هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصلنا الآن إلى غاية النقد الموجه إلى الإسلام بصورة جذرية، وهو التشكيك الرابع المترتب على كل ما تقدم، وهو يراوح بين اتهام الرسول الخاتم بكونه ناطقا باسم الشيطان، قدحا في أخلاقه إن سلمنا بوجوده، وبين نفي وجوده قدحا في قدرته على تحقيق ما حقق ونسبته إلى غيره: والحصيلة هي الذهاب إلى حد نفي وجود الرسول فيكون شخصية خرافية.
لنشرع الآن في فحص التشكيك الثالث أي "نفي تاريخ نزول القرآن عند أهله والقبول بوجوده مع وصفه بالانتحال أو على الأقل بالتناص ولكن بتاريخ متأخر يذهب البعض إلى جعله مثل الحديث قد كتب في عهد الدولة العباسية فيكون تاريخ النزول غير الذي يؤمن به أصحابه. وقد لا يكتفي أصحاب هذه الدعوى فيضاعفوا تغيير التاريخ بتغيير المكان فيجعمون أنه نشأ في سوريا أو في اليمن.
إذا كان التجريف قد طال أساتذة الجامعات، وذلك في عهد مبارك، وقت أن كانت الجماعات الإسلامية والسياسية والنقابية تعمل على ملف فلسطين، ورفض التطبيع والتصهين، فما بالنا بعد هذا الكم من التجريف، والتصحر الثقافي والديني..
صنفت أصحاب الحمق الأكبر فميزت فيهم في الفصل السابق خمسة أصناف بمقتضى ما ينكرونه على القرآن فيجعلونه نقدا جذريا. وسأبدأ بأول صنف: "النوع الأول يتعلق بنفي أصله أي الوحي: وهو نوعان نفيه عن الإسلام وليس بصورة مطلقة ونفيه بصورة مطلقة عن كل الأديان".
في 19 ديسمبر أعلنت الخارجية الإسرائيلية على غير العادة أن تل أبيب تبحث مع قبرص "تشغيل" ممر بحري بين الأخيرة وغزة، وفي اليوم التالي في 20 ديسمبر أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين تأييد فتح ممر بحري بين قبرص وغزة وقال كوهين: "إن الممر سيخضع لتفتيش أمني تنسقه إسرائيل" وشكر الوزير الإسرائيلي قبرص على ما أطلق عليه "المبادرة الهامة".
الإصرار على الدخول في معركة خاسرة، وعلى أمل خلّب بالانتصار، وإنما بسبب عدم القدرة على استيعاب ضربة ثقيلة جداً، حتى لو أحدثت زلزالاً، فهذا يعني أنك فقدت الصواب، وجننت. فتصرفت مثل المقامر الذي خسر كل ماله. ولم يستطع أن يقوم من طاولة القمار إلاّ إلى الانتحار، أو التسوّل في الشوارع مخموراً منهنهاً..
يشكل النموذج السوري مع سلطة البعث مثالا حيا لظاهرة انتهاك الملكية الفردية، وعلى الرغم من أن انتهاك الملكية الفردية / الخاصة سمة واضحة خلال الحروب، إلا أن بشاعتها وقسوتها كانت أكثر وضوحا في سوريا.
وصدر تقرير السعادة العالمي لعام 2024، وحافظت فنلندا على موقعها كأسعد بلد في العالم، بتربعها على الصدارة للسنة السابعة على التوالي، وفقا للتصنيف السنوي الذي ترعاه الأمم المتحدة، وحازت الدول الإسكندنافية على مواقع متقدمة، فحلت الدانمارك ثانية، تلتها آيسلندا ثم السويد. بينما نالت فرنسا المركز السابع والعشرين.
يغلب على كل المتكلمين في الحضارة الإسلامية أو "ديماغوحيا الإسلامولوجيا" من باعة فريق الآداب عندما تعجز عن وظيفة الأداب أي علم اللسان وعلم وظائفه التواصلية والذوقية. ذلك أن اللسان بحد ذاته لا يتضمن علما معينا بل هو من أدوات الترجمة التواصلية والذوق الأدبية حولهما إذا حصلا عند الجماعة: ولا يمكن أن يكون ما في الدلالات المعجمية للكلام علم أو ذوق لأن المحتوى المعرفي والذوقي يحصلان في مجالين من خارجه فيضمان إليه في الثقافة العامة والفلكلور.
يمكن بعد جمع الأحاديث أن نميز فيها بين ما له مؤيدات كالمطابقة مع ما يوجد في القرآن من ترجمة لحياة الرسول نفسه أو ما يوجد في ممارسات الأمة وخاصة في العبادات الفعلية. فهذا يستثنى من التشكيك فيه وفي رواته. فلا يبقى إلا ما ليس له ما يؤيده في القرآن أو في عام الممارسة التعبدية.
انطلقت على إيقاع حرب غزة نقاشات كثيرة حول ما يصطلح عليه إسرائيليا بـ"اليوم التالي"، أي ما بعد حرب غزة، والسيناريو الذي يتم إعداده قبل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي..
لا شك أن الأحداث التي تعيشها الأمة الإسلامية الآن، مرحلة ملؤها الخزي والعار، والهوان والضعف، على مستويات عدة، وبخاصة ما نشاهده على أرض غزة، من قتل وتشريد ليل نهار، في ظل صمت لا يمكن تفسيره إلا بخيانة هذه الأنظمة، أو تواطئها المباشر لترك العدو الصهيوني ينفذ مخططه الإجرامي..
كيف رسم الخطاب الرسمي العربي صورة المقاومة في غزة؟ وما هو المنطق الداخلي الذي استند عليه في شيطنة المقاومة وضرب صورتها في الوعي الشعبي القاعدي؟ وما هي خلفيات هذا الاصطفاف مع المحتل ضد أصحاب الأرض في فلسطين؟
لما بدأت الفلسفة تؤسس نظرية التاريخ بتردد بين ما بعد الأخلاق الروحية (هيغل) وما بعد الطبيعة المادية (ماركس) نكصت الفلسفة بالتخلي عن رؤية كنط النقدية (إلغاء مفهوم الشيء في ذاته بوصفه مفهوما حدا لقدرات العلم) التي ألغت إبستمولوجية المطابقة بين العلم الإنساني والأشياء في ذاتها فاقتضت وجود ما وراء الظاهرات التي لا يستطيع العلم تجاوزها وذلك لتأسيس الإيمان بالمسلمات وتأسيس شروط الأخلاق..
لا يجوز لأحد أن يربط بين المجازر التي ترتكب في حروب التحرير والاستقلال، أو حتى أيّة حروب من جهة، وبين المقاومات المشروعة، من جهة أخرى. وإذا انطبق هذا، حتى على الردود ذات الطابع العسكري. فكيف إذا كان الرد، كما فعل الكيان الصهيوني، بارتكاب جرائم إبادة لا مثيل لها.
الميتافزيقا وظيفتها تحديد بنية الفنون العلمية وتأسيسها. والدين وخاصة من منظور القرآن يؤدي نفس الوظيفة تماما لكن بكيف مغاير هو ما أطلقت عليه اسم ما بعد الأخلاق. فموضوعه الرئيس هو العلاقة بين التاريخي بوصفه عمل الإنسان الخلقي السياسي والديني بوصفه تأسيسا للقيم التي ينبغي أن تحكم هذا العمل الإنساني..