نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا للصحافي أماندلا ثوماس، يقول فيه إن أحد
الأطباء الذين قاموا بعلاج جرحى الهجوم الانتحاري في
مانشستر عمل سابقا متطوعا في مناطق الثوار في
سوريا، وقام بإجراء عمليات شبيهة في مستشفيات تلك المناطق.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن الدكتور منير حكيمي، الجراح في مستشفى لانكشير، قوله إنه كانت لديه عملية يجب أن يجريها لشاب أصيب في الهجوم القاتل ضد جموع من المشاهدين كانوا يغادرون حفلة غناء بوب في قاعة مانشستر أرينا، وأضاف حكيمي، المولود في المملكة المتحدة، والذي نشأ في سوريا: "عالجت الجرح ذاته بالضبط في سوريا".
ويشير ثوماس إلى أن حكيمي يدير مؤسسة "إغاثة سوريا"، وهي مؤسسة خيرية تقوم بتدريب الأطباء لتجهيزهم للعمل على إنقاذ حياة من يستطيعون في أنحاء سوريا، التي مزقتها الحرب، لافتا إلى قوله إنه ساعد في معالجة الضحايا بعد تعرضهم لهجمات من تنظيم الدولة داخل سوريا.
ويلفت الموقع إلى أن تنظيم الدولة ادعى مسؤوليته عن تفجير مانشستر، الذي تسبب بمقتل 22 شخصا، في الوقت الذي حددت فيه السلطات هوية المهاجم بأنه سلمان رمضان (22 عاما)، وهو بريطاني المولد من أصول ليبية.
ويورد التقرير نقلا عن حكيمي، قوله: "رؤية سفك الدماء تحطم القلب.. يجب ألا يدفع الأطفال الأبرياء ثمن الإرهاب"، ووصف تحديات إجراء العمليات في قاعة عمليات تحت القصف في سوريا، وقال: "في سوريا ليس لديك الوقت الكافي، وكان علينا استخدام التسكين بصفته نوعا خفيفا من التخدير".
وينوه الكاتب إلى أن حكيمي يقارن حال سوريا بالوضع في
بريطانيا، ويقول: "أما في مانشستر، فعندي حتى الغد لإجراء العملية، ولدي تكنولوجيا متقدمة، ويعطى المريض تخديرا عاما"، وأشار إلى أن المستشفيات البريطانية معدة لاستقبال أعداد كبيرة من الإصابات، وأنه قام بتدريب الأطباء في سوريا على التعامل مع الهجمات الكبيرة، بناء على النموذج البريطاني.
ويفيد الموقع بأن النظام السوري قام الشهر الماضي بقصف مستشفى في إدلب، كانت الإغاثة السورية تقدم له الدعم، لافتا إلى أن حكيمي كان في سوريا في كانون الثاني/ يناير يقوم بإجراء العمليات للضحايا الذين تم إخلاؤهم من المناطق التي كان يسيطر عليها الثوار في
حلب، كجزء من اتفاقية جعل المدينة تعود إلى الحكومة السورية، بعد أشهر طويلة من الحرب والغارات الجوية.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن موقع "إغاثة سوريا" يصف كيف قام حكيمي وجراح بريطاني آخر، هو ديفيد نوت، بإجراء عملية معقدة لرضيعة لم تتجاوز خمسة أشهر، تهشمت ذراعاها وساقاها في القصف الذي قضى فيه والداها.