نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن جهود الرئيس الأمريكي ترامب للإفراج عن المعتقلة الأمريكية
المصرية آية حجازي من سجون النظام المصري، مشددة على ضرورة الضغط على النظام العسكري في القاهرة للإفراج عن باقي السجناء السياسيين.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها ترجمته "عربي21"، إنه "عندما سألت وكالة "أسوشييتد برس" عن إنجاز ترامب في أول 100 يوم من عمله، ذكر الرئيس إطلاق سراح آية حجازي، المصرية التي تحمل جنسية أمريكية، والتي اعتقلت في مصر بشكل غير عادل لمدة ثلاث سنوات".
وأضافت الصحيفة أن "حجازي بالتأكيد تعد مثالا فظيعا للأمريكيين الذين يضطهدون من قبل حليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وبإطلاق سراحها، يحفظ ترامب وعده ببقاء "أمريكا أولا".
وتستدرك الصحيفة: "لا بد أن نتذكر أن ترامب ما زال يتبنى ويتحالف مع أحد أكثر الأنظمة قمعا واضطهادا في تاريخ مصر الحديث".
وتلفت الصحيفة إلى "تصوير البيت الأبيض عملية إطلاق سراح آية حجازي بالدليل على أن الدعم العلني الذي أبدته إدارة ترامب لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، واستخدام الدبلوماسية معه، يأتي بنتائج جيدة، لكن سجل السنوات الأخيرة لا تدعم هذه الرسالة".
وتتابع الصحيفة قولها: "مصر لديها تاريخ طويل من سجن الأمريكيين، ومن ثم الإفراج عنهم، وتقديم الأمر كخدمة لصالح الإدارة الأمريكية؛ فقد أطلق السيسي سراح المواطن الأمريكي من أصول مصرية، محمد سلطان، وذلك بعد ضغط شديد من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما".
وبينت أن "الرئيس المخلوع حسني مبارك أطلق سراح الصحفي الأمريكي سعد الدين إبراهيم تحت ضغوطات من قبل إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش".
ولا يقدم الحكام المدعومون من العسكر في القاهرة، بحسب الصحيفة، هذه "التنازلات" بلا مقابل، إنما يفعلونها لنزع فتيل النقد الصادر من واشنطن حول سجل النظام المروع لحقوق الإنسان دون تخفيف القمع المنهجي للمصريين.
وأردفت الصحيفة بأن نظام السيسي، "الذي لم يُثبت أبدا أدلة على مخالفة السيدة حجازي للقوانين، لم يترك في حملته القمعية أي أحد من مؤسسات المجتمع المدني التي لها صلات بالولايات المتحدة".
وأشارت إلى أن "سجون النظام المصري تضم عشرات الآلاف من السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي، بمن فيهم آلاف الليبراليين والعلمانيين الذين قاموا بحملات لجعل مصر ديمقراطية".
وبينت أن السلطات متورطة في الانخراط بممارسات من قبيل حالات الاختفاء القسري وعمليات القتل خارج نطاق القضاء، فضلا عن التعذيب. وتم الإبلاغ عن رصد آلاف من هذه الحالات من قبل مراقبين ونشطاء حقوق الإنسان في العام الماضي وحده.
وقالت إن "بعض مبررات هذه الانتهاكات التي ينشرها نظام السيسي هي محاربة الإسلاميين المحليين، بما في ذلك فرع من تنظيم الدولة في شبه جزيرة سيناء. والواقع أن التكتيكات القاسية والانتهاكات الصريحة للنظام قسمت البلد وعززت تجنيد "الإرهابيين".
ومن خلال جميع الوسائل المتاحة، يمكن التوصل إلى أنه في السنوات الماضية ازدادت قوة المتشددين المتطرفين الذين يمارسون العنف منذ استيلاء السيسي على السلطة في تموز/ يوليو 2013.
وتشير الصحيفة إلى أنه على ترامب أن يقنع الجنرال السيسي بتبني إصلاحات حقيقية تحتاجها مصر، واستخدام العقل في مكافحة التمرد في سيناء بدلا من القمع الجماعي، كما يجب الإفراج عن السجناء المعارضين من الإسلاميين والعلمانيين الذين ينبذون العنف.