على الرغم من أن ديوان رئيس الحكومة
الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حاول احتواء الأزمة الناجمة عن اتهامات الرئيس التركي طيب رجب
أردوغان لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب، إلا أن نخب الحكم في تل أبيب صعّدت من نبرتها ضد أنقرة.
ففي أعنف هجوم، قال وزير الحرب السابق موشيه يعلون إن أردوغان "لاسامي يمقت إسرائيل وكراهيتها تجري في عروقه".
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم، وتابعتها "عربي21"، قال يعلون: "أردوغان يهاجمنا لأنه ينطلق من افتراض مفاده أن مهاجمة إسرائيل تساعده على تدشين إمبراطوريته وفق نهج الإخوان المسلمين".
من ناحيته اعتبر رئيس البرلمان الإسرائيلي يولي إدلشتاين أن تصريحات أردوغان تدلل على أنه "كان عدوا وسيبقى عدوا لإسرائيل"، محذرا من الرهان على حدوث "إصلاح للعلاقات مع أنقرة ما دام أردوغان رئيسا لتركيا".
وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية مساء أمس، وتابعتها "عربي21"، قال أدلشتاين إن أردوغان "تحكمه توجهات إسلامية متطرفة لا تسمح له بالتعاطي مع إسرائيل بشكل طبيعي".
من ناحيتها ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية أن إسرائيل تحاول تطويق الأزمة مع
تركيا خوفا على مصالحها الاقتصادية.
وأشارت القناة إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعت السفير التركي في تل أبيب وأبلغته بأن البيان الذي أصدرته بشأن تصريحات أردوغان "يمثل نهاية للأزمة".
وبحسب القناة، فإن تل أبيب تخشى أن يؤثر استفحال الأزمة على تطبيق الاتفاق المتعلق بتصدير الغاز الإسرائيلي لتركيا الذي تراهن عليه تل أبيب في تحسين الأوضاع الاقتصادية.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" النقاب عن أن الأتراك غاضبون من إسرائيل بسبب وقوفهم إلى جانب
قبرص في الخلاف مع تركيا بشأن ترسيم حدود المياه الاقتصادية لكل من الجانبين.
وأشارت الصحيفة في عددها اليوم الأربعاء إلى أن إسرائيل معنية بتعزيز مكانة قبرص في النزاع مع تركيا لأنها ترى في العلاقة معها ومع اليونان "مرتكزا استراتيجيا"، إلى جانب أن تل أبيب توصلت مع قبرص إلى اتفاق يقضي بأن يمر الأنبوب الذي من المفترض أن ينقل الغاز من إسرائيل إلى أوروبا عبر مياهها الإقليمية.