تدرس لجنة التراث العالمي في منظمة اليونسكو في اجتماعاتها الممتدة من الثاني من تموز/ يوليو إلى 12 منه في كراكوفا البولندية ملفات بعضها حساس مثل ملف مدينة
الخليل في
الضفة الغربية المحتلة، فيما يأمل 34 موقعا الانضمام إلى قائمتها الشهيرة.
وقد تنضم إلى المواقع الـ1052 المدرجة على قائمة التراث العالمي للبشرية سبعة مواقع طبيعية و26 موقعا ثقافيا وواحدا مختلطا، اعترافا "بقيمتها العالمية الاستثنائية".
ويشكل الإدراج على هذه القائمة مصدر فخر وطني ومن شأنه أن يزيد عدد السياح ويسهل الحصول على مساعدات مالية، غير أنه قد يثير في المقابل جدلا وطنيا واحتكاكات دبلوماسية.
فبعد قرارات اليونسكو حول القدس التي أثارت استنكارا وتنديدا كبيرين في الاحتلال الإسرائيلي، تدرس اللجنة هذه المرة ملفا آخر شائكا هو الطلب
الفلسطيني العاجل بإدراج البلدة القديمة في مدينة الخليل التي تضم المسجد الإبراهيمي إلى لائحتها.
"قرارات تقنية"
وقالت مديرة قسم التراث ومركز اليونسكو للتراث العالمي ميشتيلد روسلر ردا على سؤال حول احتمال قيام جدل حول هذه المدينة التي تجسد تعقيدات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني: "الوضع الجيوسياسي معقد في هذه المنطقة".
لكنها شددت على أن "الأمر لا يتعلق بالسياسة. فعلى صعيد التراث العالمي تكون القرارات تقنية والهدف هو الحفاظ على تراث يرتدي أهمية استثنائية". وأملت بحصول "نقاش في جوهر" المسألة.
وتعتبر وزارة الخارجية الإسرائيلية أن إدراج المدينة الواقعة في الضفة الغربية المحتلة سيؤدي إلى "تسييس المنظمة".
وقالت الوزارة في بيان: "رغم خيبات الأمل السابقة نأمل أن يعارض عدد كاف من الدول الأعضاء هذه المبادرة التي قد تسبب انقساما سياسيا جديدا في اليونسكو"، معتبرة أن الطلب الفلسطيني "لا أساس له".
وتجري النقاشات حول المواقع الجديدة المرشحة للانضمام بين السابع من تموز/يوليو والتاسع منه. وستدرس اللجنة في الأيام الأولى من اجتماعاتها وضع المواقع المدرجة أساسا في القائمة.
وثمة خمسة مواقع قد تنتقل إلى قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر من بينها للسنة الثالثة على التوالي وادي كاتماندو الذي ضربه زلزال عنيف العام 2015. ولا تحبذ نيبال هذا الأمر خشية إبعاد السياح.
ومن المواقع الأخرى المرشحة لقائمة التراث المهدد بالخطر الوسط القديم لمدينة فيينا بسبب مشروع عمراني كبير تقدر كلفته بـ300 مليون يورو تعرض لانتقادات محلية لكنه أقر نهاية حزيران/ يونيو، وهو يشمل برجا يرتفع 66 مترا أي أكثر من المستوى الذي حددته اليونسكو لهذا الموقع وهو 43 مترا.
وأوضحت روسلر: "في 1999-2000، أبلغنا عن مشروع ضخم جرى سحبه. كنت أعتقد أنهم استخلصوا العبرة، لكني كنت مخطئة".
"تمثيل التراث المعاصر"
في المقابل، أبدت المسؤولة ارتياحها لاقتراح سحب متنزه كوموي في ساحل العاج عن قائمة المواقع المهددة قائلة: "عندما ندرج موقعا على هذه القائمة نحدد حالة الحفظ المرغوب فيها. وعندما نصل إلى المستوى المرجو ونقترح سحبه من القائمة، أشعر بالرضا".
ومن دواعي الارتياح الأخرى لروسلر اقتراح إدراج العاصمة الاريترية أسمرة المعروفة بهندستها المعاصرة والتي تضم قاعات سينما من طراز "آرت ديكو" ومحطات وقود ذات تصميم استشرافي... وكلها مبان "بألوان باستل فريدة وأطراف وزوايا مستديرة، لتكون شاهدة على الأنماط العقلانية والاستشرافية التي كانت رائجة في زمن ايطاليا الفاشية"، بحسب نص ترشيح اريتريا التي استعمرتها ايطاليا من نهاية القرن التاسع عشر حتى الحرب العالمية الثانية.
وقالت روسلر: "أسمرة مفخرة"، مشيرة إلى "صعوبة العمل في اريتريا" و"النقص في تمثيل التراث المعاصر" في المشاهد الثقافية.
وأضافت ممازحة: "نحن سعداء لورود ملفات من أنحاء أخرى من العالم لأن هناك أمورا أخرى غير فرنسا و(المهندس المعماري السويسري الفرنسي) لوكوربوزييه".
وقد أدرج نتاج لوكوربوزييه العام الماضي على القائمة. وفي كراكوفا، تعود القرارات النهائية إلى البلدان الـ21 التي تتألف منها اللجنة.