أظهرت صور نقلتها صحف ومواقع محلية ودولية، لقطات مرعبة لامرأة تحمل طفلها في
الموصل، قبل لحظات من
تفجير نفسها، في عملية لتنظيم الدولة استهدفت القوات
العراقية.
وأوردت صحيفة "الغارديان" البريطانية الصور، وعلقت بالقول إنه "عند النظرة إلى الصور للمرة الأولى تظن أنها امرأة تحمل طفلها الصغير وهي مغادرة الموصل، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، ولكن بنظرة فاحصة يتبين أنها تخفي زنادا تسحبه في اللحظات التي تلت التقاط هذه الصورة".
ووصفت الصور بـ"المرعبة"، موضحة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، أن التلفزيون العراقي حصل على هذه اللقطة، التي توضح اللحظات التي سبقت تفجير انتحارية تابعة لتنظيم الدولة نفسها وطفلها بالقرب من القوات العراقية.
وقتلت المرأة مع طفلها، بينما أصيب جنديان عراقيان ومدنيون عدة بجروح.
وكان التلفزيون العراقي حينها يصور المعركة بين القوات العراقية ومقاتلي تنظيم الدولة، ولم يدرك العاملون فيه أنهم عرضوا اللحظات التي سبقت الهجوم بقليل، الذي وقع على مقربة منهم.
ويحاصر تنظيم الدولة في مساحة صغيرة من المدينة القديمة التاريخية، التي قال الجيش إنه يمكن استعادتها في نهاية اليوم، بحسب الصحيفة.
وقال عاملون في التلفزيون العراقي الرسمي، السبت، نقلا عن مراسلي القناة الذين كانوا حاضرين أثناء الهجوم الذي استهدف قوات الأمن في البلدة القديمة عند نهر دجلة: "إننا نشهد الآن العد التنازلي لإعلان النصر نهائيا" ضد تنظيم الدولة، مضيفين: "إنها مسألة وقت فقط".
من جهتها، أوردت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الخبر ذاته، وأشارت إلى أن المرأة كانت خارجة من منطقة تمت استعادتها من تنظيم الدولة حديثا، واعتقدت القوات العراقية أنها من المدنيين الهاربين من التنظيم، إلا أنه تبين أنها كانت تحمل حقيبة تخفي في داخلها زناد حزام ناسف كانت تحمله معها.
وتظهر الصور أنها كانت تحمل معها طفلا صغيرا بين ذراعيها، قبل أن تقدم على تفجير نفسها ومعها الطفل.
وبحسب ما اطلعت عليه "
عربي21"، فقد نقلت "ديلي ميل" عن مصور في قناة "الموصلية" المحلية، أنها حاولت على ما يبدو تفجير نفسها أثناء مرورها بالجنود العراقيين، إلا أن القنبلة لم تنفجر، حتى ابتعادها قليلا عن الجنود.
وبحسب الغارديان، استخدم مقاتلو التنظيم كل ما يملكون من ترسانة لوقف القوات العراقية في الموصل، إثر تعرضهم لتضييق الخناق عليهم، بعد الهجوم الذي استمر لتسعة أشهر.
وبحسب الصحيفة، فإن استخدام تنظيم الدولة في المعارك وإن لم يكن جديدا، إلا أنه نادر جدا خلال الأشهر الماضية، ويظهر يأس عناصره، وفق تعبيرها.
ويعتقد أن أكثر من 20 انتحاريا يختبئون بين المدنيين، وقاموا بتفجير أنفسهم خلال الأسبوعين الماضيين، في حين كان العدد قليلا جدا خلال الأشهر الماضية.