قالت صحيفة "ميرور" البريطانية إن امرأتين، يعتقد أنهما في عداد الموتى بين المفقودين في
برج غرينفل، كانتا قد هددتا باتخاذ إجراءات قانونية، بعدما تحدثتا عن غياب معايير السلامة في البرج.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن برج غرينفل، المكون من 24 طابقا، احترق بالكامل الأسبوع الماضي، مخلفا عشرات القتلى، ما وضع حكومة تيريزا ماي أمام صعوبات بشأن غياب تعليمات السلامة.
وتكشف الصحيفة عن أن السلطات المحلية عدّت كلا من مريم الجوهري ونادية شقير، باحثتين عن المشكلات؛ لأنهما حاولتا التأكد من سلامة البيوت في المبنى، مستدركة بأن نادية ومريم حاولتا إقناع إدارة السكن في مجلس تشيلسي وكينزنغتون بمنع الكارثة التي فقدتا فيها.
ويلفت التقرير إلى أن "شبكة الإسكان الراديكالية" ساهمت بدعم كل من مريم ونادية، حيث قال مدير الشبكة بيلغرم تاكر، إن "(إدارة الإسكان) ردت بتهديد السكان بأنها ستتخذ إجراءات قانونية، وأرسلت رسائل لهم، وكان من المفترض أن نادية ومريم تلقتا رسائل من هذا النوع".
وأضاف تاكر أن "مريم ونادية أرادتا تحقيق ما هو الأفضل لجيرانهما، والتأكد من سلامة الجميع، وشعرتا بالخوف من أن كارثة ستحصل حتما، ولو كانت هناك فرصة لوقفها فإنهما كانتا مستعدتين للقتال من أجل ذلك، ولم يستمع لهما أحد، وأصبح المجتمع الآن مدمرا، ويجب تحقيق العدالة لهما، وتعاملت إدارة الإسكان معهما بطريقة مخزية احتقرتهما فيها"، واستدرك قائلا: "بل عاملتهما بطريقة بلطجية، ومن تجرأ مثل نادية ومريم، تم وصفهم بمثيري المشكلات".
وتورد الصحيفة نقلا عن تاكر، قوله إن "مهمة المجلس المحلي كانت الاستماع للسكان، والتأكد من سلامة بيوتهم، إلا أنها لم تفعل ذلك، ولو قامت بمهمتها لما حدث هذا الحادث"، وأضاف تاكر أن مريم ونادية نظمتا حفلة شواء من أجل دفع السكان للتدخل، وقامتا بالتظاهر أمام مقر الإدارة، ونظمتا عريضة وقعها 90% من السكان.
وينوه التقرير إلى أنه عندما لم يستمع المجلس لمطالبهما، فإنهما قامتا بتشجيع السكان بوضع علامة أمام بيوتهم، وعدم السماح للمقاولين الذين كانوا يقومون بعملية تحديث للمبنى بالدخول إليه.
وتفيد الصحيفة بأنه تم الكشف عن تهديد مجلس كينزنغتون وتشيلسي لفرانسيس أوكونور، المقيم في البرج، بعدما كتب مدونة حول المخاوف، حيث اعتبر محامو المجلس ما ورد فيها "تشويها وتحرشا".
وبحسب التقرير، فإنه تم تسليم السكان رسائل في صباح اليوم الذي تم فيه
الحريق، تحذر من لعب الأطفال بالكرة.
وتذكر الصحيفة أن مريم تعد في عداد المفقودين مع والدتها إصلاح (64 عاما)، مشيرة إلى أنه كتب على ملصق يطلب التقدم بمعلومات عنها: "لا تستحق هذا".
ويورد التقرير أنه يخشى أن تكون نادية، التي تعمل في حضانة أطفال، توفيت مع زوجها باسم، وبناتها ميرنا (14 عاما)، وفاطمة (11 عاما)، وزينب (3 أعوام)، ووالدتها سيريا (60 عاما).
وتختم "ميرور" تقريرها بالإشارة إلى أن شقيق نادية، هشام شقير (39 عاما)، حاول الدخول إلى المبنى المحترق، وإنقاذ عائلة أخته في الطابق الـ23، إلا أن الشرطة منعته.