غابرييل بريجيت ناشطة سياسية في أمريكا، ولدت في قضاء مرجعيون جنوب لبنان، وعاصرت بدايات الحرب الأهلية اللبنانية، وكانت قبل هجرتها إلى أمريكا تعمل مذيعة في تلفزيون «الشرق الأوسط» الذي تموله الحكومة الإسرائيلية، لدعم ما يسمى «جيش لبنان الجنوبي»، بقيادة أنطوان لحد. وهي التي قالت في لقاءات صحافية إن نجاتها مع أسرتها لم تتحقق إلا بعد عملية الليطاني التي نفذها الجيش الإسرائيلي عام 1978، واصفة الرعاية الإسرائيلية الطبية لها خلال الحرب بأنها «إنسانية». وأضافت: «لم يهتموا بأي معتقد ديني أو سياسي».
واستخدمت غابرييل الترويج لميولها السياسية المؤيدة إسرائيل، ولمعارضتها العرب والمسلمين، جواز عبور إلى مراكز البحث، والمنظمات الأهلية، ووسائل الإعلام الأمريكية.
وخلال فترة وجيزة، اكتسب خطابها شعبية واسعة، وعرفت ناشطة سياسية، وكاتبة ترفض سياسة التفاهم والاحتواء، التي تعتمدها واشنطن، وتؤمن بأن ما بين أمريكا والعالمين العربي والإسلامي صراع وجود، وأن على واشنطن أن تواجههما بالتصفية، كأن الولايات المتحدة توزع الحلوى على أفغانستان والعراق!
بعض الأمريكيين يفسر تطرف غابرييل بـ«القهر الذي عاشته في تاريخها الشخصي»، لكن مَن يعرف سيرتها حين كانت تتخفّى خلف أسماء مستعارة، في تلفزيون المنشق أنطوان لحد، يدرك أن هذا التبرير جزء من حملة تسويقها في أروقة مجتمع النخبة الأمريكي. وهي نشرت كتابها الأول عام 2008، بعنوان «يجب وقفهم»، الذي صار ضمن قائمة الأكثر مبيعا في صحيفة «نيويورك تايمز»، ومن أبرز آرائها أن «الإسلاميين المتطرفين تابعون ومقتدون لما كان يفعله الرسول محمد، والدين الإسلامي مصمم على الهيمنة والدمار، والإسلام يروّج للتعصّب والعنف». وتصف غابرييل العرب بـ «البرابرة»، وتقول أن الفرق بين إسرائيل والعرب، هو «كما الفرق بين المتحضرين والبرابرة، ومثل الفرق بين الخير والشر»!
لا شك في أن الحفاوة التي تجدها المتطرفة غابرييل في منابر أمريكية، رغم خطابها النازي، مؤشر إلى وجود مَن يؤمن بعنفها المعنوي تجاه كل ما هو عربي ومسلم، وأن التعامل الأمريكي العنيف مع شعوب ودول بذريعة محاربة الإرهاب له ذراع معنوية بحجمه.
الأكيد أن بعض الكتّاب والصحافيين العرب الذي احترف جَلد الذات، وتجاهل أمثال غابرييل في المجتمع الغربي، يكرس الصورة التي تسعى إليها هذه السيدة المتطرفة، ويمارس دورها على نحو أشد.
الحياة اللندنية