أن المجمع الشريف للفوسفاط سيظل متشبثا بالدفاع عن حقوقه، وعلى ملكيته الشرعية للشحنة بما يتماشى مع القانون والمواثيق الدولية، وذلك دون الخوض في متاهات سياسية مفتعلة، ترمي إلى تقويض مسار مفاوضات دولية.
وخلص البيان إلى أنه "للتعبير عن رفضه القاطع لهذه المحاكمة السياسية، فإن المجمع الشريف للفوسفاط وضع رسالة في الموضوع بسجل المحكمة المعنية".
يذكر أن سلطات ميناء في دولة جنوب أفريقيا، احتجزت في أيار/ مايو الماضي، سفينة فوسفات مغربية بعد شكوى من "البوليساريو" بدعوى أنها "تنقل شحنة بطريقة غير قانونية من منطقة الصحراء المتنازع عليها".
وفي 14 حزيران/ يونيو الماضي، قررت محكمة محلية في جنوب أفريقيا النظر في القضية واستمرار حجز شحنة الفوسفات المغربية التي كانت قادمة من فوسبوكراع قرب مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء المغربية، ومتجهة إلى أستراليا.
وفي تعليقه على احتجاز السفينة آنذاك، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، في تصريحات صحفية إن "موقف بلاده سليم تجاه القانون الدولي في قانونية نقل الفوسفات من إقليم الصحراء".