ذكرت صحيفة "الغارديان" أن مسؤول لجنة التحقيق في حرب
العراق سير جون
تشيلكوت أكد أن رئيس الوزراء البريطاني السابق
توني بلير لم يقدم الوضوح الكامل عندما اتخذ قراره بدعم الحملة الأمريكية للإطاحة بنظام
صدام حسين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى استدراك تشيلكوت قائلا إن بلير كان "صادقا من الناحية العاطفية"، في سرده للأحداث التي قادت إلى حرب العراق، أي أنه بحسب تشيلكوت، اعتمد على العاطفة والحقائق.
وتقول الصحيفة إن سير تشيلكوت قرر الخروج عن صمته الطويل من خلال تصريحات للمحررة السياسية لورا كوزنبرغ لـ"بي بي سي"، قال فيها: "كان توني بلير دائما وأبدا مدافعا، ويحاول الإقناع، ولم يبتعد عن الحقيقة، إلا أن الإقناع هو كل شيء".
ويلفت التقرير إلى أنه عندما سئل تشيلكوت لاحقا عما إذا كان بلير صادقا معه ومع الرأي العام بدرجة كافية، وذلك أثناء التحقيق الذي استمر سبع سنوات، فإنه أجاب قائلا: "هل أستطيع إعادة صياغة السؤال وأقول إن أي رئيس وزراء يقرر أخذ بلاده للحرب يجب أن يكون واضحا معها، ولا أعتقد أن هذا هو الحال في حالة العراق".
وتفيد الصحيفة بأن تشيلكوت نشر تقريره في تموز/ يوليو العام الماضي، ووجد أن الرئيس العراقي السابق لم يكن يمثل "تهديدا محتوما" في وقت الغزو عام 2003، لافتة إلى أنه تم الإعلان عن الحرب بناء على ظروف "لم تكن مقنعة".
وينوه التقرير إلى أن بلير أنكر في شهادته أمام اللجنة أن يكون أخذ البلاد لحرب بناء على كذبة أسلحة صدام حسين الشاملة المزعومة.
وتورد الصحيفة أنه عندما سئل تشيلكوت في المقابلة فيما إن كان بلير قدم الرواية الكاملة للحرب، فإنه قال: "أعتقد أنه قدم ما يمكن أن أتردد في قوله، ما حدث من منظوره ورؤيته، وكان صحيحا من الناحية العاطفية، وهو ما برز في مؤتمره الصحافي بعد نشر التحقيق"، وأضاف: "أعتقد أنه كان -كما قلت الآن- تحت ضغط عاطفي أثناء هذه الجلسات.. حيث كان يعاني، وكان متعاونا بشكل كبير، وعندما تكون في تلك الحالة العاطفية والمزاج، فإنك تعتمد على مهاراتك الحدسية، ورد فعلك".
وبحسب التقرير، فإن تشيلكوت اعترف بأن المساءلة لبلير في تلك الجلسات كانت "مكثفة بشكل لا يصدق"، وكشف عن أنه منح 8 دقائق للموافقة على إدارة التحقيق، حيث قال: "كنت أعلم أنني قادر على القيام بذلك التحقيق بطريقة تختلف عن بقية التحقيقات التي أثارت الجدل، بسبب الإجراءات".
وتبين الصحيفة أنه عندما سئل تشيلكوت عما يختلف تحقيقه عن البقية، فإنه أجاب: "كنت واضحا منذ البداية، وحتى قبل كلمة غوردون براون أمام البرلمان إنه يجب أن يكون تحقيقا لتوجيه الاتهامات، ويجب أن تكون عن الحقائق والتاريخ والأثر"، مشيرة إلى أن تشيلكوت دافع عن طول أمد التحقيق قائلا: "كان هناك الكثير من المواد، وكان تاريخا في الأثر يبدأ من عام 2001، من ثماني أو تسع سنوات من المصادر السياسية والعسكرية، والملامح كلها".
ويقول تشيلكوت معلقا على ضغوط ديفيد كاميرون للتسريع والانتهاء من التحقيق: "كان كما أعتقد لا يغفر، ومضيعة للوقت والجهد والحقيقة"، وقال إن كاميرون تواصل معه من خلال الرسائل وسكرتير الوزارة والمسؤولين البارزين في الحكومة.
ويختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى تعليق الجنرال تيم كروس على تصريحات تشيلكوت لـ"بي بي سي" قائلا إن إشارته للعواطف مهمة؛ لأنها كانت ذات أثر كبير على قرار الذهاب إلى الحرب.