نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا لمراسليها نوعام رايدان في
لبنان، وروري جونز في تل أبيب، يقولان فيه إن
حزب الله اصطحب مجموعة من المراسلين في جولة للجنوب على الحدود مع
إسرائيل يوم الثلاثاء؛ لرؤية الدفاعات التي تعدها إسرائيل احتسابا لأي حرب قادمة.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن متحدث باسم حزب الله، قوله إن الحزب مستعد للدفاع عن لبنان ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن هذه التصريحات كانت آخر زخة في حرب تصريحات بين الجانبين على مدى الأشهر القليلة الماضية، التي تزيد التوترات.
ويبين الكاتبان أن حزب الله أشار خلال الجولة التي نظمها المكتب الإعلامي التابع للحزب، إلى ما قال إنها إجراءات دفاعية إسرائيلية، بما في ذلك تلال ترابية وبروج مراقبة وشارع جديد.
وتورد الصحيفة نقلا عن قائد عسكري في حزب الله، لم يعرف بنفسه سوى باسمه الأول إيهاب، قوله: "لأول مرة في تاريخ هذا العدو تغيرت عقيدته من الهجوم إلى الدفاع.. نحن لا نخشى الحرب، وإن فرضت علينا سنواجهها وسننتصر".
ويشير التقرير إلى أن آخر حرب نشبت بين حزب الله وإسرائيل كانت في عام 2006، مستدركا بأنه مع أن كلا الطرفين يهددان بعضهما من آثار حرب جديدة، إلا أن كليهما يقللان من احتمال وقوع حرب جديدة في المستقبل القريب.
ويذكر الكاتبان أن إسرائيل قالت إنها اتخذت عددا من الإجراءات الاحترازية على طول الحدود الشمالية مع لبنان؛ ردا على تصريحات حزب الله التي تهدد بالاختراق، وتضمنت الإجراءات قص منحدرات في سفوح الجبال، ونشر القوات والتكنولوجيا الجوية لمراقبة الحدود، بحسب المتحدث العسكري الإسرائيلي كولنيل بيتر ليرنر، الذي قال: "نحن غير راغبين بأي شكل من الصراع، لكن إن وقعت حرب فإن الثمن سيكون باهظا".
وتقول الصحيفة إن "المسؤولين الإسرائيليين يزعمون بأن لدى حزب الله أكثر من 100 ألف صاروخ وقذيفة يمكن استخدامها في صراع مع إسرائيل، وهو 10 أضعاف ما كان لدى الحزب خلال حرب 2006، لكن حزب الله لم يعلق على ذلك العدد".
ويلفت التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي يعد حزب الله واحدا من أقوى القوى المقاتلة في
سوريا، حيث يقوم الحزب بدعم نظام بشار الأسد، مشيرا إلى أنه بسبب انشغال حزب الله في سوريا، فإن إسرائيل لا تتوقع حربا مع الحزب في المستقبل القريب.
ويستدرك الكاتبان بأنه في الوقت الذي تكبد فيه حزب الله آلاف الإصابات في سوريا، إلا أن الحرب في سوريا أكسبته خبرة، حيث يتوقع أن يكون أكثر قدرة في أي مواجهة مستقبلية مع إسرائيل.
وتنوه الصحيفة إلى أن سلاح حزب الله كان موضوع جدل دائم في المشهد السياسي اللبناني، حيث قال الرئيس اللبناني ميشيل عون، حليف حزب الله، في شباط/ فبراير، إن سلاح الحزب مكمل لعمل الجيش اللبناني، وأضاف: "طالما أن هناك أرضا محتلة من إسرائيل، وطالما أن الجيش اللبناني ليس قويا كفاية ليحارب إسرائيل وليقف بوجهها، فإنه من المؤكد أننا نشعر بضرورة وجود سلاح المقاومة"، معتبرا أنه "مكمّل للجيش اللبناني، ولا يتناقض معه، والبرهان على ذلك أنه لا وجود للمقاومة في حياتنا الداخلية"، لافتة إلى أن هذه التعليقات أثارت جدلا واسعا في لبنان.
ويورد التقرير نقلا عن الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف نفتالي بنيت، قوله: "ما دام لبنان أوضح الآن أنه حزب الله، وأن حزب الله هو لبنان، فإن إسرائيل ستحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي هجوم يشن عليها من الأراضي اللبنانية".
ويفيد الكاتبان بأن زعيم حزب القوات اللبنانية السياسي اللبناني سمير جعجع، قال إن الجولة التي نظمها حزب الله كانت "خطأ استراتيجيا"، وأضاف: "أعطى حزب الله انطباعا بأنه لا يوجد جيش لبناني مسؤول عن الحدود، وأنه لا توجد دولة".
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن حزب الله نظم الجولة الحدودية بالتنسيق مع الجيش اللبناني.