تواصلت ردود الفعل الدولية المتباينة على قرار دول خليجية وعربية قطع علاقاتها بقطر، فبينما التزمت دول الحياد وآثرت ترقب تطورات الموقف، دعت أخرى للحفاظ على وحدة "
الخليج" وتسوية الخلافات بالحوار، وأبدت استعدادها للتدخل من أجل رأب الصدع وإعادة ترميم العلاقات.
وأعلنت كل من
السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن والحكومة الليبية المؤقتة وجزر المالديف الإثنين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة
قطر، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية كافة منها وإليها.
أمريكا
وعلق وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بالقول إن على الدول الخليجية حل خلافاتها وتسويتها، داعيا إياها إلى "الحفاظ على وحدتها"، وذلك في أول تعليق أمريكي على قرار السعودية والإمارات والبحرين، إضافة لمصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وفرض عزلة عليها.
وقال تيلرسون: "بالتأكيد نشجع الأطراف "الخليجية" على الجلوس معا ومعالجة هذه الخلافات"، متابعا: "إذا كان هناك أي دور يمكن أن نلعبه لمساعدتهم على ذلك، فأعتقد أن المهم لمجلس التعاون الخليجي أن يحافظ على وحدته".
وأعادت السفيرة الأميركية لدى قطر الاثنين نشر تغريدة لها قبل شهور تثني فيها على الشراكة مع قطر ووصفتها بـ"الشراكة العظيمة"، كما أثنت على "التقدم الحقيقي" الذي أحرزته قطر في مكافحة تمويل الإرهاب.
وقالت السفيرة دانا شل سميث: "يبدو أن هذا وقت جيد لإعادة نشر هذه التغريدة القديمة".
كما أعادت سميث نشر تغريدة ثانية في نفس الفترة الزمنية للسفارة الأميركية في قطر تعبر فيها عن دعم أميركا لجهود الدوحة في مكافحة تمويل الإرهاب وتثمن دورها في التحالف ضد تنظيم الدولة.
روسيا
وفي أول رد فعل لروسيا، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن قيام عدد من الدول العربية بقطع علاقاتها مع دولة قطر قرار خاص بهذه الدول، داعيا كافة الأطراف في المنطقة لتسوية خلافاتها من خلال الحوار.
من جهته قال رئيس لجنة الدفاع والأمن في "مجلس الاتحاد" الروسي، فيكتور أوزيروف، أنه لن تطرأ أي تغيرات في العلاقات بين روسيا وقطر، مشيرا في ذات الوقت إلى أن موسكو تدرس بعناية المعلومات التي تتحدث عن دعم الدوحة المزعوم للإرهاب.
وتابع قائلا: "موسكو لديها استقلالية في تطوير سياساتها تجاه العلاقات الدبلوماسية مع قطر".
باكستان
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، نفيس زكريا، في بيان له إن بلاده ليس لديها نية حاليا لقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.
وتابع زكريا، قائلا: "لا شيء في الوقت الحالي يخص الشأن القطري وسنصدر بيانا إذا حدث تطور".
إيران
وعلق مسؤول إيراني رفيع المستوى على قرار، وقال المسؤول الإيراني في تغريدة نشرها على حسابه عبر تويتر، إن القرار لن يساعد في إنهاء الأزمة في الشرق الأوسط.
وقال حميد أبو طالبي، مساعد الشؤون السياسية بمكتب الرئيس حسن روحاني: " قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق الحدود ليس وسيلة لحل الأزمة.. كما قلت من قبل لن يسفر العدوان والاحتلال إلا عن عدم الاستقرار".
وقال أمين سر مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران محسن رضائي إن الملك السعودي يريد وضع قطر تحت سلطته وإبتلاعهما كما فعل ذلك مع مملكة
البحرين، وذلك بهدف صناعة تكتل من مجموعة دول تأتمر بأوامر الرياض وفتح جبهة مواجهة مع ايران وتركيا.
ووصف رضائي وهوالقائد الأسبق للحرس الثوري أن خطوة
قطع العلاقات مع قطر ناتجة عن سياسات سعودية "جاهلية ومتخلفة" وبأنها جاءت بضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بهدف ضرب كل علاقات الأخوة والسلام بين دول المنطقة.
تركيا
وعبرت تركيا عن أسفها للقرار، وأبدت تركيا استعداها للتدخل من أجل رأب الصدع.
وقال وزير خارجيتها تشاويش أوغلو: " أحزننا ما حدث بين قطر ودول الخليج، وهذا يهدد التفاهم والوحدة بين دول المنطقة.. من الطبيعي أن يكون هناك خلاف بين الدول ولكن الحوار مهم جدا".