إجراءات أمنية غير مسبوقة تشهدها جزيرة
جربة التونسية (جنوب) والمدن القريبة منها، في حادث نادر واستثنائي بالبلد.
وعزّزت قوات الأمن إجراءاتها استعدادا لموسم الزيارة السنوية ليهود العالم إلى معبد "الغريبة" (الحج
اليهودي) بالجزيرة.
وقال النقابي الأمني التونسي السويح قصد الله، إن "الاستعدادات الأمنية لزيارة الغريبة انطلقت منذ أيام، غير أنها تعززت اليوم مع اقتراب موعد زيارة الغريبة السنوية".
وأضاف قصد الله أنّ "فرق التدخّل الخاصة والجمارك تقوم بتأمين كامل مناطق جربة، مع تركيز خاص على مداخل الجزيرة ".
ويوجد منفذان لجربة؛ الأول من جهة منطقة آجيم شمال غرب الجزيرة، الواقع على بعد 20 كلم عن مركز الجزيرة، عبر البطاحات (العبارات) القادمة من منطقة "الجرف"، والثاني عبر "الطريق الرومانية" من جهة جرجيس، وهي الجهة الشرقية للجزيرة.
وأوضح الشرطي التونسي أنه "يوجد العديد من نقاط التفتيش الموزعة على كامل المنطقة السياحية، إضافة إلى دوريات تجوب جميع أنحاء الجزيرة".
كما لفت، في سياق متصل، إلى أن الأمن التونسي انطلق في تأمين كامل محيط
معبد الغريبة اليهودي، الموجود في منطقة "الحارة الصغيرة" بالجزيرة .
وخلص النقابي الأمني إلى وجود "تحسن أمني كبير حققته الداخلية التونسية في جميع مناطق البلاد، بفضل العمل الاستعلاماتي الذي تقوم به الأجهزة الخاصة، وهو ما سينعكس إيجابا على عملنا في تأمين زيارة الغريبة التي يعتبر نجاحها نجاحا للموسم السياحي".
ويقام موسم "حج الغريبة" لهذا العام في الأسبوع الممتدّ من 9 إلى 15 مايو/ آيار الجاري .
وفي بيان للرئاسة التونسية، الأربعاء الماضي، توقع رئيس الجالية اليهودية بتونس بيريز الطرابلسي، زيادة أعداد الزوار اليهود في هذا الموسم من "حج الغريبة"، من دون تحديد الأعداد.
ويزور اليهود من مختلف دول العالم معبد الغريبة بجزيرة جربة، الذي يعتبر الأقدم في إفريقيا.
ويقع معبد "الغريبة" في قرية صغيرة بجزيرة جربة، سكنها اليهود في الماضي، وتسمى "الحارة الصغيرة" حاليا، وتبعد عدة كيلومترات جنوب غرب "حومة السوق" المدينة الأكبر بجربة.
ويتمثل "حج الغريبة" في جملة من الاحتفالات وإقامة صلوات وإشعال شموع داخل الكنيس والحصول على "بركة" حاخاماته وذبح قرابين (خراف)، والغناء في أجواء من الفرح وتناول نبيذ "البوخة" المستخرج من ثمار التين، والذي يشتهر بصناعته يهود تونس دون سواهم.