أشارت صحيفة "التايمز" إلى المقابلة التي أجريت مع السياسي التركي ونائب رئيس الوزراء السابق بولنت
أرينتش، التي عرض فيه رأيه تجاه أولوية علاقات
تركيا الخارجية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن أرينتش دعا إلى إصلاح علاقة تركيا مع الغرب، وقال إنه عمل مع الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان على تطوير السياسة التركية، وكان أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية.
وقال أرينتش: "يجب على تركيا أن تصلح علاقتها مع أوروبا والولايات المتحدة، وهذا أمر مهم لتركيا"، وأضاف: "لن تتضرر هذه الدول لو قطعت علاقتها مع تركيا، وعلى تركيا أن تصحح علاقاتها معها، من خلال سياسة صحيحة ودائمة، وبناء على مصالحنا".
وتلفت الصحيفة إلى أن أردوغان، الذي كان يدعو إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي، قد ألمح لإمكانية عرض فكرة الانضمام لاستفتاء عام، وحوّل السياسة الخارجية باتجاه الصين وروسيا، في الوقت الذي تراجعت فيه العلاقات مع الغرب.
ويذكر التقرير أن تصريحات أردوغان اتسمت بالشدة، خاصة في أثناء الاستفتاء على التعديلات الدستورية، حيث اتهم ألمانيا وهولندا بالقيام بتصرفات نازية، وذلك ردا على منع وزراء حكومته من المشاركة في تجمعات انتخابية مع المواطنين الأتراك المقيمين في هذه الدول، وتعهد بمراجعة العلاقة مع
الاتحاد الأوروبي "الفاشي الوحشي".
وتفيد الصحيفة بأنه في الوقت الذي انتقد فيه أرينتش فشل الاتحاد الأوروبي بمنح تركيا عضوية كاملة، وألقى اللوم على "الأجندة المعادية لتركيا"، إلا أنه دعا حكومة أردوغان لأخذ الخطوة الأولى من أجل المصالحة، حيث قال: "يجب على تركيا أن تكون داخل الاتحاد الأوروبي"، وأضاف: "من أجل أن يحدث هذا، يجب أولا وأخيرا على تركيا، بدءا من الرئيس ورئيس الوزراء والحكومة، استخدام اللغة الإيجابية تجاه الاتحاد الأوروبي والتعاون معه".
وبحسب التقرير، فإن أرينتش يعد من الداعين المتحمسين لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وعمل رئيسا للبرلمان، وبنى سمعته على أنه رجل لا يتبع مواقف أردوغان دون تفكير، مشيرا إلى أنه شعر في عام 2015 بالتهميش من القيادة السياسية، بعدما تحرك أردوغان لتعزيز قوته، إلا أنه يظل شخصية بارزة وخليفة لأردوغان في حال انقسم الحزب في وقت ما.
وتورد الصحيفة نقلا عن أرينتش، قوله عن النتائج الأخيرة التي سمحت لأردوغان بتعزيز قوته أكثر، إنه "في ظل الظروف الحالية، فإنه من غير الممكن معارضة سياسات الحكومة داخل حزب العدالة والتنمية، هذا الأمر لا يمكن التفكير به"، وأضاف: "نعرف موقف الرئيس (من قضايا السياسة الخارجية) حتى الآن، فهل سيغير موقفه بعد الأحد؟ أعتقد أنه يجب عليه ذلك".
وينوه التقرير إلى العلاقات التركية الأمريكية، التي تدهورت بسبب دعم واشنطن لقوات حماية الشعب التركية "الإرهابية"، ورفضها تسليم رجل الدين فتح الله غولن، المتهم بتدبير الانقلاب الفاشل العام الماضي.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم لقاء أردوغان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء، إلا أن العلاقات لا تزال تتسم بالتوتر بين دولتين عضوين في الناتو، لافتة إلى أن أرينتش يعتقد أن الولايات المتحدة "حليف حيوي"، ويجب تقديمها على العلاقة مع
روسيا، قائلا: "نحن حلفاء استراتيجيون" مع أمريكا.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول أرينتش إن "روسيا وتركيا قريبتان، لكنهما من الفترة القيصرية، وحتى اليوم فإن روسيا لديها أهداف إمبريالية، وبالتأكيد يجب أن نحقق مصالحنا التجارية، ويمكننا التعاون مع روسيا من خلال اتفاقيات ثنائية، لكن في القضايا الاستراتيجية وقضايا المنطقة، فإنه يجب أن تحظى الولايات المتحدة بأولوية لمواجهة أهداف روسيا الإمبريالية".