أعلنت قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة
حفتر، المتمركزة في شرق
ليبيا، الجمعة، أنها دخلت مدنا وصفتها بـ"الاستراتيجية"، في منطقة الجفرة الصحراوية، واشتبكت مع فصائل مناوئة، بعد شن غارات جوية مكثفة في المنطقة.
وتضغط قوات حفتر التي تسمي نفسها بـ"الجيش الوطني الليبي" من أجل توسيع وجودها في وسط ليبيا، وجنوبها، حيث تتنافس على السيطرة مع قوات مرتبطة بالحكومة، المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، وخصوم آخرين.
والتصعيد العسكري لقوات حفتر يعرض الجهود الدولية الرامية إلى توحيد المعسكرات السياسة والمسلحة في شرق وغرب ليبيا التي تواصل التنافس على السلطة، للخطر، رغم التوصل لخطة انتقالية بوساطة الأمم المتحدة في أواخر عام 2015.
وكانت اشتباكات اندلعت الجمعة بين القوات الموالية لحفتر وسرايا الدفاع عن
بنغازي في مدينة بنغازي شرق البلاد.
وقال المتحدث باسم جيش حفتر، أحمد المسماري، إن 12 مقاتلا لقوا حتفهم من الجانبين.
اقرأ أيضا: ليبيا: ارتفاع عدد قتلى الهجوم على قاعدة تابعة لحفتر إلى 141
وأضاف أن "الجيش الوطني" بسط سيطرته على مدن ودان وهون وسوكنة، على الرغم من أنه لم يسيطر على قاعدة الجفرة الجوية إلى الغرب من ودان.
وأظهرت لقطات فيدو من ودان، التي دخلتها كتيبة الزاوية التابعة لجيش حفتر الجمعة، سيارات تحترق على جانب الطريق، وعددا من الجثث ملقاة على الأرض.
وجاء التقدم بعد أن قال مسؤولون عسكريون وسكان إن طائرات مقاتلة تابعة لقوات الجيش الوطني شنت ضربات جوية مكثفة ليل الخميس على الجفرة.
وشنّت مصر أيضا خلال الأسبوع الماضي غارات جوية على الجفرة، بالإضافة إلى مدينة درنة شرق ليبيا.
وزعمت مصر أن هذه الغارات استهدفت "متشددين" لهم صلة بهجوم على أقباط في محافظة المنيا في مصر، رغم أن محللين قالوا إن هذه الغارات كانت تهدف في ما يبدو إلى مساعدة خليفة حفتر الذي يعد حليف مصر الوثيق.
اقرأ أيضا: مصر تنسق مع حفتر.. كيف رد مجلس النواب الليبي على غاراتها؟
وبدأ حفتر في السيطرة تدريجيا على الأرض، في الوقت الذي يرفض فيه الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس.
وتدعي قوات حفتر أنها تقترب من السيطرة على العاصمة طرابلس، رغم أن كثيرين يشككون في أن لديه القدرة على القيام بذلك.
وقال المسماري إن "الجيش الوطني" سيتحرك بعد ذلك صوب بني وليد، وهي مدينة واقعة شمال غربي الجفرة.
وأضاف المسماري أن قوات حفتر بمجرد أن تحكم السيطرة على قاعدة الجفرة العسكرية فإنها ستنتقل غربا إلى بني وليد بالتدريج، نظرا للخطورة الشديدة التي تشكلها المنطقة.
وجاء التصعيد الأخير في المناطق الصحراوية وسط ليبيا، بعد مقتل عشرات المقاتلين الموالين لحفتر الشهر الماضي، في هجوم على قاعدة "براك الشاطئ" الجوية، قرب سبها جنوب غربي الجفرة.