شهدت مدينة
عدن جنوبي
اليمن، الجمعة، انقسام قوى الحراك الجنوبي المحتشدة لإحياء ذكرى "انتهاء حرب صيف 1994 بين الشمال والجنوب"، بين ساحتين، الأولى في ساحة العروض بخور مكسر، والثانية في شارع مدرم في المعلا، وسط المدينة الساحلية.
ففي ساحة المعلا، تجمع الآلاف من أنصار المجلس الجنوبي الذي تشكل بدعم إماراتي، في آيار/ مايو الماضي، رافعين صور قيادات المجلس، وأعلام وصور قادة بعض دول التحالف.
أما ساحة العروض، فاحتشد فيها المئات من المناوئين للمجلس وإدارته للقضية الجنوبية، ورفعوا صور القتلى، وأعلام دولة الجنوب سابقا.
الزبيدي.. هاجم الحكومة ولوح بالتدخل
من جهته، هاجم رئيس ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، اللواء عيدروس الزبيدي، الحكومة اليمنية، واتهمها بالفشل، معلنا حظر نشاط جماعات ومنظمات وصفها بـ"الإرهابية".
جاء ذلك، في بيان تلاه اللواء الزبيدي، محافظ عدن السابق، أمام آلاف الجنوبيين الذين احتشدوا في ذكرى "انتهاء حرب صيف 1994 لصالح الوحدة بين الشمال والجنوب"، وتحت شعار "رفضا لنهج الاحتلال".
وقال اللواء الزبيدي الذي ألقى الخطاب من وراء ستار زجاجي، إن هناك قوى تسعى لإعادة إنتاج ما أسماه بـ"الاحتلال"، عبر إثارة غبار صراعات الماضي التي لا يمكن استعادتها، وباتت في ذمة التاريخ.
وكان رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن دغر، حذر الأربعاء الماضي، من جولة جديدة من "الصراع الغبي" في مدينة عدن، حيث مقر حكومته، يقوده ما عرف بـ"المجلس الجنوبي".
وأكد محافظ عدن السابق الذي أقاله الرئيس اليمني في نيسان/ أبريل الماضي، أن المجلس ماض في بناء هياكله التنظيمية، وهيئاته في كل محافظات الجنوب، خلال الأيام القليلة الماضية، في الوقت الذي سيعمل فيه على استيعاب القوى والشخصيات الوطنية الجنوبية كافة، بمختلف انتماءاتها الفكرية والثقافية والاجتماعية.
وجدد الزبيدي اتهامه للحكومة الشرعية بالعبث بحياة المواطنين وحرمانهم من الخدمات الأساسية، و"فشلها المخزي والذريع" في ذلك، وفق وصفه، وحملها المسؤولية القانونية والأخلاقية جراء ذلك.
وقال إن المجلس الانتقالي الجنوبي لن يستمر في صمته إزاء هذا الوضع المأساوي، ولن يسمح بأي تدهور أو انفلات أمني.
ولوح القيادي الجنوبي القادم من الحراك صاحب النزعة الانفصالية، بـ"تدخل المجلس في تأمين الجنوب وإدارته"، تأكيدا لـ"الانتصار" على من وصفها بـ"قوى الانقلاب" والهيمنة بإرادة جنوبية مدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية.
وأعلن حظر أنشطة منظمات وجماعات وصفها بـ"إرهابية متشددة"، المتمثلة في "
الإخوان المسلمين" وتنظيمي القاعدة وتنظيم الدولة وجماعة الحوثي، في كل محافظات الجنوب.
ونوه إلى أنه سيجري "اتخاذ الخطوات اللازمة حيال ذلك، بالشراكة مع دول التحالف العربي والدولي".
وأوضح اللواء الزبيدي، أن المجلس ملتزم بالحرب على الانقلاب الحوثي والمضي في ذلك، بالإضافة إلى صد مشروع التوسع السياسي الإيراني ومخططاته، التي قال إنها تستهدف أمن المنطقة العربية.
ودعا مجلس الأمن والدول العشر الراعية للتسوية السياسية في اليمن، والاتحاد الأوروبي، والجامعة العربية، ودول مجلس التعاون الخليجي، إلى التفاعل مع التحول السياسي الجديد في الجنوب.
وتشكل المجلس السياسي الجنوبي في 11 من أيار/ مايو الماضي، بعد أيام من إقالة اللواء الزبيدي من منصب محافظ عدن، بهدف تمثيل الجنوب داخليا وخارجيا، وهو ما اعتبرته الحكومة الشرعية "انقلابا ثانيا" وحذّرت من تداعيات ذلك على أهداف التحالف العربي، فيما أعلن مجلس التعاون الخليجي رفضه لهذه الخطوة التي قال إنها "تخدم إيران".